رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

يطلق عليه "الصافونجو".. أسرار عن مهنة المسحراتي في إسطنبول

الصافونجو (المسحراتي)
الصافونجو (المسحراتي) في إسطنبول- أرشيفية

تختلف عادات شهر رمضان المبارك من بلد لـ آخر، وتعد مهنة “المسحراتي” من أبرز مظاهر الشهر الفضيل، ويعتقد البعض أنها خاصة بمصر فقط، لكنها منتشرة في البلدان العربية بمسميات مختلفة، كما أنها تعد مهنة منظمة ومظهرا مهما من مظاهر رمضان في تركيا.

المسحراتي أو “الصافونجو” كما يطلق عليها بالتركي

تعد تركيا من أجمل البلاد التي تستطيع أن تتذوق فيها طعم الشهر الفضيل بكل تفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة، ومن ضمن هذه المظاهر المرتبطة بشهر رمضان المبارك المسحراتي الضافونجو والذي يعد أبرز وأهم مظهر من مظاهر شهر رمضان في تركيا.

والضافونجو كما يسميه الأتراك هو "المسحراتي" الذي يجوب شوارع اسطنبول كل ليلة بطبلته، والذي يعد جزءا من التراث العثماني الأصيل.
وعادة ما يكون نداء المسحراتي مصحوب ببعض التهليلات أو الأناشيد الدينية وحث الناس على أن ان يوحدوا الله ومن عبارات المسحراتي: " اصحي يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. ورمضان كريم" و"السحور يا عباد الله".

الفرق بين مهنة المسحراتي بين مصر وتركيا

ولا تستهون بعمل المسحراتي أو الضافونجو  أو تظن أنها خدمة يقوم بها الفرد من ذاته، ولكن في تركيا تعد خدمة "المسحراتي" مهنة منظمة تشرف عليها البلديات، حيث يتم إجراء مسابقة فنية تقوم بها لاختيار "المسحراتي" من خلال براعته في قرع الطبول واختيار الألغاز المسجوعة لتحفيز النيام على الاستيقاظ وقت السحور.

وبالرغم من انتشار وسائل التنبيه الحديثة الموجودة بالتليفونات المحمولة، والساعات الذاكية، إلا أن الأتراك تعودوا على تناول وجبة السحور عبر ألحان وعبارات وأشعار محفوظة ينشرها حولهم المسحراتي الضافونجو ..

ويتمسك الأتراك بهذا الموروث وهو الضافونجو؛  لأنه يعبر عن التراث العثماني الأصيل، حيث يرتدي المسحراتي في اسطنبول الزي العثماني التقليدي ليكون خلال الشهر الفضيل جزءا من معالم المدينة وضيف جميل يحيى الموروث التقليدي الذي يعود إلى العهد العثماني.

وقد كان بلال بن رباح أول مؤذن في الإسلام وابن أم مكتوم يقومان بمهمة إيقاظ النّاس للسّحور. الأول يؤذّن فيتناول النّاس السّحور، والثّاني يمتنع بعد ذلك فيمتنع النّاس عن تناول الطّعام. وأول من نادى بالتسحير عنبسة بن إسحاق ســنة 228 هـ وكان يذهب ماشيًا من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي النّاس بالسحور.

وتستقبل مدينة إسطنبول التركية شهر رمضان المبارك بروحانية وحماس شعبي عارم، حيث تزينت الجوامع التاريخية في المدينة لاستقبال شهر الصيام، لتظهر في أبهى حلة أمام المصلين والصائمين من الأتراك والمقيمين، كما تتزين الاسواق التاريخية العتيقة.