رئيس التحرير
خالد مهران

بالأسماء.. خريطة كاملة بـ«شواطئ الموت» فى محافظة الإسكندرية

شاطئ
شاطئ

«الطيب»: شواطئ الإسكندرية تشهد كل عام أكثر من 300 غريق

«عاطف»: يجب الاستعانة بحراسة وقوات نظامية لمنع تسلل «المصطافين»

«عوض»: الشواطئ الصخرية من الأماكن الخطيرة لأن الأمواج تدفع الأشخاص إلى الارتطام بالصخور

«الشاذلى»: هناك مناطق لا تصلح للسباحة بسبب التيارات والدوامات

خلال السنوات الماضية، ابتّلع «شاطئ النخيل» المئات، حتى أُطلق عليه ألقاب كثيرة مثل «شاطئ الموت» و«مثلث برمودا» و«مقبرة المصطافين»، وأغلق عدة مرات، ولكن تتم إعادة فتحه على الرغم من خطورته، واتخذت محافظة الإسكندرية أخيرًا قرارا بإحالة تبعيته لحي العجمي وإغلاقه مع وضع لافتات لمنع تواجد المصطافين عليه حتى وقع الحادث الأخير الذى تسبب فى غرق 12 شخصًا في نفس التوقيت عقب تسللهم إلى المياه في الصباح الباكر، لدرجة أن أسرة الغريق «شادى» لجأت إلى دجال أثناء عملية البحث، وتعرض فرق الإنقاذ للخطر عدة مرات بسبب التيارات في الشاطئ.

وقال الدكتور حسن الطيب، رئيس مجلس إدارة جمعية الإنقاذ البحري، إن شواطئ الإسكندرية تشهد كل عام أكثر من 300 غريق، لافتًا إلى أنّ العدد الحقيقي لحالات الغرق بـ«شاطئ النخيل» لا يقل عن 100 غريق كل موسم يليه بعض شواطئ العجمي والشاطبي وسيدي بشر؛ بسبب الزحام الشديد.

وأضاف «الطيب» أنّ النخيل يحتل المرتبة الأولى من حيث أعداد الغرقى؛ نتيجة لوجود فتحات بين البلوكات ما يتسبب في اندفاع المياه مع وجود دوامات وسحب شديدين، مطالبًا بوصل البلوكات الجانبية بأخرى أمامية حتى تتكون صدادات تحجز الأمواج وقوة اندفاع المياه، وتكوّن ما يُشبه حوض السباحة مع ترك فجوات تجديد المياه الموجودة أسفل البلوكات، مشيرا إلى أنها إيجابية في حال سد المقدمة، ووصل البلوكات ببعضها، لافتًا إلى أن عملية البحث عن الغرقى تحتاج إلى خبرة واسعة، ومعرفة لأنه في الغالب معظم الحالات التي لقيت حتفها بـ«شاطئ النخيل» دفعتهم الأمواج وقوة السحب إلى تلك الفجوات وهي على شكل غرف وبالتالي لا يستطيع الإنسان الخروج منها.

وأوضح أنه في حالات الغرق يجب البحث داخل الفجوات خاصة بعد مرور ثلاثة أيام لأنه من الخطأ البحث في القاع حيث تمتلئ الجثة بالغازات بعد مرور تلك المدة ما يجعلها تنتفخ وتطفو على سطح الماء ويكون وضع الجثة حينها بسقف البلوكات وليس في القاع.

وأشار إلى أن محافظة الإسكندرية متعاقدة مع شركة إنقاذ منذ فترة طويلة، وعلى الرغم من ذلك توجد حالات غرق كثيرة، على مستوى شواطئ الإسكندرية وخاصة النخيل والعجمي، مطالبًا بوجود أكثر من جهة إنقاذ وحراسة للشواطئ؛ لضمان كفاءة العمل وخفض أعداد الغرقى.

وقال العميد طيار إيهاب عاطف، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإنقاذ البحري، إن قرار غلق شاطئ النخيل صدر متأخرا، لافتا إلى أنه كان من المفترض أن يتم وضع حراسة وقوات نظامية لمنع التسلل خاصة وأن الشواطئ خالية بعد إغلاقها بسبب جائحة كورونا ولا يوجد فرق إنقاذ، مشيرًا إلى أن «النخيل» تحديدا يشهد حالات غرق كثيرة بسبب الدوامات والسحب مع وجود الفتحات بين «البلوكات».

فيما أكد الكابتن محمد عوض، خبير الغطس وعضو جمعية الإنقاذ بالإسكندرية ومطروح، أن محافظة الإسكندرية بها عدد من الشواطئ المفتوحة خاصة التي تقع غرب المدينة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع حالات الغرق، ومعظمها في شهر يوليو، والذي يشهد «رياح الملثم» على مدار الثلاثين يومًا.

وأضاف أن معظم حالات الغرق تكون خلال هذا الشهر بسبب «الملثم» التي تستمر من 40 إلى 45 يومًا، منها عدة أيام في نهاية شهر يونيو، وأول أيام أغسطس، وكل شهر يوليو، لافتا إلى أن السباحة في البحر المفتوح بهذه التوقيتات يجب أن تكون بحرص وفي أماكن آمنة تماما وبها فرق إنقاذ.

وقال عضو جمعية الإنقاذ لـ"النبأ" إن الجهة الغربية تمثل بحرًا مفتوحًا ولذلك تعد أخطر الأماكن في الإسكندرية مشددا على أن أخطرها على الإطلاق وبلا منازع هو شاطئ النخيل بسبب البلوكات المتقطعة والتي تؤدي إلى حدوث دوامات وسحب شديدين.

وأشار إلى أن الشواطئ الصخرية تعد هي الأخرى من الأماكن الخطيرة والتي تؤدي إلى حالات غرق لأن الأمواج بها تدفع الأشخاص إلى الارتطام بالصخور، وبالتالي فقد الوعي والغرق الفوري. موضحا أنها متواجدة بداخل المدينة ومنها سيدي بشر "بئر مسعود" وخلف قلعة قايتباي وأبي قير منطقة "البحر المفتوح".

وطالب «عوض» بوجود حل سريع لمشكلة شاطئ النخيل لحين بناء بلوكات متصلة يتمثل في ربط أحبال مثبت بها عوامات ما بين الشاطئ والبلوكات وفيما بين البلوكات وبعضها "الفواصل"؛ لعمل ما يشبه حوض سباحة، وفي حالة الغرق يتشبث الإنسان بها حتى يتم إنقاذه، مؤكدًا أن الجمعية اقترحت على مسئولي الشاطئ المساعدة في تركيب تلك العوامات منذ فترة إلا أن شيئا لم يحدث.

فيما أكد الدكتور أحمد الشاذلي، الأستاذ بقسم علوم البحار كلية العلوم جامعة الاسكندرية، أن هناك مناطق لا تصلح للسباحة بسبب التيارات والدوامات وبالتالي فإن السبب الرئيسي في مشكلة شاطئ النخيل هي الدوامات الكثيرة إضافة للتيارات البحرية، لافتا إلى أن البلوكات التي تم وضعها بالمكان أثرت على الشكل الطبيعي للتيارات البحرية، وأصابت المكان بالخلل. 

وأشار «الشاذلي» إلى أن «البلوكات» أو الحمايات لها دور هام بالنسبة للشاطئ فقط؛ لأنها تقوم بحمايته من التآكل وارتفاع مستوى البحر لكنها في نفس الوقت تغير اتجاه حركة التيار، لذلك فإن الحل هو عدم وجود أنشطة سباحة أو غوص في المكان، إلا بعد حل المشكلة بشكل علمي من خلال خبراء من حماية الشواطئ وكلية الهندسة لأنه من الصعب التحكم في التيار أو معرفة اتجاهه إلا من خلال عمل نموذج وتخيل شكل تلك التيارات لصنع حمايات تكون شبه مغلقة مثل الموجودة بقرى الساحل الشمالي لافتا إلى أن الحل العملي حاليا لحين الوصول لذلك هو منع نزول المواطنين للمياه لأن «النخيل» هو بالفعل أخطر شواطئ الإسكندرية.

وقال الدكتور الشاذلي إن أكثر الأماكن خطورة بشواطئ الإسكندرية هي القريبة من منطقة النخيل بسبب التيارات مثل «أبو تلات» موضحا أنه كلما ابتعدنا عن الشاطئ كلما قلت الخطورة؛ لأن الحمايات الموجودة تؤثر على الشاطئ والأماكن المحيطة به أيضا، وبالتالي فإن اختلال التوازن البيني في تلك المنطقة، جاء بسبب اختلاف حركة «التيار».

وتابع الشاذلي: «أي تدخل من الإنسان في الطبيعة يكون له تأثير لأن الردم في منطقة يصاحبه نحر في منطقة أخرى، وعليه فإن التطوير ليس بالشيء السيئ إذا ما تم بشكل علمي من خلال خبراء».