رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف تحول العراق إلى ممر لتجارة المخدرات؟

كيف تحول العراق إلى
كيف تحول العراق إلى ممر لتجارة المخدرات؟

في السنوات الأخيرة تفاقم استهلاك المواد المخدرة في العراق، بعد أن تحول إلى ممر لتجارة المخدرات الذي يأتي من دول الجوار، لا سيما من إيران وأفغانستان وسوريا.

وأكثر أنواع المخدرات انتشارًا في العراق، هو الميثامفيتامين أو الكريستال، ويوجد كذلك الكبتاغون وهو من نوع الأمفيتامين يجري إنتاجه على نطاق صناعي في سوريا، قبل أن يعبر الحدود إلى العراق ويغرق أسواق دول الخليج.

يقول حسين التميمي المتحدث باسم المديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية، أن القوات الأمنية العراقية تعلن وبشكل شبه يومي عن عمليات مداهمة وتوقيفات مرتبطة بالمخدرات، وبين تشرين الأول/أكتوبر وحزيران/يونيو 2023، أوقف 10 آلاف شخص "بتهم مرتبطة بجرائم مخدرات، من متاجرين وناقلين ومهربين ومروجين ومتعاطين".

ويضيف التميمي إن "ملف شؤون المخدرات ملف دولي" ولذلك استقبلت بغداد في أيار/مايو مؤتمرًا جمع عدة دول مجاورة، كان أهم مخرجاته "إنشاء قاعدة بيانات لتبادل المعلومات في ملف شؤون المخدرات والمؤثرات العقلية"، فضلًا عن "إعداد نقاط تواصل بشكل أسبوعي بين المديرية العامة والأجهزة المختصة في الدول العربية والإقليمية".

كذلك ضُبطت 10 ملايين حبة كبتاغون و500 كيلوغرام من المخدرات، بينها 385 كلغ من الكريستال على الأقل خلال الفترة نفسها، وفق الأرقام التي أفصح عنها مسؤولون من مديرية شؤون المخدرات.

وحسب وكالة « فرانس برس»،  ضُبطت في الشرق الأوسط 110 ملايين حبة كبتاغون على الأقل في العام 2023، ومنتصف تموز/يوليو.

 وأفادت وزارة الداخلية العراقية عن اكتشاف غير مسبوق لموقع لتصنيع الكبتاغون في جنوب العراق حيث لا يزال تصنيع المخدرات ضعيفًا.

وبات العراق ممرًا مهمًا لتجارة الكبتاغون خاصة لأن جاره الأردن، بلد ممر آخر لهذه التجارة، عزز حدوده ولا يتردد في إطلاق النار على المهربين، كما أفاد دبلوماسي غربي في بغداد.

وحتى قبل سبع سنوات فقط، كان العراق بلد ممرٍ حصرًا، لكن لتمويل حقوق المرور استخدمت المخدرات عوضًا عن المال، ما أدى إلى إعادة بيعها واستهلاكها في السوق المحلية، وفق المصدر نفسه الذي طلب عدم الكشف هويته.

وأضاف المصدر أنه "من الممكن أن يشكل العراق سوقًا حقيقيًا، في حال حصول نمو اقتصادي وارتفاع القدرة الشرائية"، في بلد يبلغ عدد سكانه 43 مليون نسمة ويضم مجتمعه نسبة كبيرة من الشباب.

تدرك الحكومة العراقية خطورة الموضوع. ولذلك فتحت ثلاثة مراكز لإعادة التأهيل في محافظات الأنبار (غرب) وكركوك (شمال) والنجف (جنوب)، لاستقبال المدمنين الذين تم توقيفهم، وتعتزم السلطات فتح مراكز مماثلة في كافة المحافظات.