انسحاب أمريكي مفاجئ من قاعدتين في دير الزور.. وقوات قسد تملأ الفراغ

أقدمت القوات الأمريكية، اليوم الإثنين، انسحابًا مفاجئًا من قاعدتين عسكريتين بارزتين في ريف دير الزور الشرقي، ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في تطور ميداني لافت أثار تساؤلات حول خلفياته وأبعاده.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عملية الانسحاب بدأت تدريجيًا في 18 مايو 2025، قبل أن تتسارع خلال اليومين الماضيين.
وتم رصد أرتال أمريكية تضم عربات مدرعة ومعدات لوجستية تغادر مواقعها في حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز، وهما من أهم منشآت الطاقة في البلاد، ويُقدّران بثروة ضخمة تُعد من الركائز الاقتصادية في المنطقة.
وتزامنت عمليات الانسحاب مع تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي، في ما بدا وكأنه غطاء جوي لتأمين التحركات.
من يملأ الفراغ؟
وأفادت مصادر في المرصد السوري أن قوات الكوماندوز التابعة لقسد سارعت للتمركز في المواقع التي أخليت من قبل القوات الأمريكية، ما يشير إلى وجود تنسيق ميداني مسبق لتفادي أي فراغ أمني.
كما أكدت المصادر أن العمليات العسكرية المشتركة بين قسد والتحالف ستتواصل ضد تنظيم داعش عند الضرورة، بشرط حصولها على دعم جوي ولوجستي من قاعدة التحالف في الشدادي جنوب محافظة الحسكة، حيث لا تزال القوات الأمريكية تحتفظ بوجودها.
ماذا يعني الانسحاب؟
لم تصدر حتى الآن بيانات رسمية من البنتاغون توضح خلفية القرار، إلا أن التحليلات الأولية تشير إلى إعادة تموضع تكتيكي وربما تخفيض تدريجي للوجود العسكري، وتهدئة سياسية إقليمية أو تفاهمات مع أطراف محلية وإقليمية أو احتمال وجود تصعيد وشيك في مناطق أخرى يتطلب إعادة توزيع القوات.
خلفية عن الوجود الأمريكي في شرق سوريا
منذ عام 2015، بدأت الولايات المتحدة بنشر قوات في شمال وشرق سوريا، ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وتمركزت هذه القوات بشكل رئيسي في مناطق ريف دير الزور، الحسكة، والرقة، بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الحليف المحلي الرئيسي لواشنطن.
أبرز أهداف هذا الوجود:
محاربة فلول تنظيم داعش.
حماية حقول النفط والغاز التي تُعتبر مصدر تمويل مهم لقسد.
مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة.
الضغط على النظام السوري سياسيًا وعسكريًا.