فيروس نادر يحول النحل لحيوانات مفترسة

يكافح العلماء في العديد من دول العالم، من أجل الحفاظ
على النحل، والذي بات مهدد بالانقراض في العديد من دول العالم، ومن بينها مصر، حيث
شهدت محافظة الفيوم، وفاة أكثر من 50% من خلايا النحل في عدد من المناحل شكل فجائي
وبوتيرة مُتسارعة.
خاصة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وهو ما حاول العلماء
الكشف عن سره بعد ذلك، ليكتشفوا أمر مُذهل!
فيروس يحول النحل لآكلي نحل!
في الواقع وخلال الفترة الأخيرة انتشر فيروس قاتل بين
النحل، يجعله يفعل مثلما يفعل آكلي لحوم البشر، حيث يقوم ببساطة بافتراس بني جلدته
من النحل!
ووفقًا لدراسة حديثة، سقطت مستعمرات نحل كاملة في مستنقع
هذا الفيروس المشبوه (DWV)،
وهو عبارة عن فيروس يعيش في معدة حشرة العث الذي يفترس النحل الصغير.
وبمجرد إصابة صغار النحل بالعدوى، فإن الأمر متروك للنحل
العامل للتخلص من المرض، وفتح خلايا الحضنة، وتناول الطعام لمنع انتشار العدوى إلى
بقية المستعمرة.
ويؤدي فيروس DWV الذي يصاب به النحل العامل، والذي يأكل الفيروس بشكل أساسي، إلى أن
يجعل النحل العامل ببطون منتفخة وضباب دماغي وأجنحة مكسورة، يأكلون من لحوم النحل
الآخر، قبل أن يقتلهم المرض في النهاية.
آكلات لحوم
المثير في الأمر أن هناك العديد من الدراسات العلمية التي
أكدت أن النحل في الواقع من آكلات اللحوم والنباتات، وأن اللحوم التي يتغذى عليها
النحل، هي الميكروبات.
بل إن غذاء النحل الاساسي هي الميكروبات المخمرة والموجودة
بكثرة في حبوب اللقاح والتي تشكل غذاء مهما للنحل، ومن المنطقي أن النحل قد يبتلع
بعض الميكروبات، لكن الباحثين يرون أن الكمية التي يتناولها النحل من تلك
الميكروبات تجعله من آكلات اللحوم!
ووجد الباحثون أن النحل يتناول كميات كبيرة من
الميكروبات، تكفي لتغيير موقعه في الشبكات الغذائية، حيث يستخدم العلماء مقياسًا
لتصنيف الموقع الذي ينتمي إليه الكائن الحي في تلك الشبكة؛ فالكائنات التي تصنع
طعامها، مثل النباتات، يتم تسجيلها في المستوى الغذائي الأول، أما آكلات العشب
فيتم تسجيلها في المستوى الغذائي الثاني، أما آكلات اللحوم فهي في المستوى الثالث.
ومن المثير للاهتمام أن المستوى الغذائي كان متباينًا بين
عائلات النحل؛ إذ تباينت بين وقوعها فوق فئة آكلات العشب بدرجة بسيطة، إلى كونها
آكلات لحوم بشكل كامل، وهو ما جعل العديد من الباحثين تتساءل عما إذا كان النحل
يبحث عن طعامه حقا في صورة حبوب اللقاح، أم عن الميكروبات المرتبطة بحبوب اللقاح.
أسباب أخرى
ويرى العلماء أن هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تتسبب
في أزمة النحل، وانقراضه، والتي تجعله يقترب أكثر من كونه من آكلي اللحوم، ومنها المبيدات
التي يتعرض لها، وشبكات المحمول، ومرض النوزيما الذي يتغذى على الدهون الخاصة
بالنحل ولا علاج له.
الانهيار الجماعي للنحل
ويمثل التراجع العالمي في أعداد النحل تهديدًا خطيرًا
لمجموعة واسعة من النباتات الحيوية للإنسان وسبل عيشه.
وبخلاف الاسباب السابقة، قد يكون انخفاض أعداد النحل
المفاجئ فيه إلى الممارسات الزراعية الخاطئة التي تتم بشكل مكثف، والمزارع
الأحادية، وفرط استخدام المواد الكيماوية الزراعية، وارتفاع درجات الحرارة بسبب
تغيرات المناخ، مما يؤثر على غلة المحاصيل والتغذية.
كما وجدت أحد الدراسات العلمية أن "الانهيار الجماعي للنحل"، يعود إلى التأثير السلبي لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة على مختلف أنشطة نحل العسل، وهو ما يجعل مستعمرات النحل تواجه العديد من التحديات، والتي تشمل عوامل حيوية وغير حيوية، ومن تلك التحديات وبشكل أساسي درجة الحرارة والرطوبة النسبية، والتي يقلل من العمر المتوقع للنحل.