الإعدام لقاتل الطفلة رودينا في قنا.. ومحكمة النقض تؤيد القصاص

في واقعة هزّت الضمير الإنساني وأبكت أهالي قنا، أسدلت محكمة جنايات قنا الستار على واحدة من أبشع جرائم القتل، التي راحت ضحيتها الطفلة "رودينا"، ذات التسعة أعوام، بعدما قضت المحكمة بإجماع الآراء بمعاقبة المتهم "أحمد حمدي" بالإعدام شنقًا حتى الموت، بتهمة القتل العمد المقترن بالشروع في اعتداء جنسي، وبتاريخ لاحق، أيدت محكمة النقض هذا الحكم، ليصبح نهائيًا وباتًّا، لا رجعة فيه.
قسم شرطة قنا
الجريمة وقعت في نطاق دائرة قسم شرطة قنا، حين خرجت الطفلة رودينا من منزلها كعادتها للعب بالقرب من العقار الذي تقطنه، دون أن تدري أن هذا اليوم سيشهد لحظاتها الأخيرة، فقد استغل المتهم أحمد حمدي – أحد سكان المنطقة – براءة الطفلة وثقتها، واستدرجها إلى سطح العقار المجاور، حيث نفذ جريمته التي وصفتها المحكمة بأنها "تجرد كامل من الرحمة والإنسانية".
النيابة العامة
تحقيقات النيابة العامة، التي استمرت عدة أشهر، كشفت أن المتهم بيت النية المسبقة على الاعتداء على الطفلة، وعندما حاول تنفيذ جريمته قاومته المجني عليها، فقام بخنقها بكلتا يديه حتى لفظت أنفاسها. وبعد أن تأكد من وفاتها، أقدم على نزع ملابسها، وأدخل أداة خشبية في موضع حساس من جسدها في محاولة لطمس آثار الجريمة، ثم التقط حجرًا وسحق به جمجمتها حتى تهشّمت، وتكسرت عظام الوجه والقحف وتهتك نسيج المخ، وفقًا لتقرير الطب الشرعي.
مباحث قنا
ووفقًا لتحريات المباحث، التي أجراها الرائد محمد إيهاب، رئيس مباحث قسم شرطة قنا، فإن المتهم شوهد يصعد إلى سطح العقار في توقيت مقارب لاختفاء الطفلة، كما أظهرت الكاميرات تحركاته بشكل يتطابق مع توقيت وقوع الجريمة. وبضبطه ومواجهته، أقر المتهم تفصيلًا بارتكابه الواقعة، وتمت إعادة تمثيل الجريمة بمعرفته.
الإعدام شنقًا
محكمة جنايات قنا نظرت القضية في جلسات متعددة، استمعت خلالها إلى مرافعات النيابة العامة، وشهادات الشهود، وتقارير الأدلة الفنية، إلى أن وصلت إلى قناعة راسخة بإدانة المتهم، وقالت المحكمة في حيثيات حكمها: "المتهم لم يرتكب جريمة قتل فحسب، بل انتهك جسد الطفلة بعد وفاتها، في محاولة يائسة لإخفاء معالم جريمته، فكان جزاؤه ما قررته العدالة – الإعدام شنقًا".
وبعد صدور الحكم، تقدم دفاع المتهم بطعن أمام محكمة النقض، التي نظرت الطعن من حيث الشكل والموضوع، وانتهت إلى رفضه وتأييد الحكم الصادر عن محكمة جنايات قنا، ليصبح بذلك الحكم نهائيًا لا يقبل الطعن.
الاعتداء على الأطفال
الشارع القنائي تابع تفاصيل القضية منذ لحظة وقوعها وحتى صدور الحكم، وسط حالة من الغضب الشعبي والحزن الشديد على الطفلة رودينا، التي وُصفت بأنها "زهرة بريئة قُطفت في مهدها"، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الواقعة، مطالبين بضرورة القصاص العادل والسريع، مؤكدين أن جرائم الاعتداء على الأطفال تستوجب أقصى درجات الردع.
حماية الطفولة في مصر
قضية رودينا أعادت إلى الواجهة مجددًا ملف حماية الطفولة في مصر، والفراغات الخطيرة التي يتركها غياب الرقابة المجتمعية أحيانًا، وأكد حقوقيون أن تكرار مثل هذه الجرائم يفرض ضرورة مراجعة منظومة الحماية، وتوفير دعم نفسي وأسري للأطفال، بجانب تطبيق صارم للعقوبات على المتورطين في جرائم ضد القُصّر.
وهكذا، طُويت صفحة مأساوية في سجل الجنايات بمحافظة قنا، بصدور حكم القصاص. لكن دموع والدَي رودينا، ووجع الشارع المصري، يظلان شاهدين على وجوب حماية البراءة من كل يد غادرة، وعلى ضرورة أن تبقى العدالة حارسًا أمينًا للأطفال في كل بيت وشارع ومدرسة.