رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالصور..باحثون يكشفون سر رسم المصريات وشوما في أماكن حساسة

بالصور..باحثون يكشفون
بالصور..باحثون يكشفون سر رسم المصريات وشوما في أماكن حساسة

قالت صحيفة «ديلي ميل»، البريطانية، أن باحثين اكتشفو سر رسم النساء المصريات القدامى وشوما في أماكن حساسة أسفل الظهر منذ أكثر من 3000 عام من انتشارها في أواخر تسعينيات القرن الماضي.

ويعتقد الباحثون أن النساء القدامى ميزن أسفل ظهورهن ومواقع أخرى على أجسادهن بالوشوم، من أجل حماية أنفسهن أثناء الولادة.

وتم العثور على اثنتين من المومياوات المكتشفة على الضفة الغربية لنهر النيل، تحتوي على علامات قديمة مرسومة على ظهورهما، والتي قال الباحثون إنها مرتبطة بالإله "بس" الذي يعتقد أنه يحمي النساء والأطفال، خاصة أثناء المخاض.

وإلى جانب صور "بس"، تضمنت العلامات المرسومة وعاء يرمز إلى طقوس ما بعد الولادة، وعين حورس التي تمثل الحماية والصحة، والماعز من أجل الحظ السعيد.

وتم اكتشاف العديد من التماثيل مع المومياوات، كانت تحمل أيضا علامات مماثلة في نفس الأماكن، في أسفل الظهر وأعلى الفخذ، ويقول الباحثون إن هذا يوفر المزيد من الأدلة على استخدام الوشم للحماية.

وتم اكتشاف المومياوات في مدينة دير، المدينة القديمة، والتي كانت منطقة مزدحمة من 1550 إلى 1070 قبل الميلاد، عندما كانت مجتمعا للرجال الذين بنوا المقابر العظيمة للنخبة المصرية، وفقا لتقارير موقع "Phys.org".

وقال آن أوستن، أحد الباحثين المشاركين، لموقع "ديلي ميل" البريطاني، إنهم غير متأكدين من سبب استخدام الحبر الأسود لرسم الوشم، لأن الثقافات الأخرى استخدمت السخام أو الفحم.

وأوضح: "كلما زاد عدد الأوشام التي وجدناها، كلما تساءلت عما إذا كنا قد فقدناها في بقايا بشرية أخرى من مصر القديمة".

وأضاف: "نظرا لأن الوشم أصبح أقل وصمة عار، ومع نمو تقنيتنا ومهاراتنا في تحديد الوشم في السياقات الأثرية، أعتقد أنه من الممكن تماما أن نجد المزيد من الأدلة على الوشم.

وتابع: "في بعض الحالات في عملي الخاص، كان من الممكن التغاضي عن الوشم تماما إذا لم أكن أبحث عنه ولم أكن أعرف كيفية اكتشافه".

وتم إجراء آخر عمل من قبل باحثين، وهما، أوستن من جامعة ميسوري في سانت لويس، والآخر في جامعة جونز هوبكنز، حيث قاما بتحليل مومياوات، وأبلغا عن النتائج التي توصلا إليها في عام 2019.

واستخدم الباحثان التصوير بالأشعة تحت الحمراء للتعرف على الوشم، حيث استخدما ضوء الأشعة للكشف الألوان الزائفة، وسمح للفريق بتحليل المومياوات دون إتلافها.

كما استخدما ماسحا ضوئيا لالتقاط صور للجسد الموشوم، مما يسمح لهما بإعادة بناء العلامات القديمة.

وكانت إحدى المومياوات بين 25 و34 عاما عندما توفيت، وظهر لديها على الأقل 30 وشما في الرقبة والكتفين والذراعين والظهر.

وكان للوشم خط متعرج أسفل الأشكال، والتي من المحتمل أن تمثل مستنقعا، حيث كان الناس في ذلك الوقت يذهبون لتهدئة أنفسهم وفي بعض الأحيان لتخفيف الألم، مثل الشعور أثناء الولادة.

أما المرأة الأخرى، التي توفيت في نفس العمر تقريبا، فلديها زهرتا لوتس على كل جانب من أسفل ظهرها، ووفقا للثقافة المصرية القديمة، فإن هذا يدل على ولادة جديدة.

وبجانب كل زهرة يوجد ماعز استخدمه المصريون القدماء للإشارة إلى الخصوبة والوفرة والحظ السعيد.

الوشم عادة فرعونية قديمة

يذكر أنه في شهر سبتمبر 2016، ثم العثور على مومياء فرعونية تحمل عددًا من الوشوم. وتُعَدّ هذه هي المرة الأولى التي تُكتشف فيها وشوم خاصة بمومياء مصرية من عصر الفراعنة، تُظهِر أشياء ملموسة، من بينها أزهار اللوتس على فخذي المومياء، والأبقار على ذراعها، وقرود البابون على رقبتها. 

ويحمل عدد قليل من مومياوات مصرية أخرى وشومًا تَظهَر في صورة أنماط من نقط، أو خطوط متقطعة، وفق موقع مجلة نيتشر على الإنترنت.

وتبرز من بين وشوم المومياء عينا حورس (واجيت)؛ التي ربما ترمز إلى الحماية من الشر، وتزين الرقبة والأكتاف والظهر.

 وقالت آن أوستن -عالمة الآثار البيولوجية في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا التي عرضت هذه الكشوف، في إبريل 2016، في اجتماع الجمعية الأمريكية للأنثروبولوجيا الحيوية في أتلانتا بولاية جورجيا-: «سترى من أي زاوية تنظر منها إلى هذه المرأة زوجين من العيون الإلهية ينظران إليك». 

وكانت أوستن قد رصدت هذه الوشوم وهي تفحص مومياوات لصالح المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة، الذي يُجْرِي أبحاثًا في «دير المدينة».

ووفق القائمين على الكشف، فإن الوشوم التي عُثر عليها حتى الآن، تحمل دلالات دينية قوية. 

ويرتبط الكثير منها -مثل الأبقارـ بالإلهة حتحور، إحدى أبرز المعبودات في مصر القديمة. وربما كان القصد من وراء الرسوم على العنق والذراعين منْح المرأة دفعة من القوى السحرية لدى أدائها الغناء أو العزف في أثناء مشاركتها في الطقوس الدينية الخاصة بحتحور.

ووفقًا لعالمة الأنثروبولوجيا آن أوستن، فإن المومياء الجديدة يغطيها ثلاثون وشمًا، مما يجعلها المومياء المصرية الأكثر وشمًا حتى الآن.

وأبرز هذه الوشوم صورتان للإلهة حتحور على هيئة بقرة ترتدي التاج الحتحوري، وكذلك وشم على شكل مقبض يعلوه رأس الإلهة حتحور، كما توجد وشوم أخرى على شكل حيوانات مثل القردة والأبقار والثعابين، والرموز الهيروغليفية والورود، ورموز دينية مثل عين حورس ومفتاح الحياة.

وتقول أوستن إن هذه المومياء تعود إلى عصر الدولة الحديثة؛ إذ تتطابق طريقة تحنيطها مع تلك الطريقة السائدة في ذلك العصر، بالإضافة إلى العثور عليها في مقبرة تنتمي لمجموعة مقابر عمال المقابر الملكية في الفترة ذاتها.

وقال سدريك جوبيل -مدير المشروع الفرنسي في دير المدينة: "إن العثور على مومياء تحمل هذا العدد من الوشوم حدث فريد، في حد ذاته"، ويضيف: إنها المرة الأولى التي يتم فيها العثور على وشم على شكل رسومات موزعة بطريقة متساوية على الجزء العلوي من جسم امرأة، موضحًا: "سبق لنا العثور على وشوم، ولكنها كانت مجرد خطوط ونقاط غير معبرة".

 ويشدد جوبيل على أنه من الصعب تحديد هوية صاحبة المومياء؛ إذ عُثر عليها في المقبرة  TT290، وهي مقبرة تخص أحد عمال دير المدينة، ويدعى آري نفر، الذي كان قد عاش في عهد الملك رمسيس الثاني (حكم 1279 – 1213 ق.م) وقد جرى العبث بها ونهبها في الماضي البعيد.

ووفق جوبيل فقد تم نقل هذه المومياء من مكانها ودفنها في هذه المقبرة: "كان نقل المومياوات متعارفًا عليه، حين كانت تجارة المومياوات في أوجها، ولذلك عثرنا أيضًا على أجزاء لعشرات المومياوات في المقبرة". وأضاف جوبيل أنه بخلاف اسم صاحب المقبرة وزوجته فليس على جدرانها نقوش تشير إلى وجود آخرين بعينهم فيها.

وقال جوبيل إن قلة عدد المومياوات ذات الوشم التي تم اكتشافها حتى الآن، (12 مومياء كلها لسيدات)، يدفعنا للقول بأن الافتراض الذي يذهب إلى أن الوشم عادة لم تكن منتشرة في مصر الفرعونية لن يكون دقيقًا بالمرة. ويبرر ذلك بقوله: "إن ما تم اكتشافه حتى الآن، يمكن أن يكون عينة فقط، فلا تزال هناك أعداد كبيرة من المومياوات لم يتم الكشف عنها بعد، وعليه فليس هناك ما يمنع من اكتشاف مومياوات أخرى مزينة بأشكال مختلفة من الوشم".

ويشير عالم الآثار الفرنسي إلى أنه يجب أن نضع في اعتبارنا أنه لم يجر تحنيط كل جثث المصريين، وأن كل المومياوات لم تصل إلينا، موضحًا أن للصدفة دورًا في اكتشاف المومياوات وحفظها، وهو ما يمكن أن يشوه حقيقة ما ندركه عن الماضي. وأضاف جوبيل: لعل بعض اللوحات المحفورة على جدران المعابد الفرعونية، والتي تُظهر نساء يزينَّ أجسادهن بوشوم صغيرة، هو أبلغ دليل على انتشار هذه العادة في مصر القديمة.

من جانبه يؤكد الدكتور أحمد صالح -المتخصص في الآثار الفرعونية- أن الوشم عند قدماء المصريين مرتبط بالرمزية الدينية، طلبًا لحماية الآلهة. ويضيف: لقد كان لكل إله رمز عند المصريين القدماء، "فنجد وشمًا على شكل بقرة، رمز الإلهة حتحور، وكذلك وشم للإله بس، رمز حماية المرأة في أثناء العمل، وكذلك عين حورس التي تحمي الجسد من أي شرور، وزهرة اللوتس وهي رمز إعادة التجدد والميلاد، وكذلك الثعبان الذي يرمز إلى جانب التجدد، والإله أبوفيس إله الشر الذي يقابل الإله رع في العالم الآخر، وغيرها الكثير".

ويقول صالح إنه جرى اكتشاف مومياء أخرى منذ عامين في منطقة النوبة السودانية، وبالتحديد في الولاية الشمالية، عليها وشوم على شكل رسومات هندسية وأشكال صغيرة. وهذه المومياء التي تعود إلى العصر المتأخر، ترقد حاليًّا في المتحف البريطاني لدراستها.

ويشير صالح إلى ثبوت استخدام الفراعنة للوشم من خلال هذه المومياوات. ويستطرد: "إن مدى انتشار الوشم هو ما يجب أن يكون محل دراسة مستفيضة". وأوضح صالح أن المومياء المكتشَفة وُجدت دون تمائم الدفن السحرية التي كانت توضع مع المتوفَّى لحمايته من كل الشرور ومساعدته في الحياة الأبدية، وهو ما يدعونا للتساؤل: لماذا لا يكون هذا الكم الكبير من الوشم بديلًا عن هذه التمائم السحرية؟

وعن عدم وجود الكثير من المومياوات التي تحمل وشومًا، قال صالح إن بمصر 58 مومياء معروضة، بينما تضم متاحف العالم المختلفة حوالي 6253 مومياء، ومن المحتمل أن يكون هناك مومياوات تحمل وشومًا، لكن ربما ساهمت مواد التحنيط في محو هذه الرسومات. ويشدد صالح على أن دور التكنولوجيا الحديثة أصبح اكتشاف بقايا هذه الوشوم الموجودة على المومياوات.

وطالب صالح البعثة الفرنسية بمواصلة الدراسة والبحث لمعرفة نوعية الأحبار التي استُخدمت في دق هذه الوشوم، وطريقة الرسم وتوقيته ودلالاته المختلفة، للكشف المزيد من أسرار هذه العادة في مصر القديمة.

يذكر أن مقابر دير المدينة تقع في شمال وادي الملوك في محافظة الأقصر، وهي جزء من جبانة طيبة، وكانت مقرًّا لعائلات العمال والحرفيين خلال عهد الدولة الحديثة (1570- 1070 قبل الميلاد). وتضم مقابر دير المدينة بقايا لبيوت العمال وعائلاتهم، ومقابرهم المرسوم بها رسومات بديعة تعطي صورًا حية عن حياتهم ومعتقداتهم. وقد ظلت هذه القرية سكنًا للعمال والنحاتين العاملين في وادي الملوك منذ عصر الأسرة الـ18 حتى الأسرة الـ20، وبلغت أوج شهرتها خلال عهد تحتمس الأول.

كما أن تسمية القرية بدير المدينة يرجع إلى الدير القبطي الذي بُني بها في القرن السابع الميلادي بالقرب من الجبانة القديمة.

الوشم في الصعيد

وفي صعيد مصر لازالت بعض النساء تضع بعض الوشوم التي يرجع تاريخها للمصريين القدماء وبنفس الطريقة، وقد ظهرت العديد من الوشوم في مسلسل جزيرة غمام تأليف السيناريست عبد الرحيم كمال الذي أبرزها في قصة المسلسل، حيث كانت تستخدمها السيدات في صعيد مصر حتى وقت متأخر.

ويرجع تاريخ الوشم، حسبما ذكرت الباحثة سوسن عامر في مقال لها بمجلة عالم الفكر للتاريخ القديم عندما كان الناس يعيشون حياة بدائية يقدسون فيها الحيوانات ويخشون فيها بعض مظاهر الطبيعة كالموج والرياح والمطر والرعد، ومن هنا كان الوشم على الشفاه والأيدي والصدور والذقون ليس عبثا وإنما لكل شئ دلالته.

في المجتمعات التي تتألف من قبائل وعشائر صغيرة لكل منها طوطمها الخاص، وهو عبارة عن نواع حيواني أو نباتي أو أحد مظاهر الطبيعة التي ترتبط بها هذه العشيرة وتتخذها رمزا لها.

وأحيانا يكون الرمز عبارة عن أشكال هندسية أو مجموعة خطوط ليس فيها شئ من صورة الطوطم وإنما يصطلح اصطلاحا على اتخاذها رمزا لها، ويكثر هذا النوع من الرموز في العشائر المتأخرة في ميادين الرسم والتصوير كعشائر السكان الأصليين في استراليا مثلا.

كما يمكن أن يستخدم الحيوان أو النبات كطوطم، ويشير إلى القبيلة أو العشيرة نفسها كما ترمز في عصرنا الحاضر صورة الدب في روسيا، والديك في فرنساوغيرها.

وكان الوشامون المصريون يستخدمون الطرق اليدوية في الوشم، وهي دق الوشم بالإبر والمواد الطبيعية كالهباب والفحم والقرميد، ويتميز الوشم المصري بدرجة الاخضرار التي تدل على خصوصية الخلطة التي يقوم بعملها الوشام المصري.

وبدأ الوشم في مصر منذ عصر المصريين القدماء، وظهرت آثارة كما أكد الباحثين في مومياوات راقصات فرعونيات، وفي صعيد مصر لازالت بعض النساء تضع بعض الوشوم التي يرجع تاريخها للمصريين القدماء وبنفس الطريقة، ومن هنا اكتسب الرمز الجنوبي صبغة مغايرة لما يتم في كل مكان، ومن صور الوشم أن شفة الفتاة السفلى تكون باللون الاخضر، أما الذقن فيرسم عليها حتى اسفلها ارتباطا بالشفة السفلى.

وبعض الوشوم التي كانت تجري في صعيد مصر تعني في الأساس عبارات فرعونية مستقاة من التاريخ القديم دون أن يدرك الموشوم هذا، فهناك دق أو نقر بعلامة مميزة كانت تعني كلمة "جميل" باللغة المصرية القديمة، وكانت الدقة المفضلة لدى فتيات الصعيد في أوائل القرن الماضي، وكانت هناك علامة دق النخلة والسمكتين هي علامة للإخصاب في مصر القديمة.

كما أن العصفور وهو من أشهر الوشوم كان فيرجع لأسطورة إيزيس وأوزوريس ويعد فألا حسنا للنصر والخير.

وحلت الزخارف لتشكل ملمحا من ملامح الوشم في مصر بعد الفتح الإسلامي، فظهرت وشوم الهلال والزهرية والقمر والنجوم، وجاء عصر الملاحم الشعبية فكان ابو زيد الهلالي والسيف المعقوف وعنترة والزير سالم وسيف بن ذي يزن.

في عرف النجوع والقرى في ريف مصر فإن الوشم كان يمنح الموشوم طابعا جماليا خاصة وأن اللون الأخضر هو لون الزرع والحياة، واختلف الوشم من الرجال للنساء فوشم الرجال كان على الذراع مثل السيوف والسكاكين وبعض ابطال التراث الشعبي، والصليب عند الأقباط، أما الصدر فتخصص للمحبوبة احيانا برسم صور واحيانا برسم رموز وخصصت هذه المساحة للحبيبة دلالة على قربها من القلب، كما كانت بعض الوشوم للنساء كي تنجب بسهولة، ولثقتها في أن الوشم يقاوم العمولات والسحر وغيرها.

الوشم حرام شرعا

يذكر أن العلماء، حرموا الوشم، وقالوا أن الوشم عادة سيئة انتشرت مؤخرا، ولا تناسب عاداتنا كمجتمع شرقي، فهو حرام شرعًا، حيث يقول سول الله صلى الله عليه وسلم ““لعن الله الواشمة والمستوشمة“ وهذا الأمر للنساء وللرجال، والوشم في الإسلام هو غرَز العضو بإبرة حتّى يسيل الدم منه، ثمّ يُملَأ المكان المغروز بمادّة الكُحل، أو المداد، فيُصبح لون الجلد أخضر أو أزرق.

وقالت دار الإفتاء، إن الوشم محرم وهو كبيرة من كبائر الذنوب، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن الواشمة والمستوشمة، فالواشمة هي التي تفعل الوشم بنفسها، والمستوشمة هي التي تطلب من غيرها أن يعمل ذلك بها، كلاهما ملعونة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فالوشم إذن محرم في الإسلام وهو كبيرة من كبائر الذنوب وهو من تغيير خلق الله سبحانه وتعالى الذي تعهد الشيطان أن يأمر به من استجاب له من بني آدم كما في قوله: "وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ" "سورة النساء: آية 119.

وأضافت أنه أمر لا يجوز عمله ولا إقراره ويجب النهي عنه والتحذير منه وبيان أنه كبيرة من كبائر الذنوب ومن فعل بها هذا إن كان ذلك باختيارها ورغبتها فهي آثمة وعليها أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى وأن تزيل هذا الأثر إن كان في مقدورها إزالته أما إن كان فعل بها هذا دون علمها وبدون رضاها كأن فعل بها وهي صغيرة لا تدرك، فالإثم على من فعله ولكن إذا أمكن أن تزيله فإنه يجب عليها ذلك أما إذا لم يمكن فإنها تكون معذورة في هذه الحالة.