رئيس التحرير
خالد مهران

ما يحدث في محيط محطة حلوان.. ليس فوق مستوى الشبهات (صور )

محيط محطة حلوان
محيط محطة حلوان

ما يحدث في محيط محطة مترو حلوان ليس فوق مستوى الشبهات، قد يبدو المشهد للوهلة الأولى فوضى عادية ناتجة عن زحام طبيعي في نهاية أحد أهم خطوط المترو في القاهرة، لكن من يراقب التفاصيل يدرك أن خلف هذه الفوضى ما يستحق التوقف، وربما التحقيق.

تعطيل حركة المرور

ففي محيط محطة حلوان، وتحديدًا أمام البوابات الرئيسية وامتدادًا إلى شارع منصور، تتكرر مشاهد غريبة لا يمكن تفسيرها بالصدفة. باعة جائلون يملأون الأرصفة، بعضهم لا يبيع شيئًا فعليًا، يجلسون لساعات دون حراك، لا يتفاعلون مع الزبائن، وكأن وجودهم في المكان له غرض آخر. وجوه تتكرر يوميًا، وحركات محسوبة، ونظرات مترقبة، في مشهد يشبه المراقبة المستمرة أكثر من التجارة العشوائية لمجرد تعطيل حركة المرور.

الموقف العشوائي

الموقف العشوائي للميكروباصات بمحيط محطة حلوان تحول هو الآخر إلى مساحة نفوذ غير رسمية فالسائقون يدفعون إتاوات يومية لأشخاص لا يحملون أي صفة رسمية، ومن يرفض، يُقصى أو يُهدد، الوضع لا يخلو من مشادات، وفي بعض الأحيان تتحول المشاجرات إلى عنف حقيقي دون تدخل يُذكر من أي جهة مسؤولة، سيارات تُكسر، وسائقون يختفون، و"كبارية" يفرضون السيطرة دون رادع.

محدش يقدر يقول حاجة

ورغم أن المكان يشهد يوميًا عبور آلاف المواطنين من كل الأعمار، إلا أن الأمن فيه غائب، أو على الأقل صامت، أفراد الأمن الإداري داخل محطة المترو لا يجرؤون على التدخل في الخارج، بينما تكتفي دوريات الشرطة بالمرور السريع، دون تدخل حقيقي أو ضبط للفوضى، أحد العاملين في المحطة قال لنا: "فيه ناس وجودها مش مريح، بس محدش يقدر يقول حاجة، ولا حد بيسألهم بيعملوا إيه".

أنشطة غير قانونية

الأخطر من ذلك هو ما يتردد بين الأهالي والعاملين في المنطقة عن أنشطة غير قانونية تجري في الخفاء، هناك حديث عن تداول مخدرات، تهريب بضائع مهربة، ومراقبة تحركات الأشخاص الغرباء، خاصة الصحفيين أو من يحمل كاميرا، البعض يؤكد أن هناك من يراقب كل شيء، وأن التحركات المريبة تتم بتنسيق لا يمكن أن يكون عفويًا، "فيه عربيات بتيجي فجأة وتختفي بسرعة، وناس بتتبدل كأنهم في مهمة"، هكذا قال أحد السكان القريبين من شارع منصور، مضيفًا أن "الليل في المنطقة أصبح مقلق جدًا".

احتلال الأرصفة

الفوضى تلك لم تعد مجرد مشهد بصري مزعج، بل أصبحت تهديدًا حقيقيًا للأمان العام، المارة يضطرون للسير وسط الطريق بسبب احتلال الأرصفة، والتحرشات تكررت في غياب التواجد الأمني، والطلاب والطالبات باتوا يشعرون بالخوف من المرور بالمكان، خاصة في الفترات المسائية، طالبة جامعية من سكان المنطقة قالت: "كل يوم أخرج من المترو وأنا قلبي بيقع، وبقيت بأمشي بسرعة علشان أوصل لشارع هادي".

تساؤلات خطيرة

السكوت على هذا الوضع يطرح تساؤلات خطيرة، أين دور محافظة القاهرة؟ أين الأجهزة التنفيذية؟ هل ما يحدث غير مرئي؟ أم أن هناك من يرى ويغض الطرف؟ مصادر مطلعة داخل الأجهزة التنفيذية ترفض الحديث، وآخرون يتهامسون بأن "كل حاجة معروفة، بس محدش يقدر يتدخل".

الجهات الرقابية

المشهد في محيط محطة حلوان لم يعد يحتمل الصمت، فالوضع تجاوز حدود العشوائية، واقترب من أن يصبح منطقة رمادية بين الفوضى والتواطؤ. بات من الضروري تدخل عاجل، سواء من أجهزة الأمن أو الجهات الرقابية أو حتى من البرلمان لفتح تحقيق شامل. المنطقة تحتاج إعادة انضباط شامل، إزالة التعديات، تنظيم الموقف، وتشديد الرقابة، ليس فقط لحماية المواطنين، بل لحماية صورة الدولة وهيبتها.

فمحطة حلوان ليست فقط نهاية خط مترو، بل بداية لقصص لا تنتهي، بعضها لم يُكتب بعد، وبعضها لم يُكشف بعد. وما يحدث هناك، يظل حتى الآن، ليس فوق مستوى الشبهات.

1000062378
1000062379
1000062376
1000062375
1000062377
1000062380
1000062381
1000062382
1000062383
1000062384
1000062385
1000062386
1000062387
1000062388
1000062390
1000062389
1000062391
1000062392
1000062393
1000062394
1000062396
1000062395