رئيس التحرير
خالد مهران

بعد براءته من تهمة القتل.. ناج من الإعدام يروي تفاصيل أيامه بـ«البدلة الحمراء» داخل السجن (صور)

النبأ



أحمد يوسف: «شاهدت تنفيذ حكم الإعدام أكثر من 60 مرة.. وحلمت بالقاضي كتير حكم عليا بالبراءة»

«حنفي السيد دخل حقق معايا وأنا في السجن و كنت فاكره ضابط»

البرئ هطالب بتعويض كبير علي حبسي 2190 يوما
 

«شاهدت تنفيذ حكم الإعدام أكثر من 60 مرة  كنت أنا اللي بموت فيها»..  بهذه الكلمات حاول أحمد يوسف وصف مشاعر الخوف والقلق والظلم التي انتابته بعد الحكم عليه بالإعدام في قضية قتل، قبل أن يتم الاستئناف على الحكم وثبوت براءته فيما بعد.

ويروي «أحمد يوسف» تفاصيل الواقعة منذ بدايتها قائلًا: «كنت أعمل كهربائي في منزل قريب من منزل المجنى عليها " بيت عمها" وبعد الانتهاء من العمل أبلغني أحد أفراد عائلتها بضرورة ذهابي لمركز الشرطة لسماع أقوالي ومن هنا تم اتهامي بمقتل " خلود "».
 

وأضاف «يوسف»، لـ«النبأ»: «عقب ذلك تم عرضي على النيابة العامة التي جددت حبسي عدة مرات وحينما تم إحالتى لمحكمة الجنايات بالمنيا طمأنني المحام بالبراءة ثم فوجئت في جلسة محاكمتي بصدور حكم بالإعدام شنقا فشعرت بصدمة كبيرة وأصبت بذهول، وبعدها أضربت عن الطعام والشراب لمدة أسبوعين ثم تقربت أكثر من الله سبحانه وتعالى لكي ينجيني من هذه المحنة وكنت واثقا في عدله وكرمه حتى استجاب لدعائي».


وتابع:« سجنت لمدة 6 سنوات شاهدت خلالها تنفيذ 60 حكم إعدام على سجناء أنا اللي كنت بموت مش هما وعند سماع أقدام السجان أثناء حضور أحد السجناء لتنفيذ الحكم كنت بغمض عيونى وبدعليه بالرحمة..أغلب السجناء المحكوم عليهم بالإعدام فقدوا عقولهم، كنت أشاهد عن قرب قيام بعضهم بأشياء تدل على ذلك».


واستطرد «يوسف»، حديثه: «عندما ارتديت البدلة الحمراء مجانيش نوم خالص واستغليت هذه المحنة في الذكر والعبادة والطاعة والتضرع لله.. كنت أصوم وأقوم الليل وأختم القرآن كل 3 أيام حتى شاهدت أحلاما في المنام تدل على قرب النجاة، كما أن الله سخر لي بعض أفراد الشرطة لخدمتي وقضاء مصالحي لتعاطفهم معي، وكنت أتذكر ابتلاء الأنبياء وخاصة قصة سيدنا يوسف».


وأكمل «أحمد يوسف»: «كنت أصبر نفسي حتى يتم النظر في الطعن الذي تقدمت به لمحكمة النقض ويستغرق سنوات حتى أنه حينما تم الزج بي في السجن كانت ابنتي "شهد" في الصف الثالث الابتدائي وبعد خروجي وجدتها في المرحلة الإعدادية وكذا ابني "يوسف" كان وقتها في الحضانة وخرجت وجدته بالصف الخامس الابتدائي.. هذه التجربة كشفت لي معادن البعض فالجميع وقف بجانبي وكانوا يؤازروني باستثناء أحد زملائي في العمل والذي شهد زورا وأنكر تواجدي معه في يوم حدوث الواقعة.. لكنني حينما سمعت الحكم بالبراءة شعرت أنني ولدت من جديد...  وهطالب بتعويض كبير على حبسي 2190 يوم خلف القضبان وداخل الزنزانة».


وتابع «يوسف»، حديثه موضحا أن حنفي السيد مقدم برنامج «عيون الشعب» أجرى معه لقاء داخل السجن ولم يكن يعلم أنه مذيع، قائلاً: « مكنتش أعرف عشان مكنشي في كاميرا وكان لابس بدلة فكنت فاكر أنه ضابط كبير أو وكيل نيابة بيحقق معايا لكن بعد النطق بالحكم شاهدت الحلقة فغضبت منه كثيرا لعدم معرفتي أثناء تسجيل اللقاء معي».


من جانبه، أوضح المستشار أسامة الجمل، محامي أحمد يوسف المتهم البرئ، أن أهل الزوج هم وراء الحادث بعد سحب مسحة مهبلية من رحم المجنى عليها عقب الوفاة، حيث تم التأكد أن السائل المنوي يخص شقيق الزوج، وأنه قتل زوجة شقيقه ثم عاشرها معاشرة الأزواج، حسب ما ذكر في تقرير الطب الشرعي.


وأكد "الجمل"، أن بصمات الجاني وجدت على سلاح أبيض "سكينة" وعقب قتل الضحية وضع الجاني يده على الحائط وهي ملطخة بالدماء وبعد رفع تلك البصمات أثبت الطب الشرعي أنها بصمات شقيق زوج القتيلة.


وذكر محامي أحمد يوسف، أن الجناة ضربوا المجني عليها بالعصا ضربا مبرحا ثم طعنوها عدة طعنات متفرقة وبعدها خنقوها بسلك التلفزيون، ثم ذبحوها بسكين أدى إلى الوفاة في الحال عن طريق الذبح، مؤكدا أن الضحية شهدت حلقة تعذيب قبل الموت.


وأضاف المحامي أسامة الجمل، تبنيت قضية أحمد عقب صدور حكم الإعدام عليه، وبعد الاطلاع على أوراق القضية وسماع الشهود ذهبت له على الفور وأبلغته بقدرتي على الدفاع عنه وجلب البراءة له.
 

وبدأ المحامي يقدم دفاعه للدائرة الجديدة ومنها خلو أوراق القضية من ثمة دليل يقيني يقطع بإسناد الجريمة للمتهم، وكذا وجود بصمة غريبة في موقع الجريمة لشخص غير معروف، مؤكدا أن القضية أحُليت للمحاكمة الجنائية في عام 2015 طبقا لتحريات المباحث واعترافات المتهم «الحدث»، وهو شقيق زوج المجني عليها، الذي زج باسم الشاب البرئ «أحمد» كحيله لإبعاد المتهم الحقيقي الذي ارتكب الجريمة معه ويرجح أن يكون من نفس الأسرة، وتم استخدام المتهم الحدث ليعترف بارتكاب الجريمة تفصيليا.