رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هل تنطبق نبوءة الرسول على إبراهيم عيسى وإسلام بحيري والقرآنيين؟

النبأ

عن المقدام بن معد يكرب الكندي، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يوشك الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله -عز وجل- ما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل ما حرم الله»، رواه ابن ماجة، والألباني في صحيح تخريج المشكاة.

وفي رواية أخرى عن الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ «أَلاَ إِنِّى أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلاَ يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلاَلٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ أَلاَ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الأَهْلِىِّ وَلاَ كُلُّ ذِى نَابٍ مِنَ السَّبُعِ وَلاَ لُقَطَةُ مُعَاهِدٍ إِلاَّ أَنْ يَسْتَغْنِىَ عَنْهَا صَاحِبُهَا وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُ فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُ فَلَهُ أَنْ يُعْقِبَهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُ»، سنن أبي دواد ـ باب لزوم السنة ـ الجزء13 ـ 324.

ما مدى صحة هذا الحديث، وإلى أي مدى يتم تحقيق هذه النبوءة على أرض الواقع الآن، وهل هذه النبوءة تنطبق على شخصيات مثل إبراهيم عيسى وإسلام بحيري وأحمد صبحي منصور، ومن يطلقون على أنفسهم «القرآنيون»؟.

انكار في السنة يتعارض مع آيات كثيرة في القرأن

إنكار الحديث والطعن في السنة يتعارض مع آيات كثيرة صريحة في والقرآن الكريم، مثل قول الله تعالي«يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم»، وقوله تعالي: «من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظًا»، وقوله تعالى: «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، واتقوا الله إن الله شديد العقاب»، وقوله تعالى: «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالًا مبينا»، وقوله تعالى: «فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليمًا».

إبراهيم عيسى.. طعن في الصحابة وانكار للمعلوم من الدين بالضرورة

يعتبر الإعلامي إبراهيم عيسى، من الشخصيات المثيرة للجدل بسبب آرائه التي توصف بالشاذة وموقفه من السنة النبوية والأحاديث، لذلك يحسبه البعض على القرآنيين أو مُنكري السنة.

ومن آرائه التي أثارت جدلًا الفترة الماضية، إنكاره معراج النبي إذ قال: إن 99% من القصص اللي يرويها الشيوخ والدعاة كاذبة.

وسخر «عيسى» من زبيبة الصلاة، وقال إنها لا علاقة لها بقول الله -تعالى-: «سيماهم في وجوههم من أثر السجود»، وادعى أنه لا توجد زبيبة الصلاة إلا عند المصريين وحدهم.

ولم يكتف إبراهيم عيسى بذلك، بل اعتبر أن «موائد الرحمن»، لا تخص الصائمين وحدهم، بل إن أول من نظم تلك الموائد هم الغرب والأوروبيون.

وقال إنه لا يوجد عقوبة لـ«تارك الصلاة»، مشيرًا إلى أن كل الأحاديث التي تتحدث عن ذلك «ضعيفة»، وتقول ما لا يمكن إعقاله ذهنيًا مع حديث الله.

وقال «عيسى»، إن «حجاب المرأة ليس من أركان الإسلام»، وزعم أن «عمر بن الخطاب، وعمر بن عبدالعزيز، مكنوش المثال العظيم للمسلمين، ولا كانوا ملائكة ماشيين على الأرض».

إسلام بحيري.. دعا إلى إحراق كتب الحديث والتفسير

أما الباحث إسلام البحيري، فقد دأب على مهاجمة الترات الإسلامي، لا سيما الأئمة الذين وضعوا علم الحديث والمفسرون، وعلى رأسهم «البخاري» و«مسلم» و«بن تيمية»، «الشافعي»، واتهم هذه الكتب وأصحابها بالترويج للعنف والقتل، داعيًا إلى إحراقها.

وسخر «بحيري» من الأحاديث النبوية، وزعم أن السنة النبوية تتعارض مع نصوص القرآن الكريم، وزعم أن كتب التراث تهين النساء وتخالف القرآن الكريم، وزعم أن فتاوى ابن تيمية دمرت العالم، ووصفه بأنه أكبر إرهابي في العالم.

زعيم القرآنيين: نحن أول من حطم قدسية «البخاري»

أما تيار القرآنيين بزعامة أحمد صبحي منصور، فيرفضون أحاديث البخارى ومسلم والشافعى ومالك وغيرهم، ويرفضون نسبتها إلى النبى صلى الله عليه وسلم، ويرفضون أن تكون جزءا من الإسلام.

وعن القرآنيين وأبرز أفكارهم قال زعيم القرآنيين في العصر الحديث أحمد صبحي منصور: «نحن أول من بدأ التيار القرآني من 40 عامًا، حين بادرنا بتحطيم قدسية «البخاري» في قلعة الأزهر، وشققنا الطريق ومهدناه لمن جاء بعدنا ودفعنا الثمن، وعلى هامش جهادنا حدث تغيير هائل، منه أن بعض السنيين بدأ ينتقد «بعض الأحاديث» مع تمسكه بالسنة دينًا».

الأزهر: كل من ينادي بالاعتماد على القرآن الكريم فقط وإغفال السنة النبوية جاهل ولا يفقه الدين

ووصف الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل -رحمه الله- كل من ينادي بالاعتماد على القرآن الكريم فقط وإغفال السنة النبوية بالجاهل الذي لا يفقه الدين ولا يعرف أركانه وثوابته، وأوضح أن السنة النبوية الشريفة الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- هي أيضًا من عند الله -تعالى- بمعناها أما ألفاظها فبإلهام من الله -عز وجل- لنبيه.

وقال فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف: «إن العبث بسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والاجتراء على قدسيتها أمر قديم قدم الإسلام نفسه ولن يتوقف ما دام أمر هذا الدين قائمًا».

وأضاف أنه من الطبيعي أن يطل برأسه الآن ومستقبلًا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذا الذي يحدث بين الحين والحين من توجهات تدعو المسلمين إلى أن ينفضوا أيديهم من أحاديث نبيهم الكريم جملة وتفصيلا، بالتشكيك في توثيق هذه الأحاديث مرة، وبالطعن في سيرة الرواد من رواة الأحاديث وأئمته من أهل السنة على وجه الخصوص مرة أخرى.

«هنيدي»: حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم.. والنبوءات من كرامات ومعجزات النبي

من جانبه يقول الشيخ عبد الغني هنيدي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن هناك أحاديث كثيرة وردت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الصدد، والله -تعالى- يقول في كتابه العزيز«ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا»، وهناك أدلة كثيرة من القرآن وغيره على سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنها المصدر الثاني من مصادر التشريع بعد كتاب الله، وبالتالي السنة أمر مسلم به وتلقته الأمة بالقبول.

وأشار إلى أن كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- كان معجزا، وهناك أمور كثيرة تناولها الرسول ومع مرور الزمن يثبت صحتها، «وما ينطق عن الهوى»، وكلام الرسول يأتي من عند الله سبحانه وتعالي، وهناك أحاديث تناولها الرسول  في الكثير من الأمور الحياتية التي تنبأ بها الرسول، وهناك بعض علماء الإسلام تنبؤا بأمور وحدثت، مثل الأحكام الافتراضية عن الإمام أبو حنيفة، وهذه الأمور أو النبوءات هي كرامات الرسول ومعجزاته، ومن معجزاته التنبؤ بما هو آت، لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو وحي يوحى، وعن الذين ينكرون السنة والذين يطعنون فيها وفي صحابة الرسول.

وأضاف «هنيدي»: «حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم»، وماذا يقول هؤلاء في قول الله تعالي «وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا»، وكيف كنا سنعرف عدد الصلوات وكيفية أدائها؟، وكيف كنا سنفهم كل ما يتعلق بالحج والزكوات، كل ذلك أخذناه من الرسول، وكل من له عقل لا ينكر ذلك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

«أبو الحسن»: الحديث صحيح وتقبله المسلمون منذ العصر الأول.. وهؤلاء لا يدرون ما في كتاب الله

ويقول الشيخ محمد أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، إن هذا الحديث صحيح وتقبله المسلمون جميعا منذ العصر الأول، والعلماء جميعا وقفوا على قوته وسنده الصحيح «يوشك رجل شبعان متكئا على أريكته يقول: بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ومن حرام فحرموه، ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله».

وأشار إلى أن الرسول تنبأ بهذه الطائفة، وعلى مر العصور يأتي من ينكر الحديث ويقول، نعمل بكتاب الله فقط، وهو لا يدري ما في كتاب الله، فهو لا يعلم ما في كتاب الله ولا يعلم حديث رسوله، لذلك وصفه النبي، بأنه رجل شبعان متكئ على أريكته، يعني رجل لا علم له ولكنه فظ غليظ القلب جاهل لا يعرف.