رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

التفاصيل الكاملة لسيطرة السلفيين على 30 ألف زاوية تابعة لـ«الأوقاف»

وزير الأوقاف مختار
وزير الأوقاف مختار جمعة


تواجه وزارة الأوقاف مأزقا كبيرا خلال الفترة الماضية، وذلك بعد فشل السيطرة على عدد كبير من الزوايا بالقرى والمراكز على مستوى المحافظات، نتيجة سيطرة التيارات الدينية في مصر عليها وخاصة السلفيين والجماعات الإسلامية، وفقا لإحصائيات وزارة الأوقاف، فهناك ما يقرب من أكثر من 30 ألف زاوية فى مصر.

غلق الزوايا
ورغم صدور قرار من جانب وزارة الأوقاف بغلق الزوايا التى تقل مساحتها عن 85 مترا فى صلاة الجمعة والتى كانت أوكارا للمتطرفين من السلفيين الجماعات الإسلامية، إلا أن مدينة سمنود بمحافظة الغربية شهدت واقعة جديدة لسيطرة السلفيين على زاوية "التوحيد" طيلة الشهور الماضية غير ملتزمين بتعليمات الوزارة فى خطبة الجمعة أو مواعيد الفتح أو الغلق. وقرر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف خصم شهر من بدل صعود المنبر من كل من: الشيخ "ا.م"، مدير إدارة أوقاف صندفا بالمنيا، والشيخ "ا.م"، رئيس قسم شئون القرآن بالإدارة والمكلف بالتفتيش على منطقة صندفا مع إعفاء الأخير من أى عمل إدارى أو إشرافى وعودته إمامًا من تاريخه، واستكمال التحقيقات معهما بمعرفة الشئون القانونية بالديوان العام، نظرًا لتقصيرهما فى أداء واجبهما الوظيفى بشأن تمكين شخص من صعود المنبر دون اتخاذ الإجراءات المتبعة.

وأكدت وزارة الأوقاف، أنها ستتعامل بحسم يصل إلى حد إنهاء خدمة كل مقصر فى واجبه الوظيفى وبخاصة تجاه الحفاظ على المنبر، كما أكدت الوزارة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية الحاسمة تجاه أى شخص تسول له نفسه صعود المنبر أو أداء دروس بأى مسجد دون أن يكون من المصرح لهم بذلك.

وكان الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف قرر إحالة كل من: الشيخ "ا.م"، مدير مديرية أوقاف الغربية، والشيخ "ج.ا"، مدير إدارة سمنود، والشيخ "ا.ف"، مفتش بإدارة سمنود إلى التحقيق بديوان عام الوزارة مع خصم شهر بدل صعود المنبر من كل منهم، وتكليفهم بسرعة تحرير محضر بواقعة إقامة صلاة الجمعة فى زاوية غير مصرح بها، كما كلف الشئون القانونية بديوان عام الوزارة بمتابعة المحضر تجاه المخالف.

تحقيقات الأوقاف
وبعد اليوم الثانى من التحقيق مع قيادات أوقاف الغربية فى الديوان العام، فوجئ أهالى مدينة سمنود بإغلاق عدد كبير من الزوايا التى تقل مساحتها عن 85 مترا خوفا من تسلل الجماعات السلفية مرة أخرى؛ أبرزها زاوية السلام ميت عسعاس بمدينة سمنود، حيث عممت الوزارة منشورا دوريا للمديريات حذرت فيه من فتح الزوايا المخالفة أو التى توجد أسفل العمارات، ولا يتم فتح أي زاوية إلا بعد الرجوع للمديرية فى مذكرة مشروحة ونص المنشور بعدم صعود المنبر إلا للمصرح لهم ممن يحملون الشهادة الأزهرية، وكذلك عدم التسامح فى صعود المنبر لغير المصرح لهم، وتتحمل الإدارة المسئولية كاملة، مع تكثيف المرور على المساجد، خاصة المساجد الكبرى التى يوجد بها أئمة مغتربون وعدم فتح أي زاوية إلا بعد العرض على وكيل الوزارة، ولابد من وجود أسباب قوية للفتح ومذكرة الدعوة.

وفى واقعة مشابهة شهدتها محافظة الجيزة، أدى الشيخ حازم شومان أحد قيادات الدعوة السلفية المشهورين لخطبة الجمعة فى زاوية مكة وسط غياب المتابعة ومخالفة تعليمات الوزارة فى موضوع خطبة الجمعة، وعدم الحصول على إذن رسمي بصعود المنبر، وبعد اكتشاف الواقعة أحالت المديرية الموضوع للتحقيق فى الديوان العام وأخذ تعهدا من الشيخ "شومان" بعدم صعود المنبر مرة أخرى إلا بإذن مسبق.

وقال مصدر مطلع بالأوقاف: إن مديرية أوقاف القاهرة شهدت هى الأخرى حالة تجاوز فى خطبة الجمعة الماضية، حينما قام شخص غير مصرح له بالخطابة فى إدارة أوقاف المنيل بالدعاء على الظالمين؛ مما تسبب فى إعفاء الشيخ فتحى محمود متولى الجوهرى المكلف بتسيير أعمال إدارة جنوب القاهرة من عمله الإدارى، وعودته إلى عمله الأصلى، مع وقفه عن العمل لحين انتهاء التحقيقات أو مدة ثلاثة أشهر، مشيرا إلى أن الوزارة تتعامل بحسم يصل إلى حد إنهاء خدمة كل مقصر فى واجبه الوظيفى، وبخاصة من يمكِّن شخصًا غير مصرح له بالخطابة من صعود المنبر.

إعفاء من العمل
وأوضحت الوزارة، أن القرار جاء نتيجة لتقصيرهما في أداء واجبهما الوظيفي، بشأن تمكين شخص من صعود المنبر، دون اتخاذ الإجراءات المتبعة، مع إعفاء الأخير من أي عمل إداري أو إشرافي، وعودته إمامًا من تاريخه، واستكمال التحقيقات معهما بمعرفة الشئون القانونية بالديوان العام.

وخلال السنوات الماضية اتخذت الأوقاف عددا من القرارات الهامة للتصدي لسيطرة التيارات الدينية على الزوايا، البداية كانت بالتصديق على القرار الوزارى رقم 64 لسنة 2014م، بضم جميع المساجد والزوايا بالجمهورية إلى "الأوقاف"، كما كلفت الوزارة الإدارة المركزية لشؤون المساجد بوضع الضوابط والخطة الفنية والزمنية لتنفيذ هذا القرار. كما قرر وزير الأوقاف، غلق جميع الزوايا التى تقل مساحتها عن 85 مترًا أثناء صلاة الجمعة، مشددًا على أن تلك الزوايا كانت أوكارًا للمتطرفين.

لم يقتصر قرار الوزير على منع شعائر صلاة الجمعة بالزوايا فحسب، بل حرم على الزوايا أى فرصة للتجمعات أو الحشد الجماهيرى من المصلين، فطالت قراراته عدم إقامة صلاة الأعياد الرسمية، حفاظًا على جمهور المصلين من سموم الأفكار المتشددة التى كانت تبث ليل نهار.

كذلك وجه الوزير، خطابا إلى جميع المحافظين بشأن التأكيد على عدم السماح بفتح أى زوايا أسفل العمارات، أو بينها، أو بأى طريق من الطرق دون تصريح كتابى مسبق من الوزارة والمحافظة معًا.

ووفقًا للبيانات الرسمية الصادرة من "الأوقاف"، هناك أكثر من 25 ألف زاوية مسجلة بالدفاتر الرسمية بالأوقاف على مستوى محافظات الجمهورية، فضلا عن وجود ما يزيد على 30 ألف زاوية غير رسمية، الأمر الذى يفتح العديد من التساؤلات، أبرزها "كيف تسيطر وزارة الأوقاف على 25 ألف زاوية؟".

وفي تصريح مفاجئ للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، كشف خلاله، أنه لا يوجد حصر ولا إحصائية لعدد الزوايا فى مصر، لكن قطعا عددها يفوق عدد المساجد، ونعمل حاليا على عمل حصر شامل وإلكترونى لجميع الأئمة والعمال والمساجد والزوايا، وصلاة الجمعة فى الزوايا تقام فى بعض المناطق المتكدسة ووفقا للحاجة، وسنكون أكثر حسما الفترة المقبلة كما سيتم منع الدروس الدينية فى هذه الزوايا، ونحن نتعامل بتدريج حتى لا يقال إننا ضد الدين، ولو أننا أغلقناها مرة واحدة لسَوّقَ ذلك أننا نحارب الدين والتدين، وما يؤكد عكس ذلك أننا لدينا أكبر خطة للدعوة وإعمار المساجد فى تاريخ وزارة الأوقاف.

على الجانب الآخر
طالب عدد من أعضاء مجلس النواب، بوضع تشريع جديد لضم ملكية كل المساجد الاهلية والزوايا، على مستوى الجمهورية إلى وزارة الأوقاف، للقضاء على «عشوائية الزوايا».

وتناقش لجنة الاقترحات والشكاوى بمجلس النواب مشروع قانون لحماية الزوايا، سواء الجديدة، أو التى لم يتم ضمها حتى الآن، من التطرف والأفكار المتشددة، بعد تزايد الشكاوى والحوادث بسببها.

التشريع يقضى على عشوائية الترخيص، ويقنن الأمر، بدلًا من تركه للنزاع بين سلطة المحليات، ممثلة فى المحافظين، والأوقاف ممثلة فى مديرياتها وفقا لبيان الجنة فإن.هدف القانون الجديد هو حماية كل الزوايا والمساجد من المتطرفين، وأصحاب الفكر المتشدّد، الذين يتسللون إليها، وضمان عدم التهرّب من دفع فواتير الكهرباء والمياه، مشددًا على أن أصحاب الفكر المتطرف يستقطبون المتردّدين على الزوايا من الشباب، خصوصًا فى القرى، لذا يجب إغلاق الباب أمام الفكر التكفيرى والشيطانى، وتكثيف الفكر الوسطى ونشر أفكار التسامح والتعايش التى يقوم عليها الإسلام.