رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

انسحابات وخلافات..

ترشح رئيس حزب الوفد يشعل الحرب داخل بيت الأمة

رئيس حزب الوفد عبد
رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة

فجر إعلان رئيس حزب الوفد، عبد السند يمامة، عن ترشحه لرئاسة الجمهورية 2024، أزمة كبيرة داخل بيت الأمة، كشفتها التطورات المتلاحقة الأخيرة.

وعلى الرغم من تأكيد «يمامة»، أن الهيئة العليا للوفد اختارته لخوض الانتخابات بنسبة تجاوزت 90%، إلا أن الكواليس تشير إلى أن رئيس الحزب عقد اجتماعات منفصلة في منزله مع الهيئة العليا لإقناعهم بترشحه لانتخابات الرئاسة، وهو اعتبره البعض مخالف للائحة التي تعطى للهيئة العليا الحق في اختيار المرشح الذي تراه لانتخابات الرئاسة، وهو ما كشفه تغير موقف الهيئة العليا للحزب.

وأعلن عدد من من أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد، تراجعهم عن ترشيح الدكتور عبد السند يمامة؛ وذلك لحين انعقاد الهيئة الوفدية للحزب لكي يخرج القرار بإجماع وفدي كما تنص اللائحة الداخلية للحزب، لعل أبرزهم عادل التوني عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، والذي قرر سحب توقيعه بالموافقة على ترشيح الدكتور عبد السند يمامة رئيس الحزب، وذلك لحين انعقاد الهيئة الوفدية، وإبراهيم عبد الباقي صالح عضو الهيئة العليا لحزب الوفد.

وقال إبراهيم عبد الباقي، في بيان له: «في إطار الدور المهم الذي يلعبه حزب الوفد في السياسة المصرية ومن خلال الدور الوطني لحزب الوفد خلال تاريخه قد وافقت على ترشيح الدكتور عبد السند يمامة، وذلك بعد عرضه الفكرة علينا ومن خلال الضمانات التي طرحها علينا، لذلك وافقت ووقعت على الموافقة علة ترشيحه».

وأردف: «لكن وبعد مطالعة اللقاءات الأخيرة له من خلال الإعلام المصري، كيف أكون مرشحا منافسا للرئيس عبد الفتاح السيسي، ولا أتكلم عن أخطاء».

لم يكن تراجع بعض أعضاء الهيئة العليا، وحده دليلًا على حالة الرفض لترشح «يمامة»، فقد سبقه تأكيد شباب الوفد على ذلك الموقف.

وأصدر عدد من شباب حزب الوفد بيانا حول ترشح رئيس الحزب فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقرروا الآتي:

«أنه حرصا على مسار العملية الانتخابية الهامة للدولة المصرية، والمتمثلة فى أكبر انتخابات وطنية هي انتخابات الرئاسة، وأملا في خروجها بالشكل الذي يليق بحزبنا العريق، نرفض تمثيل الدكتور رئيس الحزب للوفد حزبا وشبابا بهذه الانتخابات كمرشح عن حزب الوفد».

كما طالبوا الهيئة العليا ورئيس الحزب بدعوة الهيئة الوفدية إلى تحمل مسئوليتها الثابتة بلائحة الحزب لمناقشة ترشح الوفد واختيار ممثل بين ممثلين عن الحزب من جمعيته العمومية، وعرض نتائج هذا الاجتماع على جموع الوفديين أولا وأخيرا.

كما أكد شباب الحزب على تمسكهم بتاريخ الحزب الذى هو فى وقع الأمر تاريخ مصر حقبة طويلة، وكذلك التمسك بتطبيق اللائحة الداخلية حيال الأحداث المهمة التي يمرون بها داخل وخارج الحزب من أحداث والثوابت المتفق عليها بين الوفديين جميعًا فى أخذ القرارات المصيرية.

من جانبه، قال عادل التوني، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، المنسحب من التوقيع على دعم يمامة، إن الوفد هيكل تنظيمي، فيه رئيس الحزب، وبه الهيئة العليا، والتي تكون شريكة مع رئيس الحزب في اتحاذ القرارات،  بالإضافة إلى الهيئة الوفدية والتي تضم جميع الأعضاء، مشيرا إلى أن من يقرر خوض الانتخابات الرئاسية الهيئة العليا، ومن يختار المرشح هى الهيئة الوفدية.

وكشف «التوني» في تصريح خاص لـ«النبا» تفاصيل وأسباب انسحابه من التوقيع على دعم يمامة، قائلًا: «دعينا باعتبارنا لجنة عليا لاجتماع تشاوري في منزل الدكتور عبد السند يمامة، لبحث خوض الحزب للانتخابات من عدمه، وكان هناك ترحيبا من قبل الموجودين على خوض الانتخابات باعتباره واجبا وطنيا في ظل ضعف الأحزاب، وعجزها عن الدفع بمرشح رئاسي؛ إلا أننا فوجئنا أن يمامة يعرض نفسه في الاجتماع التشاوري المنعقد خارج أروقة الوفد، وأنه يريد الترشح للرئاسة، وبعد مناقشات تم التوصل إلى التوقيع على استمارة تتضمن الموافقة على خوض الحزب للانتخابات، وأخرى تتضمن الموافقة على ترشيح عبد السند يمامة حال عدم ترشح إ من أعضاء الحزب».

وتابع: «اتفقنا على أن القرار يخرج بشكل مؤسسي، ورسمي من داخل المقر، ولكنه لم يحدث وتسرع رئيس الحزب في الإعلان بالإعلام  بأن الهيئة العليا، وقعت له على الترشح في الانتخابات الأمر الذي أثار غضب الوفديبن وجعلهم يستشيطون خاصة في المحافظات، وقررنا سحب التوقيع لحين عقد اجتماع الهيئة العليا، هذا التصرف يجعل أي شخص من الهيئة العليا يقدم على إعلان ترشحه بالانتخابات دون الرجوع للائحة».

واستكمل حديثه: «المادة 18 من لائحة الحزب تنص على ضرورة موافقة الهيئة العليا على دخول الانتخابات من حيث المبدأ، وفي حالة تقدم أكثر من مرشح تكون كلمة الهيئة الوفدية هي الفيصل، في الاختيارمن بينهم»، متابعًا: «ما حدث من جانب رئيس الحزب هو انتهاك لاختصاصات الهيئة الوفدية خاصة أنه يتعلق بقرار مصيري، والذي بشترط أن يحصل مرشح الحزب على وفاق كامل من قبل الجمعية العمومية، لا سيما اللجان والجميع هم من سيعملون على الحملة، في المراكز والأحياء».

وفي الوقت ذاته، انتقد «التوني» دعوات سحب الثقة من يمامة، مشيرا إلى أنها ليست في وقتها خاصة في ظل الظروف السياسية التي تشهدها البلاد، والمحيطة بالحزب، وبالتالي هي ليست مطروحة من الأساس.

وعما يتردد بشأن تكرار سيناريو ترشح موسى مصطفى موسى، قال إن فكرة الكومبارس ليست واردة في مرشح يحمل اسم الوفد، ولا بد من وجود ضمانات تضمن عمل انتخابات ديمقراطية، مشيرا إلى أن القيادة السياسية حريصة على خروج انتخابات تليق بحجم مصر، وخاصة في ظل امتلاك الرئيس السيسي الفرصة الأقوى للفوز.

وشدد على أن الحزب يرحب بخوض الانتخابات، ولكن الأزمة تتعلق في عدم تطبيق اللائحة وضرورة إشراك جميع الوفديبن في القرار متابعا  أعضاء الهيئة عددهم حوالي 60 عضوا فيما يتجاوز أعضاء الحزب 265 ألفا.

ومن ناحيته، رفض فؤاد بداروي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إعلان تفاصيل موقفه من الترشح قبل اجتماع الهيئة العليا المقرر الأحد المقبل.

وقال «بدراوي» في تصريح مقتضب لـ«النبأ» إنه سيتم الإعلان في الاجتماع، مشددًا على أنه لم يوقع على دعم ترشح الدكتور عبد السند يمامة في انتخابات الرئاسة.

بدوره، قال علاء الشوالي، حفيد مؤسس حزب الوفد سعد زغلول، إن هناك آليات معينة كان ولا بد أن تتم في الترشح حسب اللائحة للحزب وبناء عليه يتم الاختيار، والتي تنص على أنه إذا قررت الهيئة العليا، خوض انتخابات رئاسة الجمهورية فإنه يحال الأمر إلى الهيئة الوفدية وهي الجمعية العمومية، وتختار ما بين عدة مرشحين من أعضاء الهيئة العليا، مشيرا إلى أن ذلك البند واضح ولم تتطرق فيه  اللائحة بأي شكل إلى فكرة التزكية،  أو أن يتم تخطى الهيئة الوفدية ويصبح قرار الهيئة العليا في الأساس.

وأضاف في تصريح خاص لـ«النبأ» أنه كان على يمامة اتباع اللائحة، بصرف النظر عن المشاركة من عدمها في الانتخابات، وأن كنت أرى أن هذه المشاركة لا تليق بتاريخ الحزب، خاصة أنها معركة معروفة نتائجها مسبقا لا سيما أن يمامة لا يملك أي مقومات تجعله معروفًا لدى المصريين، مشيرا إلى أنه لم يستعد لهذه الانتخابات ولم يسعى لعمل أرضية في الشارع المصري تجعل له جماهيرية.

وتابع «الشوالي»: «الدكتور عبد السند لا يملك أي خطاب سياسي ولا يستطيع إداراة الحزب، وهو ما كشفه بيع المناصب علنا، والكوتة بالبرلمان، في أزمة النواب الذين رفضوا دفع الأموال للوفد مقابل دخولهم الانتخابات»، معقبًا: «بيتي مقطع ومشرذم بطريقة لا نتخيلها، وهناك صراعات كبيرة بين أعضاء الحزب واترشح للرئاسة!».

واستكمل حديثه: «من يريد أن يخوض الانتخابات الرئاسية عليه أن يدرك أن هذه بلد، وأن لا به وأن يكون معه الكوادر الخاصة به، والقيادات التي تملك أفكارًا وهو لا يتوافر في يمامة، الموجود بمفرده».

وأشار إلى أن الوفد ينقسم لشريحيتن الأولى الهيكلية وهى الموجودة داخل التنظيم، والأخرى الوفديين الحقيقيين وهم خارج الحزب حاليًا، متابعا: «من لهم مصالح لن يعارضون رئيس الحزب وبالتالي لن يشكل تغييرا جديدا في معادلة الحزب السياسية».