رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اللواء رأفت الشرقاوي يكتب: «مستقبل الأمم وحياة الشعوب مش بالكلام»

اللواء رأفت الشرقاوي
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية للأمن العام سابقًا

«مستقبل الأمم وحياة الشعوب ما بتتعملش بالكلام.. الدولة مش أكل وشرب.. الدولة حاجة تانية خالص.. أنا أروح.. بس مئة مليون مصري يعيشوا.. أمنك واستقرارك يا مصر ثمنه حياتي وحياة الجيش المصري».. هذه الكلمات جاءت على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الشعب المصري.

كيف تخطت مصر محنة أحداث يناير وحولتها لمنحة وضعتها في مصاف الدول؟ 

تحمل الرئيس عبد الفتاح السيسي الكثير والكثير من أجل مصر وشعبها، ولنا تساؤلًا مهما لكل مصري: هل مصر في 2011 وما لحق بها من خراب ودمار هي نفسها مصر حاليًا في عام 2023؟، قطعًا الإجابة يعلمها القاصي والداني؛ بل تعلمها كافة دول العالم، خاصة بعدما لحق بها من خراب قد عم بكل مرافق الدولة، ودمر البنية التحتية وحرق ودمار لكافة منشأتها، حيث تعجب لها العالم عقب انتفاضتها لنفسها وتحويل المحنة إلى منحة جعلتها في مصاف الدول التي يشار لها بالبنان، وعم الخير والتطور فى كل جنباتها.

فمن الكلمات السابقة في خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ أدركت مصدر الطاقة الإيجابية التي اعتاد الرئيس بثها خلال كافة لقاءاته أو عند افتتاح المشروعات القومية، فإن هذه الطاقة؛ مصدرها الخالق عز وجل ومكانة مصر في كافة الشرائع السماوية.

وهنا التحية واجب توجيهها للشعب المصري الأصيل الذى أدرك حجم التحديات التى قابلت الدولة المصرية خلال هذة الفترة؛ خاصة بعد أحداث يناير 2011 وثورة  30 يونيو 2013، ثم تولي القيادة السياسية سدة الحكم في البلاد خلال عام 2014، والذي اتخذ قرارًا بمسارين: الأول: هو مسار دحر الإرهاب الذى عشعش بالبلاد خلال فترة حكم الجماعة المحظورة المارقة الضالة والمضلة، والثان: هو مسار البناء والتنمية والاستثمار حتى وصلت مصر لمرتبة لا توازيها دولة أخرى في منطقة الشرق الأوسط ولا نبالغ إذا قلنا في الأوساط العالمية، لذا هذا الكلام قد يكون بمثابة رسالة عاصفة.

هذا الكلام رسالة إلى كل من يتشدقوا بالظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وكل من ينهشوا فى قدرة الدولة المصرية على تخطى الظروف المعيشية، وأيضًا كل من يلونوا الحياة باللون القاتم، وأيضًا كل من يتصدروا المشهد حاليا ويرغبون في النيل من استقرار الدولة المصرية، وأيضًا كل من نسوا وتناسوا كيف كانت مصر في يناير 2011 وما تلاها من خراب ودمار؛ واستكملت المأساة فى 2013، وأيضًا لكل من نسوا مناظر الحرائق التي نشبت في كل منشأة مصر وبنياتها التحتية، إضافة إلى كل من غسل أيديه بدماء رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء والمدنيين.

وتمتد الرسالة إلى كل من كان يرغب في تقسيم مصر بخطة الشرق الأوسط الجديد، وكل من كان يأمل أن تنال رياح الربيع العربى من مصر وشعبها، وكل من كان يستهدف تشريد مئة مليون مصرى، وكل من كان يرغب في طمس الهوية المصرية، وكل من كان يرغب فى حرب أهلية تسود مصر، وكل من كان يرغب فى محو وسطية الدين بمصر ويجرفها إلى الإرهاب والتطرف، وكل من وصف مصر وعلى رأسهم مرشدهم بأن «ما هي إلا حفنة من التراب»، وكل من كان يرغب فى بيع النساء والفتيات المصريات فى سوق النخاسة، وكل من يتم الأطفال ورمل النساء، وكل من بث الخوف والرعب فى قلوب المصريين، وكل من تسبب فى دخول مصر مرحلة  الجفاء العربى والإفريقي والعالمي.

أتتذكرون من تصدى وقدم روحه للزود عن مصر؟، إنه قائد ثورة 30 يونيو، حامل راية الجمهورية الجديدة، الرئيس عبد الفتاح السيسي، فما قدمه الرئيس من إنجازات ويقدمه وسيقدمه بأذن الله يعلمه الجميع بذلك.

ولكن من مصري غيور على بلده عايش كل الأحداث التي مرت بالبلاد منذ عام 1980 وحتى الآن، من موقع المسئولية التي أقسمت عليها عند تخرجي من قلعة الأمن (كلية الشرطة)؛ سأذكر بعض وليس كل من إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه سدة الحكم في البلاد، حيث قال حينها بدون صناعة الأمل تلجأ الشعوب إلى العنف.

فمن بعض  إنجازات الرئيس السيسي: «تطوير قناة السويس  - العاصمة الإدارية الجديدة - مدينة العالمين الجديدة - إزالة العشوائيات - حياة كريمة - القطار الكهربائى  - محطة الطاقة النووية الضبعة - محطة كهرباء بنبان - مشروع مليون ونصف مليون فدان زراعة - المدن الجديدة ( 16 مدينة) - الإسكان الاجتماعي - المتحف المصري الجديد - المتحف القومي للحضارات - (مجمع الأديان) - حقول الغاز».

وتضم إنجازات الرئيس: «محطات تحلية المياه من البحر - محطات معالجة الصرف للزراعة - إنشاء 7 مطارات جديدة - مشروع زراعة 250 ألف فدان قمح بشرق العوينات - مشروع أكبر مزرعة تمر على مساحة 132 فدان بشرق العوينات والتي حصلت على الرقم القياسى لموسوعة جينس - إنشاء أكبر حوض سحب مياه بلغ 245 ألف لتر مكعب بشرق العوينات (حصل على الرقم القياسي لموسوعة جينس) - منح الرخصة الذهبية للمستثمرين الأجانب وإقامة لمدة عام للانتهاء من المشاريع المقدمة منهم - برنامج (تكافل وكرامة) وصل المستفيدين منه إلى خمسة ملايين ومائتي ألف أسرة  - (3 محطات تنقية مياة للزراعة بالإسماعيلية وبحر البقر ببورسعيد والحمام بمطروح) - النهر الصناعي  لنقل مياه تنقية للزراعة بقدر 7.5 مليون متر مكعب - (مجموعة مصانع الكوارتز بالعين السخنة - أكبر مصنع في العالم لإنتاج هذه المادة التى تدخل في العديد من الصناعات».

وتضم إنجازات الرئيس أيضًا: مبادرة 100 مليون صحة - مبادرة  الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم - مبادرة العناية بصحة الأم والجنين - مبادرة القضاء على قوائم الانتظار فى العمليات الجراحية - مبادرة الكشف المبكر عن الاعتلال الكلوى - مبادرة اكتشاف وعلاج ضعف السمع - مشروع مقابر الخالدين - مبادرة نور الحياة - محطة تحيا مصر متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية لتجارة الترانزيت - إنشاء أكبر نهر صناعي بالعالم فى الصحراء الغربية بطول 170 ك.م - 7.5 مليون متر مكعب يوميا - إنشاء مشروع القناة المائية مستقبل مصر الزراعي.

كما تضم: (حملة تقدر من غيرها) للإقلاع عن المخدرات - مصانع بكافة المحافظات (أسوان الحرف اليدوية والتراثية) - وعدد 22 مدينة صناعية بمحافظات مصر -  تحويل المركبات إلى الطاقة النظيفة - جسر تحيا مصر محور روض الفرج أعرض جسر ودخل موسعة جينس - مصنع الرمال السوداء -  انشاء الصوامع والهناجر - مشروع مليون رأس ماشية  - إنشاء مشروع الزراعة التعاقدية -  مشروع بركة غليون للأسماك - المشروع القويى لتبطين الترع للحافظ على البيئة - مدينة دمياط للأثاثات - مشروع المثلث الذهبي فى صعيد مصر - مشروع مدينة طربول الصناعي بالجيزة 109 مليون متر - مشروع شركة تموين السفن بقناة السويس وباقى الموانئ - إنشاء اكبر مصنع للأسمنت ببنى سويف.

أتذكر بعض تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى المهمة التي قالها من قبل: «أمنك واستقرارك يا مصر ثمنه حياتى وحياة الجيش المصرى.. قسمًا بالله أنا بقول قسمًا بالله اللى أنتوا شايفنه فى مصر حاليًا ما كان غير بالاستقرار والأمن وثباتكم يا مصريين.. أنا أروح.. بس الـ100 مليون يعيشوا.. مستقبل الأمم وحياة الشعوب مابتتعملش بالكلام.. محتاجين نتعلم كتير أوى يعنى أيه دوله.. محتاجين نتعلم الدولة يعنى أيه، لأنه واضح أن إحنا مش عارفين يعنى أيه دولة»، وحذر من «اللي حصل فى يناير 2011 أنه مش هيحصل تانى»، وقال: «إن الكدبة والفتنة بين اثنين تؤدى إلى ضياع الدولة وتشريد شعبها أو يلقى فى المياه أو معسكرات اللاجئين، دعوات الجماعة المحظورة الضالة والمضلة للمصريين بالاعتراض على ارتفاع الأسعار لإحداث بلبلة بالبلاد إسوة بأحداث 28 يناير 2011».

نود أن نشير هنا إلى أن اليوم ليس مثل البارحة؛ فقد تعلم الشعب المصري الدرس الذى انخدع فيه بعضهم بأحلام الربيع العربي التي قضت على معظم أنظمة الحكم في المنطقة العربية، وأصبحوا الآن إطلال دول واقليات مهجرة في كل بلدان العالم.

الشعب المصري اليوم يشكل أكبر ملحمة وطنية في حب مصر بعدم الانسياق وراء الشائعات والأكاذيب خاصة أن الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم لم تنجو منها دولة سواء فى أوربا أو باقي القارات، ووقف خلف دولته يساندها للعبور بها من أزمة عالمية إلى دولة ستصبح في مصاف الدول التي تؤثر بعلاقتها على العلاقات الدولية في العالم أجمع ولن ينسى التاريخ كلمة الرئيس السيسي في افتتاح قمة المناخ الذي قال خلالها: «إنقذوا الأرض..  وأوقفوا الحرب»، جملة بسيطة ولها دلالات ومعانى عظيمة.

جاء قول الرئيس في كلمته خلال قمة المناخ بمثابة تحذير من أجل إنقاذ الأرض، وهو الهدف الأساسي لقمة المناخ لمواجهة التغيرات المناخية التي تواجه الكرة الأرضية، من منطلق الحق في الحياة دون تلوث وجفاف وهجرة، أما أوقفوا الحرب فالمقصود إيقاف الحرب الروسية الأوكرانية، وأعلن استعداده للمشاركة الفعالة في أي جهود ومفاوضات لنجاح مبادرة وقف الحرب التي أضرت بالعالم أجمع وليس بروسيا أو أوكرانيا فقط.

وكما قال العالم والشاعر العراقي الكبير عبد المحسن الكاظمي، الذي عاش معظم حياته في مصر: ومن لم تكن أوطانه مفخرًا له.. فليس له في موطن المجد مفخر..  ومن لم يبن في قومه ناصحًا لهم.. فما هو إلا خائن يتستر.. ومن كان في أوطانه حاميًا لها.. فذكراه مسك فى الأنام وعنبر.. ومن لم يكن من دون أوطانه حمى.. فذاك جبان بل أخس وأحقر.

ختامًا: ندائي لكل المصريين بالداخل والخارج: الرئيس عبد الفتاح السيسي طوق أعناق المصريين بروحه وحياته عندما تصدى إلى الجماعة المحظورة المارقة الضالة والمضلة، وجاء وقت رد الجميل بالوقوف صف واحد وتأييده لفترة رئاسية جديدة، ويكفى أنه نقل مصر إلى مصاف الدول التي يشار لها بالبنان، ودخل بنا عصر الجمهورية الجديدة حمل راية مصر عالية خفاقة.. حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال أمنها وكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن.