رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

إسرائيل تقصف غزة وتستعد لغزو بري مع دعوة بايدن إلى "مسار السلام"

معبر رفح
معبر رفح

إسرائيل تقصف غزة وتستعد لغزو بري مع دعوة بايدن إلى "مسار السلام"

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي،  بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن إسرائيل تستعد لشن غزو بري على غزة في وقت قتل فيه القصف الإسرائيلي المزيد من المدنيين الفلسطينيين وتصاعد الضغط الدولي من أجل إيصال المساعدات وحماية الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في تصريحات تتطلع إلى ما بعد الحرب التي اندلعت هذا الشهر إن المستقبل يجب أن يتضمن حل الدولتين لإسرائيل والفلسطينيين.

وأضاف بايدن أنه يجب دمج إسرائيل مع جيرانها العرب.

وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي في واشنطن "يستحق الإسرائيليون والفلسطينيون العيش جنبا إلى جنب في أمان وكرامة وسلام".

وتابع قائلا إنه يعتقد بأن أحد أسباب هجوم حماس على جنوب إسرائيل والذي أدى إلى مقتل 1400 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة من جنسيات مختلفة هو منع تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس يوم الأربعاء إن القصف الجوي الذي بدأته إسرائيل ردا على هجوم الحركة أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 6500 شخص.

ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من أعداد القتلى من أي من الجانبين.

وقال بايدن إنه لا يعلم ما إذا كان الفلسطينيون يقولون الحقيقة بشأن عدد القتلى. وأضاف "أنا متأكد من أن أبرياء قتلوا، وهذا هو ثمن شن حرب".

وفي الأمم المتحدة، استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن يدعو إلى وقف مؤقت للأعمال العدائية للسماح بتوصيل المزيد من الأغذية والمياه والأدوية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين الفلسطينيين. كما صوتت الإمارات بالرفض بينما صوت عشرة أعضاء بالموافقة وامتنع عضوان عن التصويت.

وقدمت روسيا اقتراحا منافسا يدعو إلى وقف إطلاق النار على نطاق أوسع، لكنها فشلت في الحصول على الحد الأدنى من الأصوات المطلوبة لتمريره. وعارضت إسرائيل المقترحين قائلة إن حماس لن تفعل شيئا سوى استغلال الفرصة وخلق تهديدات جديدة للمدنيين في غزة.

واستؤنف يوم السبت توصيل مساعدات محدودة من الغذاء والدواء والمياه من مصر عبر معبر رفح، وهو المعبر الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.

‭-‬نتنياهو يقول إسرائيل "قتلت آلاف الإرهابيين"

في القدس، قال نتنياهو إن القرار بشأن موعد دخول القوات إلى غزة ستتخذه حكومة الحرب الخاصة لكنه أحجم عن تقديم أي تفاصيل حول التوقيت أو أي معلومات أخرى عن العملية.

وقال نتنياهو "قتلنا بالفعل آلاف الإرهابيين وهذه مجرد البداية".

ومضى يقول "في الوقت نفسه، نستعد لغزو بري. لن أذكر تفاصيل عن الموعد أو الكيفية أو العدد. لن أذكر تفاصيل أيضا عن الحسابات المختلفة التي نجريها والتي لا يعرفها العامة غالبا، وهذه هي الطريقة التي يجب اتباعها".

وتحتشد الدبابات والقوات الإسرائيلية على الحدود مع غزة في انتظار الأوامر. واستدعت إسرائيل نحو 360 ألفا من جنود الاحتياط.

وتتزايد الضغوط الدولية لتأخير أي غزو لغزة لأسباب ليس أقلها قضية الرهائن. وقالت الحكومة الإسرائيلية إن أكثر من نصف الرهائن الذين تحتجزهم حماس والذين يقدر عددهم بنحو 220 يحملون جوازات سفر أجنبية من 25 دولة مختلفة.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن إسرائيل وافقت على تأجيل الهجوم البري على غزة في الوقت الحالي حتى تتمكن الولايات المتحدة من إرسال دفاعات صاروخية إلى المنطقة لحماية القوات الأمريكية هناك مما يعكس قلقها بشأن امتداد الصراع في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين أقنعوا إسرائيل حتى الآن بالتأجيل حتى يمكن نشر أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية في المنطقة هذا الأسبوع.

وردا على سؤال عن التقرير، قال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن واشنطن عبرت عن مخاوفها لإسرائيل من أن إيران والجماعات الإسلامية المدعومة من طهران قد تسهم في تصعيد الصراع من خلال مهاجمة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط. واضافوا أن التوغل الإسرائيلي في غزة قد يكون بمثابة حافز لوكلاء إيران.

‭-‬ انتشار العنف في الشرق الأوسط

في وقت كثفت فيه إسرائيل قصفها على جنوب غزة، اندلع العنف في أماكن أخرى بالشرق الأوسط ولاحت في الأفق مواجهة في الأمم المتحدة بشأن المساعدات المقدمة للمدنيين الفلسطينيين الذين فر مئات الآلاف منهم من الشمال إلى الجنوب في القطاع الساحلي الضيق.

وحذرت إسرائيل من أنها ستقصف الشمال بشكل أساسي للقضاء على نشطاء حماس.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن من بين قتلى يوم الأربعاء أحد النازحين داخليا كما أُصيب 44 آخرون في غارة جوية بالقرب من مدرسة تابعة لها بمدينة رفح جنوبي القطاع.

وذكر بيان للأونروا أن المدرسة كانت تؤوي 4600 شخص وتعرضت لأضرار جسيمة.

وأذكت الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين بالفعل صراعا متصاعدا خارج نطاق غزة.

وقصفت طائرات حربية إسرائيلية بنية تحتية للجيش السوري ردا على صواريخ أطلقت من سوريا، حليفة إيران.

وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن إسرائيل قتلت ثمانية جنود وأصابت سبعة قرب مدينة درعا بجنوب غرب البلاد وقصفت مطار حلب في الشمال الغربي الذي كان خارج الخدمة بالفعل.

ولم تتهم إسرائيل الجيش السوري بإطلاق الصواريخ لكنها تشك في إيران، عدوها اللدود الذي له وجود عسكري وأمني كبير في سوريا.

وسعت إيران إلى الهيمنة الإقليمية منذ عقود وتدعم جماعات مسلحة في سوريا ولبنان وأماكن أخرى بالإضافة إلى حماس. وطالبت إسرائيل بوقف هجومها على غزة.

وقالت إسرائيل إن قواتها ضربت أيضا خمس مجموعات في جنوب لبنان كانت تستعد لشن هجمات. وأعلنت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران أن 42 من مقاتليها قُتلوا منذ استئناف الاشتباكات على الحدود مع إسرائيل بعد اندلاع الحرب في غزة.