رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد قرار استقلال دونيتسك ولوغانسك

ألمانيا تعلق تشغيل خط أنابيب «السيل الشمالي-2».. بوتين يضرب الغاز الروسي في مقتل

بوتين والمستشار الألماني
بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتس

إعلان المستشار الألماني أولاف شولتس، تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي-2" مع روسيا، كجزء من العقوبات على روسيا بسبب اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، أثار الكثير من الجدل وطرح الكثير من الأسئلة حول مستقبل الطاقة وتأثير ذلك على اسعار الغاز في العالم. 

المستشار الألماني يعلن تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي-2" مع روسيا

المستشار الألماني أولاف شولتس

أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الثلاثاء، أنه قرر تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي-2" مع روسيا.

ووفقا لما ذكرته وكالة "أ ف ب" فإن القرار جاء ردا على اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي دونيسك ولوغانسك عن أوكرانيا.

وأفاد شولتس بأنه طلب من الهيئة الألمانية الناظمة المسؤولة عن المشروع تعليق عملية مراجعته. وقال إن هذه المسألة "تبدو تقنية، لكنها خطوة إدارية ضرورية تمنع أي مصادقة على خط الأنابيب. ومن دون هذه المصادقة، لا يمكن بدء تشغيل (السيل الشمالي-2)".

وأضاف شولتس: "هناك عقوبات أخرى أيضا يمكن أن نعتمدها في حال اتخذت إجراءات إضافية. لكن في الوقت الحاضر، يتعلق الأمر باتخاذ خطوة ملموسة للغاية".

وزير الطاقة الروسي: رفض مشروع "السيل الشمالي-2" قد يؤدي إلى خسائر لعدد من الشركات من الاتحاد الأوروبي

وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف

قال وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف أن رفض مشروع "السيل الشمالي-2" قد يؤدي إلى خسائر لعدد من الشركات من الاتحاد الأوروبي، وهم شركاء شركة "غازبروم" في المشروع.

ووفقا للوزير الروسي فإن هذه الشركات يمكنها اللجوء إلى المحكمة لحصول تعويضات جراء تكبدهم خسائر في حال التخلي عن المشروع، الذي هو عبارة عن أنبوبين غاز من روسيا إلى ألمانيا تم مدهما عبر قاع بحر البلطيق.

وجاء تصريح الوزرير الروسي في مقابلة مع صحفية "إنيرغي إنتليجنس" جرت على هامش انعقاد منتدى الدول المصدرة للغاز، المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة تحت شعار "الغاز الطبيعي: رسم مستقبل الطاقة".

وقال: "شاركت عدة شركات أوروبية في تنفيذ المشروع. هذه ستكون خسائر لهم، ويجب تعويضهم عن  الخسائر. يمكن لهذه الشركات اللجوء إلى المحكمة، ننطلق من حقيقة أنه لا ينبغي تسييس قضية إمدادات الغاز".

وأضاف الوزير، أنه لدى الكثيرين في أوروبا الآن مقاربات معقولة ويتفهمون أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى زيادة إمدادات الغاز واستخدام قدرات "السيل الشمالي-2" كون إطلاق المشروع سيخلق فائضا في إمدادات الغاز في أوروبا.

ويرى شولجينوف أن الدول الأوروبية بحاجة الآن إلى الاستعداد لفصل الشتاء المقبل، إذ أن مرافق تخزين الغاز في الدول الأوروبية شبه فارغة.

وقال: "نرى أن منشآت تخزين الغاز فارغة (في أوروبا) واحتياطي بعضها يستخدم بنسبة 97% لأن الأوروبيون يحاولون استهلاك الغاز الذي تم ضخه بسعر منخفض".

ووفقا للوزير فإن البديل الوحيد للغاز الروسي في أوروبا هو "توليد الطاقة المتجددة والفحم" لذلك تحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى نهج معقول في ظل أزمة الغاز الحالية التي تشهدها أوروبا.

كذلك أشار شولجينوف إلى أنه من غير المحتمل أن يصبح الغاز الطبيعي المسال بديلا للغاز الطبيعي الذي يتم ضخه عبر الأنابيب.

ويرى شولجينوف أن روسيا لا ترى في الوقت الحالي الحاجة إلى تنظيم إمدادات الغاز في سوق الغاز العالمية، كما تفعل "أوبك+" مع النفط، كون الغاز يتم ضخه عبر الأنابيب بموجب عقود غاز طويلة الأجل.

ووفقا للوزير فإنه من الضروري الآن محاربة الأفكار القائلة إن الغاز ليس وقودا مناسب لمرحلة انتقال الطاقة، وإنه ينتج انبعاثات عالية من غازات الاحتباس الحراري.

وزير الطاقة القطري: حجم إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا في الوقت الحالي لا يمكن تعويضه من أي دولة

وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد الكعبي

صرح وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد الكعبي في مؤتمر صحفي عقب قمة منتدى الدول المصدرة للغاز، بأن حجم إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا في الوقت الحالي لا يمكن تعويضه من أي دولة.

وقال الوزير القطري: "بشكل عام، عندما نتحدث عن الوضع في أوكرانيا أو في أوروبا، يتردد كثيرا بأن الغاز القطري يمكن أن يحل محل الغاز الروسي. لقد ذكرت بالفعل في هذا الصدد أن 30-40% من الإمدادات (إلى أوروبا) تأتي من روسيا. أعتقد أنه لا يمكن لأحد استبدال روسيا في هذا الصدد".

وأضاف الوزير: "لسوء الحظ ليس لدينا (قطر) حتى الآن مثل هذه الكميات من الغاز الطبيعي المسال التي توجد في العقود طويلة الأجل، وبالتالي فإن ذلك مستحيل".

ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا والشركة المشرفة على تنفيذ المشروع تعلق 

مشروع خط أنابيب "السيل الشمالي 2"

ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا، خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، بشكل ملحوظ بعد إعلان ألمانيا تعليق المصادقة على تشغيل مشروع الغاز "السيل الشمالي-2".

وصعدت العقود الآجلة للغاز في شهر مارس المقبل في مركز TTF في هولندا إلى مستوى 940 دولار لكل ألف متر مكعب، بعد أن كانت عند مستوى 937 دولارا. وبذلك تكون الأسعار قد صعدت بنسبة أكثر من 10% مقارنة بإغلاق أمس.

وأعلنت شركة Nord Stream 2 AG المشرفة على مشروع خط أنابيب "السيل الشمالي 2" أنها بانتظار بيان من الأجهزة المعنية الألمانية حول تعليق عملية ترخيص الخط.

وقال ممثل عن الشركة لوكالة "إنترفاكس" اليوم الثلاثاء: "لقد أخذنا بعين الاعتبار تقارير إعلامية مفادها أن المستشار الألماني (أولاف شولتس) أعلن خلال مؤتمر صحفي اليوم عن تجميد إجراءات الترخيص. لا يمكننا التعليق على هذه التقارير وننتظر المعلومات المطلوبة من الأجهزة المنظمة الألمانية".

و "السيل الشمالي-2" هو مشروع روسي لمد أنبوبي غاز طبيعي يبلغ طول كل منهما 1200 كيلومتر، وبطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويا من الساحل الروسي عبر قاع بحر البلطيق إلى ألمانيا.

وتم الانتهاء من بناء المشروع، الذي تشارك فيه شركة "غازبروم" مع شركات أوروبية، العام الماضي، وإلى الآن كانت تتم مماطلة اعتماد المشروع من الهيئات الأوروبية.