رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الرئيس السيسي يؤدي صلاة الجمعة الثالثة من شعبان بمسجد المشير طنطاوي.. صور

النبأ

أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، صلاة الجمعة الثالثة من شعبان، في رحاب مسجد المشير طنطاوي، ضمن احتفالات مصر بـ يوم الشهيد، وذلك بحضور الفريق محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وكبار قادة القوات المسلحة، والإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.

احتفالات مصر بـ يوم الشهيد

واستمع الرئيس السيسي، إلى آيات الذكر الحكيم والتي تلاها القارئ الشيخ حجاج الهنداوي، ثم خطبة الجمعة التي تناولت منزلة الشهداء عند ربهم، والتي ألقاها الشيخ السيد عبد الباري، من قيادات وزارة الأوقاف، وسبقها تلاوة للقارئ الشيخ حجاج الهنداوي.

youtube

رسائل الأوقاف في يوم الشهيد

بعث الشيخ السيد عبدالباري من علماء وزارة الأوقاف، وخطيب الجمعة الثالثة من شعبان، بمسجد المشير طنطاوي، بالتجمع، بعدة رسائل منها:

1- منزلة الشهداء عند الله تبارك وتعالى عظيمة، حيث بلغ الثناء بهم أنهم من زمرة الذين يدخلون الجنة يقول تعالى: "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ".

2- أول زمرة  للشهداء تكون على هيئة القمر، ثم الذين يلونهم على هيئة حمرة الكوكب الدري، مستدلًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أول من يدخل الجنة من عن عبد الله بن عمرو بن العاصي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "هل تدرون أولَ مَن يدخل الجنة مِن خلق الله؟" قالوا: الله ورسوله أعلم.

3- أن للشهداء عند ربهم (عز وجل) منزلة عظيمة، ومرتبة سامية، بما قدموه من تضحيات فداءً للدين والوطن، فهم وإن رحلوا عن دنيانا فإن ذكراهم خالدة باقية؛ عرفانًا بجميلهم، وتقديرًا لبطولاتهم، كما أنهم أحياء عند ربهم (عزّ وجلّ) يُرزَقون من فضله، ويُكرَمُون بكرمه الذي لا يوصف، حيث يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ* وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ}.

4- الشهداء هم أرفع الناس مقامًا وأعلاهم درجة؛ لذلك كانوا في صحبة المنعَّمين من النبيين والصِّديقين والصالحين، حيث يقول الحق سبحانه: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}؛ ذلك لأنهم أصحاب تجارة رابحة لا تبور، يقول سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، كما أن أجورهم عند الله (جل وعلا) في نماء وازدياد إلى يوم القيامة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَـمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلَّا الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ؛ فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ).

5- أن الشهداء فارقوا لذَّات الحياة مختارين، وضحَّوا بأنفُسِهم في سبيل دينهم وأوطانهم مطمئنين، فإن الله (عز وجل) كرَّم أبدانهم الزكية فعافاها من ألم الموت وسكرته، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ القَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ القَرْصَةِ)، كما أبدلهم ربهم (جل وعلا) عن دورهم في الدنيا منازل في الجنة لا مثيل لها ولا أفضل منها، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي، فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ، فَأَدْخَلانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ لَمْ أرَ قطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا)، ولما سأل (صلى الله عليه وسلم) عن تلك الدار لمن؟ قيل له: (أمَّا هذه الدَّارُ، فدارُ الشُّهداء)، كما جعل (سبحانه وتعالى) أرواحَهم منعَّمة منطلقة تسرح في الجنان حيث شاءت، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) لأُمِّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ (رضي الله عنها) حينما سألت عن مصير حَارِثَةَ (رضي الله عنه)، وَكَانَ قد استُشْهِدَ يَوْمَ بَدْرٍ: (يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى).