رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كواليس تحركات الحكومة للفوز بأهم 3 لقاحات مضادة لكورونا قبل شهر يوليو المقبل

لقاح ضد كورونا
لقاح ضد كورونا


تخوض دول العالم سباقا محموما مع شركات الأدوية، في معركة الحصول على اللقاح باعتباره المنقذ من كابوس كورونا، الذي أصاب الحياة على الكرة الأرضية بالشلل، وتسبب في حصد أكثر من مليون ونصف وفاة حتى الآن وإصابة 67 مليون شخص بالإضافة إلى الخسائر المادية والاقتصادية.


وفي ظل الصراع الدولى الملتهب، حول لقاحات كورونا بعدما طرحت روسيا لقاح «سبوتنك ـ 7»، ومن بعده جاءت شركتا «مودرنا» و«فايزر» اللتان المقرر طرحهما خلال 3 أسابيع، فضلا عن اللقاح الصينى الذى تعاقدت عليه أكثر من 15 دولة، يصبح حلم الحصول على اللقاح بالنسبة للدول النامية بينهم مصر يشكل أمرا بالغ الصعوبة، خاصة أننا لا نشكل أولوية بسبب أعداد الإصابات المسجلة القليلة بالنسبة لتلك الدول التى تعلن عن أرقام ضخمة.

وتشير تطورات إنتاج اللقاحات إلى أن بريطانيا، هى أول دولة أوروبية تقر لقاحا لكوفيد-19، وتبدأ تطعيم مواطنيها، فيما تعثرت أستراليا وفرنسا، بسبب عدم قدرة كل منهما على إنتاج لقاح ذي فاعلية مع كبار السن، أما الولايات المتحدة فأجازت هيئتها الرقابية، في وقت قياسي، لقاحا طورته شركتا فايزر وبيونتك للاستخدام في حالات الطوارئ.


وأصدرت الشركتان، ومنافستهما "مودرنا"، بيانات نتائج تجارب تظهر أن فعالية لقاحيهما في منع الإصابة تقدر بنسبة 95 بالمئة في حين قالت أسترازينيكا الشهر الماضي إن لقاحها فعال بنسبة 70 بالمئة في المتوسط.


وستدير وزارة الدفاع الأميركية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها التوزيع في الولايات المتحدة ومن المتوقع تحصين نحو 20 مليون بحلول نهاية هذا العام.

وقال مسؤولو الصحة العامة الأمريكيون إن اللقاحات ستكون متوفرة لأغلب الأمريكيين في الصيدليات والعيادات ومكاتب الأطباء اعتبارا من أبريل، بحيث يكون بإمكان كل من يريد جرعة أخذها بنهاية يونيو.

وتجري دول الاتحاد الأوروبي واليابان وكندا وأستراليا عمليات سريعة لإجازة لقاحات.

وقالت هيئة الرقابة على الأدوية في الاتحاد الأوروبي إنها قد تعطي موافقات تسويقية مشروطة للقاح فايزر بحلول 29 ديسمبر، وستتخذ قرارا بخصوص لقاح مودرنا بحلول 12 يناير.

ومن المقرر أن تصل تلك اللقاحات أولا لكبار السن والأكثر عرضة للإصابة والعاملين في الرعاية الصحية.


وتقول الدول إنها تشتري اللقاحات عن طريق خطة المشتريات المشتركة للمفوضية الأوروبية التي أبرمت صفقات على 6 لقاحات مختلفة، ونحو ملياري جرعة.

وتختلف الجداول الزمنية للتوزيع ولا تزال معظم البلدان تضع خططا لتوزيع وإدارة الجرعات.

فإيطاليا تتوقع الحصول على الجرعات الأولى من لقاح فايزر-بيونتك ولقاح أسترازينيكا أوائل العام المقبل. وتأمل إسبانيا في طرح اللقاح في يناير.

وفي بلغاريا يتوقع أكبر مفتش طبي في البلاد أن تصل أولى شحنات اللقاحات بين مارس وأبريل. وقالت وزارة الخارجية الهنغارية إن الجرعات ستصل في الربيع على أقرب تقدير.

وتتوقع ألمانيا، مقر بيونتك، أن تطرح الجرعات في أوائل 2021، وستقام مراكز تحصين في قاعات العرض وصالات المطارات ومسارح الموسيقى. وستستخدم كذلك فرقا متنقلة للخدمة المنزلية.

الدولة النامية

وأما عن الدول النامية فأنه تمكن مشروع كوفاكس الذي تديره منظمة الصحة العالمية مع مجموعة جافي للقاحات من جمع نحو ملياري دولار.

ويجمع المشروع المال من الدول الغنية والجمعيات غير الهادفة للربح لشراء وتوزيع اللقاحات على عشرات من الدول الأكثر فقرا.

وهدف البرنامج الأول تحصين ثلاثة بالمئة من سكان هذه الدول، وهدفه النهائي الوصول إلى نسبة 20 بالمئة. ووقع المشروع اتفاقا على شراء لقاح أسترازينيكا الذي لا يتطلب التخزين في عبوات خاصة باردة للغاية مثل لقاح فايزر.


وعن كلفته، تفاوض صناع اللقاحات مع الحكومات على أسعار متباينة، لم تعلن كلها، فقد دفعت الحكومات ما بين بضع دولارات لجرعة لقاح أسترازينيكا وما يصل إلى 50 دولارا لجرعتين مطلوبتين للتحصين بلقاح فايزر.

موقف مصر

وتثير السطور السابقة، تساؤلات عدة، حول دور مصر وموقعها في ذلك الماراثون المحموم، الذي يمكن وصفه بأنه حرب عالمية من نوع جديد، فماذا عن توقيت الحصول على الكمية المطلوبة لإنقاذ المصريين من الوباء، بعدما أصبحنا نسجل ما يزيد على 500 حالة يوميا وتوقعات بتسجيل أضعاف هذا الرقم خلال المرحلة المقبلة.

من جانبه، وافق مجلس الوزراء على تفويض وزيرى المالية والصحة والسكان باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير لقاحات فيروس كورونا المستجد، والتعاقد مع التحالف العالمى للقاحات والتحصين "جافى"، لتوفير 20 مليون جرعة من اللقاحات المخصصة لمواجهة فيروس كورونا، مع توجيه المجموعة الطبية للبدء فى التحرك للتجهيز والاتفاق مع شركات أخرى لتأمين عدد أكبر من اللقاحات، والعرض على مجلس الوزراء.

وقال المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن الحكومة كانت سباقة في خطوات الحصول على لقاح ل فيروس كورونا من خلال تفاوض وزارة الصحة، مع التحالف العالمي للقاحات -الذى يقدم المساعدة للدول متوسطة الدخل- لتوفير اللقاحات بسعر يقل كثيرا عن السوق العالمي.

وأضاف، أن أي لقاح ينجح في الحصول على رخصة الطوارئ من منظمة الصحة العالمية سيعتمده التحالف الدولي للقاحات سيجري توفيره على الفور.

وأوضح المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن أول دول العالم ستحصل على لقاح كورونا بحلول مايو 2021، مؤكدا أن مصر من أوائل الدول التى ستحصل على لقاح فيروس كورونا

وأبدت شركة مصر للطيران كامل استعدادها لنقل لقاح كوفيد -19، إلى مصر، مشيرة إلى أن أسطول الشركة جاهز لشحن اللقاح إلى مصر، وإضافة طائرتين من طراز 777 إلى الأسطول لدعمه في مواجهة الطلب على نقل اللقاح.

وأوضح رئيس مجلس إدارة مصر للطير، رشدي زكريا، أن هناك حاويات مبردة سيتم وضع اللقاح بها أثناء نقله إلى مصر؛ للحفاظ على درجة حرارته، مشيرًا أيضًا إلى وجود ساحة مبردة في قرية البضائع بمطار القاهرة، لتخزين اللقاح به لحين توزيعه بالسيارات.


وفي السياق ذاته، قال الدكتور على عوف رئيس الشعبة العامة للأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن الإشكالية تتلخص في أن هناك أكثر من شركة أعلنت عن إتاحتها لقاح كورونا، أبرزهم شركة فايزر ومودرنا وهم السابقون حاليا في خطوات الانتهاء من التجارب السريرية والموافقات ويأتي بعدهم اللقاح الروسى ثم الصينى والذي تتعاون فيه مصر معهم في دراسات مشتركة والنتائج مبشرة حتى الآن.

وأضاف في تصريح خاص لـ"النبأ" أن المشهد الحالي بشأن اللقاحات ليس كاملا، وبالتالي لا تستطيع الدولة الحكم إلا من خلال بحث مدى ملاءمة كل لقاح مع استراتيجية البلد.

وتابع: "التجارب السريرية مع الصين في نهاية المرحلة الثالثة والنتائج الأولية مبشرة، وإذا اصبحت متوافقة مع منظمة الصحة العالمية، والنتائج العالمية فإنه سوف يتم تصنيعه في مصر"، مشيرا إلى أن لقاح فايزر به مشكلة ترتبط بدرجة حرارته والانتقالات اللوجستية الخاصة به وهو ما يستدعى عددا من التجهيزات.

وأضاف: رئيس الجمهورية في خطابه أشار إلى أنه يتوقع وصول اللقاح بنهاية شهر ٦ أو ٧ وهو وقت مناسب.

وتابع: أن وصول اللقاح مبكرا لا يشكل أي قيمة قائلا أننا حاليا داخل الجائحة ونواجه شراسة الموجة الثانية وهو ما يعنى أن التطعيم في الوقت الحالي ليس له أي أهمية، لذا نحن نرى أن التطعيم في بدايات شهر ٧ او ٨ هو الأفضل للاستعداد للموجة الثالثة قبل دخول الشتاء على غرار مصل الإنفلونزا الذي يتم قبل دخول الموسم.


وتابع: أن خوف المواطنين من التطعيم في بعض الدول وراءه عدد من الدعوات المضللة، مشيرا إلى أن المغامرة في عمله بصورة سريعة خاصة أن ظهور الأعراض الجانبية يحتاج لسنوات ولكن نحن نواجه جائحة، لذا فالتجارب العملية هى الحل.
وواصل: نحن أمامنا ثلاثة لقاحات في الوقت الحالي ونرى أفضل الخيارات، هو اللقاح الروسي خاصة أنه لا يحتاج لإجراءات نقل وتخزين، ولكنه يواجه دعاية مضادة بخلاف اللقاحات الأخرى وتشكيك من بعض الدول.


بدوره قال إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن هناك أكثر من طريق لوصول اللقاح لمصر إلى مصر، أولها المبادرة الدولية للتوزيع العادل للقاحات، "كوفاكس" وهى تابعة لمنظمة الصحة العالمية ومصر تعمل معها منذ زمن طويل، وتوفر تلك اللقاحات بسعر مخفض تصل لدولارين للحقنة الواحدة.

وأضاف في تصريح خاص لـ"النبأ" أن هذه المنظمة تقوم بشراء اللقاحات وبيعها للدول، وهى المسؤولة عن التقويم الفنى للقاحات وتقوم بتوزيعها على البلاد المشتركة في المبادرة منهم مصر.

وتابع: "فكرة اختيار اللقاح من كوفاكس غير واردة لأنها توزع حسب المتاح لديها، ولكنها لا تشكل أزمة لأن جميع اللقاحات المعلن عنها حاليا لا يوجد بينهم فروقات في السلامة والفاعلية".

وأشار إلى أن هناك طريقة ثانية وهى الشراء المباشر وهذا يتم عن طريق التعاقد بين الحكومة المتمثلة في وزاة الصحة مع الشركة المنتجة للقاح، من خلال إجراء نية شراء لتقوم هيئة الشراء الموحد والتكنولوجيا الطبية بدورها في التعاقد والشراء لأي مصل أو لقاح سواء كورونا أو غيرها.

وأضاف: "أما الطريقة الثالثة هى التعاقد بين جهتين مصرية ودولة أخرى أجنبية على التصنيع والشراء وهو ما يحدث حاليا بين فاركو المصرية وجملايا شركة الأدوية الروسية وهناك نية للشراء ليكون جاهزا بعد التصنيع بعد 7 شهور أي النصف الثاني لـ2021، وهو نفس الشيء بين فاكسيرا المصرية وكذلك شركة الأدوية الصينية".