رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تُنهى «عزلة» الجمعية العمومية.. عملية صناعة «جماعة ضغط» تبحث عن مصالح الصحفيين

نقابة الصحفيين
نقابة الصحفيين

وسط الاهتمام بمشهد «انتخابات الصحفيين» وهذا العدد الكبير من البرامج والخدمات المطروحة من المرشحين في تلك الدورة، يصير عدم استثمار هذه الحالة النشطة في تفعيل حصول الزملاء على الحقوق والحريات العامة، خطيئةً لا يجب أن يلوم الصحفيون عليها إلا أنفسهم، لا سيما في ظل هذه المتغيرات الخطيرة التي تضرب المهنة والعاملين بها، والتي دفعت كثيرين إلى البحث عن مهنٍ أخرى تكون مجديةً ماليًا بعيدًا عن «الصحافة».

تتطلب عملية الحصول على مكاسب دائمة للصحفيين إنهاء «زمن عزلة الجمعية العمومية» عن العمل النقابي الذي صار مرتبطًا لدى غالبية أبناء «صاحبة» الجلالة بعضوية مجلس نقابة الصحفيين، على الرغم من أنّ الفوز بهذه العضوية وسيلةٌ واحدةٌ من وسائل العمل النقابي الحقيقي.

وتفرض الظروف السيئة الحالية البحث عن عملية جادة لصناعة «جماعة ضغط دائمة» تبحث عن مصالح الصحفيين، تكون مهامها الأساسية مراجعة تنفيذ برامج المرشحين الذين اختارتهم الجمعية العمومية لتمثيلها في مجلس النقابة، والعمل على إحياء الجمعية العمومية من جديدٍ وإنهاء عزلتها، وبحث إمكانية تطبيق برامج المرشحين الذين خرجوا من السباق، لا سيما تلك البرامج الخدمية، فضلًا عن «تجهيز» وجوهٍ نقابيةٍ جديدةٍ للدفع بها في أي انتخاباتٍ مقبلةٍ.


نرشح لك: «ليست حربًا أهلية صحفية».. انتخابات «قلعة الحريات» إلى جولة جديدة من «صراعات المحاور»


أبو السعود محمد، العضو السابق بمجلس نقابة الصحفيين، والمرشح في الانتخابات الحالية لمقعد «تحت السن»، يتفق مع الطرح الخاص بتكوين «جماعة ضغط» يكون هدفها الحصول طوال الوقت على مكاسب للصحفيين، خدمية أو مهنية، ولكنّه يقول إنّه يفضل تسميتها بـ«جمعية عمومية مصغرة» تكون متواصلةً بصورةٍ دائمةٍ مع مجلس النقابة، لأنّ التسمية أحيانًا «تفرق».

ويؤكد المرشح لمقعد «تحت السن» لـ«النبأ» أنّ هذا الاسم يجعل هذه المجموعة غير مثيرة للقلق؛ لأنه من حق عضو الجمعية العمومية أصلًا أن يتابع، وينتقد، ويراقب، ويطرح أفكارًا تفيد العمل النقابي طوال الوقت.

يكشف عن أنّ من أهم المواصفات التي يجب توافرها في المنضمين لهذه المجموعة الاهتمام بالعمل النقابي الحقيقي، وليس الظهور فقط في موسم الانتخابات، وأن يكون المنضم على درايةٍ بقوانين ولوائح النقابة، وكذلك أن يمتلك العضو فضيلة البحث عن النقاط التي قد تكون محل خلافٍ، ولكنها في الوقت نفسه تحرك العمل النقابي إلى الأمام، مشيرًا إلى أهمية التنشئة النقابية التي تحقق كل النقاط السابقة تلقائيًا.

ينوه «محمد» بأن هناك مجموعاتٍ تشبه فكرة جماعة الضغط الدائمة، ومن أهم هذه الكيانات «لجنة الأداء النقابي»، وهي لجنة غير رسمية، تضم مجموعةً من الأعضاء، ولكن أكثرهم ظهورًا الزميل على القماش.

يلفت إلى أنّ هذه اللجنة كانت ترسل تقريرًا شهريًا عن الأداء النقابي ويكون مؤثرًا أحيانًا؛ ويكون نوعًا من الضغط على المجلس.

وعلى الرغم من اتفاقه مع الفكرة العامة لهذا الطرح، إلاّ أن الزميل أبو السعود محمد يؤكد أن هناك عيوبًا لهذه المجموعات، ومنها أنها كانت تظهر فقط لـ«أهداف انتخابية» ثم تختفي بعد الموسم، وكذلك كانت تأخذ «الخط السياسي» فتنحرف عن هدفها الأساسي وهو العمل النقابي الحقيقي، ثم عدم الاجتماعات المتواصلة لهذه المجموعة، أو ملل أعضائها.


يتفق الزميل مساعد الليثي، المرشح في انتخابات التجديد النصفي لمقعد «تحت السن» مع الطرح السابق، ويقول إنّ فكرة جماعة الضغط كانت موجودة طوال الوقت، ولكن تراجعت في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أنه كان شخصيًا وبعض الزملاء يمارسون هذا النوع من الضغط، ويتواجدون في كل الأحداث الخاصة بالنقابة.

ويطالب «الليثي» في حديثه لـ«النبأ» بوجود هذا النموذج الضاغظ، خلال الفترة المقبلة، وتكون مهامه مراقبة المجلس باعتباره عينًا عليها، وكذلك يشارك المرشحون الذين لم يوفقوا ببرامجهم لتنفيذها مع أعضاء المجلس، على أن ينضم لهم زملاء آخرون مهتمون بالعمل النقابي الحقيقي.

يرى المرشح في «انتخابات الصحفيين» أن هذه الجماعة قد تجد معارضةً من المجلس؛ لأنه طول الوقت المجلس يشعر بالضيق من أي تكتل يراقب ويناقش، ويريد أن يكون «سيد قراره»، ولكن هذا التكتل سيكون له ثقل إذا كان يضم أجيالاً نقابيةً متنوعةً، وشريحة أخرى واثقة، مطالبا الجمعية العمومية بالحضور دائما؛ لأنها تساعد المجلس.

وعن فكرة الحضور الدائم للمرشحين في الاهتمام بالشأن النقابي، أكدّ «الليثي» وجود العديد من المرشحين في تلك الانتخابات ممن كانوا متواجدين وفاعلين طوال الوقت، وكذلك يوجد مرشحون لم نرهم إلا وقت الانتخابات.


في السياق عينه، يتحدث وليد صلاح، المرشح في «انتخابات الصحفيين» لمقعد «تحت السن»، عن فكرةٍ أخرى يقول إنّه دائمًا يناقشها مع أعضاء الجمعية العمومية أثناء جولاته الانتخابية، وسيعمل على تنفيذها إذا فاز فى الانتخابات، وهي تلك المتعلقة بضرورة إعادة تشكيل «اللجان النقابية» من جديدٍ، والاستعانة بأهل الخبرة من الزملاء الصحفيين فى هذه اللجان، كلٌ حسب ملفه الصحفي أو مصدره، على أن تكون هذه اللجان فعالةً عن طريق عقد الاجتماعات الشهرية.

يضيف «صلاح» في حديثه لـ«النبأ» أنه يطلب دائمًا من الزملاء عدم قطع صلتهم بنقابتهم، وألا يكون الاهتمام بها فقط في موسم انتخابات التجديد النصفي، لأن أعضاء الجمعية العمومية هم الأصل، وهم الذين ينتخبون زملاء لهم ليكونوا أعضاءً في مجلس نقابة الصحفيين، يتابع: «عضو الجمعية العمومية ليس محاربًا لزميله عضو المجلس، ولكن المفروض التواجد والتحدث دائمًا عن الشأن النقابي وهمومه، وتحويل حالة النشاط إلى حالة دائمة، لأن الانتخابات الهدف منها عودة الروح للجمعية العمومية».

ويشير إلى أنّ فلسفة ما يسمى بـ«تيار الاستقلال النقابي» أصلًا كانت قائمةً على هذه الفكرة التي تعتمد على تواجد لمزيجٍ من أعضاء بمجلس النقابة، وآخرين من الجمعية العمومية، فى النقابة بصورةٍ دائمةٍ؛ لبحث ومناقشة الهموم النقابية، وكيفية طرح المشكلات، وإيجاد سبل حلها، كاشفًا فى الوقت عينه، أنّ هذه الحالة غائبة حاليا لظروف قد تكون خارجةً عن ظروف الناس.

يطالب «صلاح» بصناعة كيانٍ بعيدًا عن المسميات حتى لا يسقط في «فخ التصنيفات»، والجهات المتصارعة طوال الوقت؛ مثل تيار الاستقلال النقابي، جبهة «تصحيح المسار»، ولكن يكون هذا الكيان مهتمًا فقط بالبرامج الانتخابية القابلة للتنفيذ على أرض الواقع سواء كانت لأعضاء داخل مجلس النقابة، أو مرشحين لم يفوزوا في الانتخابات، وبرأيه فإنّ «اللي هدفه خدمة الجمعية العمومية، وإخراج النقابة من النفق المظلم، مش هيفرق معه مين اللى هيشتغل، سواء من جوة المجلس أو خارج».

وفي حالة تكوين «جماعة ضغط» يكون هدفها طوال الوقت البحث عن مصالح لأعضاء الجمعية العمومية، لا يستبعد الزميل وليد صلاح أن تجد هذه الجبهة معارضةً، مبررًا هذا الأمر بقوله: «نحن لا نعيش في المدينة الفاضلة، وهتلاقي انتقادات، وهتلاقي تخوين للصبح، لأن مَنْ ينتقد سيربط بين هذه الجبهات وبين عدم فوز أعضاء منها مثل في الانتخابات، أو أنّ أعضاء منها يستعدون لخوض الانتخابات مستقبلًا».

ويرى أن عملية «تجهيز» أعضاء من هذا الكيان لخوض الانتخابات في المستقبل «حق مشروع»؛ لأنّ الترشح ليس حكرًا على أحد.


لكنّ على القماش، مقرر لجنة الأداء النقابي - جهة غير رسمية - لا يتفق مع الآراء السابقة، ويرى أنّه من الصعوبة عمليًا أن تتكوّن «جماعة ضغط» تبحث طوال الوقت عن مصالح الصحفيين، أو تتحدث عن العمل النقابي الحقيقي، مدللًا على وجهة نظره بقلة المعترضين على تراجع دور النقابة، أو الإخفاقات التي شهدتها السنوات الماضية؛ بل إن البعض يعتبر الانشغال بأحوال المهنة نوعًا من تضييع الوقت، يضيف: «هذه الجماعة تحتاج إلى نفسٍ طويل، وتواجد طول الوقت.. وهذا لن يحدث».

يؤكد «القماش» لـ«النبأ» أنّه قد تظهر جماعات ضغط في موسم انتخابات التجديد النصفي بنقابة الصحفيين؛ ولكن هدف المنضمين لها يكون تحقيق أهداف أو خدمات شخصية، مثل فرصة للعمل فى صحيفة كبرى، أو الانضمام للعمل فى البرامج التليفزيونية، وبالتالي تختفي تلك الجماعات بانتهاء موسم الانتخابات، أو عند عدم الحصول على الخدمات الشخصية المستهدفة.

ويقول مقرر لجنة الأداء النقابي إنه من الصعوبة أيضا الاستفادة من برامج المرشحين الذين خرجوا من سباق الانتخابات؛ لأنهم يربطون بين خدماتهم وعضوية المجلس، حتى لو كانت خدماتٍ بسيطةً في قطاعي «الصحة والتعليم»، لافتا إلى أنّ برامجهم تكون مجرد «وعود فى الهواء»، ولكن الذين يريد خدمة الجمعية العمومية يخدمها من أي موقع.

أما عن لجنة الأداء النقابي، فيكشف القماش أنها تضم «120» عضوًا، وتراقب أداء مجلس النقابة، وأخطاء الصحف والإذاعة، وتعد تقريرًا شهريا منتظمًا، مشيرًا إلى أنه يتحدى أن يوجد كيان بعيد عن لجنة الأداء النقابي منتظم طوال الوقت في إصدار التقارير، والحديث عن مراقبة المجلس.