رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل خطة الخروج الآمن لـ«هالة زايد» من وزارة الصحة بعد فضائح الفساد

هالة زايد وزيرة الصحة
هالة زايد وزيرة الصحة


"ماذا يحدث داخل وزارة الصحة الآن؟" سؤال يتردد على لسان المواطنين في الوقت الحالي في ظل غياب الوزيرة هالة زايد بسبب الأزمة الصحية، "النبأ" حصلت على معلومات غاية في الأهمية في هذا الملف تتعلق بمصير الوزيرة وإمكانية عوتها لمنصبها مجددا، كذلك الوقوف على دور القائم بالأعمال الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، وحقيقة توقف عدد من الملفات الهامة داخل الوزارة مؤخرا.

البداية.. وهي خروج الدكتورة هالة زايد من المستشفى يوم الأربعاء الماضي وخضوعها بالمنزل حاليا، وفقا للمعلومات المؤكدة فإن الوزيرة لن تعود لممارسة مهام وظيفتها مرة أخرى، رغم تحسن حالتها الصحية بشكل كبير، إلا أن الدكتور مصطفى مدبولى وافق على قبول استقالتها التي تقدمت بها بعد الدخول للمستشفى، وطالبت الخروج الآمن من الوزارة بعد الكشف عن قضايا الرشوى داخل الصحة والمقدرة بحصول قيادات الوزارة على 35 مليون جنيه على سبيل الرشاوى، وفقا للمعلومات فإن الوزيرة حصلت على جميع متعلقاتها بمكتبها.

وأصدر رئيس مجلس الوزراء قرارا رسميًا بتكليف الدكتور خالد عبد الغفار منصب وزير الصحة بجانب منصب وزير التعليم العالى، وصدرت التعليمات بإزالة صور الوزيرة هالة زايد من جميع جروبات الوزارة ونشراتها الإخبارية، ووضع صورة خالد عبد الغفار مكانها، كما تم التخلص من رجال الوزيرة داخل الصحة، وصدرت حركة تغيرات كبرى بالإطاحة برجالة هالة زايد وكان آخرهم، الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة.

ووفقا للمعلومات فإن الدكتور خالد عبد الغفار سوف يمارس مهام وزارة الصحة، لحين حدوث تغيير وزاري مرتقب، وتعيين وزير صحة جديد، والمرشح له بقوة اللواء عاطف إمام، رئيس المركز الطبي لمستشفيات السكة الحديد، ومنتظر قبل نهاية العام الحالي تعيين وزير للصحة جديد خلفا للوزيرة هالة زايد.

وكشفت مصادر، لـ"النبأ" أن من أبرز المرشحين للرحيل بعد غياب وزيرة الصحة عن المشهد، خاصة فى ظل تأكيدات بأنها لن تعود لمنصبها مرة ثانية، أعضاء اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، والتى تضم العديد من الشخصيات، من أبرزهم الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة، وجيهان العسال عضو اللجنة، إضافة إلى عدد من قيادات الوزارة، مشيرة إلى إمكانية إعادة تشكيل أعضاء اللجنة من جديد، وإحداث تغييرات جذرية فى ملف مواجهة فيروس كورونا.

هذا وبعد صدور قرار «الإسناد» ذهب وزير التعليم العالى إلى مقر وزارة الصحة لممارسة مهام عمله ومتابعة الملفات المفتوحة فى ظل وجود أزمات متعددة تواجه القطاع الصحى على رأسها ذروة الموجة الرابعة من فيروس كورونا وتزايد أعداد الإصابات وكذلك استمرار توريدات وتدفق لقاحات فيروس كورونا حيث كان ينتظر استقبال ٣ ملايين جرعة لقاح «فايزر» قبل رحيل الوزيرة، وهو ما أشر بالموافقة عليه القائم بأعمال وزير الصحة، وحرص الدكتور خالد عبد الغفار على عقد اجتماع مع جميع المسئولين بالوزارة ورؤساء القطاعات.

وفى هذا السياق أوضحت مصادر داخل لصحة أن الدكتور خالد شدد على استمرار العمل كما كان، وإنجاز جميع الملفات المفتوحة والمعلقة بجانب الحرص على استمرار منظومة المبادرات الصحية الرئاسية كما كانت دون تقصير، والأمر ذاته بالنسبة للمبادرات المستجدة ومنها مبادرة علاج أطفال ضمور العضلات سواء الأصغر من عامين أو الأكبر من عامين، وأيضا مبادرة فحص حديثى الولاد، هذا فضلا عن الإسراع من إنهاء عملية تطعيم جميع المواطنين بلقاح فيروس كورونا.

هذا وتواجه وزارة الصحة عددا من الأزمات بسبب غياب الوزيرة هالة زايد المفاجئ عن منصبها، من أبرز تلك الأزمات اتفاقية تصنيع موديرنا، حيث كشفت المصادر أن الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة كان من المقرر أن تسافر فى نوفمبر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإبرام عدة اتفاقيات فى توريدات لقاحات فيروس كورونا وكذلك تصنيع لقاح موديرنا الأمريكى فى مصر فى مصانع شركة فاكسيرا وهو ما سوف يتم تأجيله فى الوقت الحالي.

ومن من ضمن الملفات التى سيتم تأجيلها مؤقتا، ملف توريد ١٥٠٠ سيارة إسعاف وعيادات متنقلة ألمانيا، والتى سبق أن تعاقدت عليها وزيرة الصحة فى زيارة لألمانيا الشهر الماضى وكان من المقرر بدء استقبالهم الشهر المقبل.

يشار هنا إلى أن د.هالة تعتبر من أبناء الوزارة، وأول وزيرة من العاملين بها المتدرجين فى مناصبها، كما أطلق عليها وقت توليها المسئولية، نظرا لأن جميع وزراء الصحة كانوا من أساتذة كليات الطب، وقبل توليها مسئولية «الصحة» كانت تعمل مستشارا لوزير الصحة، وتتمتع بعضوية فى غالبية اللجان المشتركة بين وزارة الصحة والوزارات المختلفة.

كما عملت د.هالة فى منصب رئيس قطاع شئون مكتب وزيرة الصحة فى عهد الدكتورة مها الرباط، ونقلت حينها فى وظيفة مدير المعهد القومى للتدريب كوظيفة إدارية لوجود مشكلات بينها وبين وزيرة الصحة آنذاك، ثم فى عهد وزير الصحة الدكتور عادل عدوى تولت منصب رئيس قطاع الرقابة والمتابعة لكل ما يتعلق بملفات وقطاعات الوزارة، وفى عهد الدكتور أحمد عماد تولت منصب مساعد وزير لشئون المتابعة، ولم تستمر فيه كثيرا، وحينها تردد وجود خلاف بينها وبين الوزير خرجت من المشهد وتركت أعمال الوزارة ولم يعد لها مكان حينها.

فى منتصف ٢٠١٨ فوجئ العاملون والمسئولون بوزارة الصحة باختيار هالة زايد وزيرة الصحة، وفى بداية توليها المسئولية حرصت على تغيير غالبية قيادات الوزارة واستبعاد أي مسئول كانت على خلاف معه من قبل وتصعيد مسئولين آخرين، ولم يظل شخص فى مكانه.