رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار اشتعال الغضب ضد الحكومة فى «أيام الرعب»

طارق شوقي
طارق شوقي

حالةٌ من الغموض والحيرة تضرب الأسر المصرية؛ خوفًا على مستقبل أبنائهم هذا العام، عقب قرار تعليق الدراسة وإلغاء امتحانات نهاية العام للطلاب من الرابع الابتدائي حتى الثاني الإعدادي، فضلًا عن وجود «تخبط» في قرارات وزارة التربية والتعليم حتى الآن بخصوص التعليم عن بعد الذى أعلن عنه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، ومشروع بحوث التخرج للطلاب بعد إلغاء الامتحانات. 


ومنذ الثامن من مارس وقرار تعليق الدراسة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، خرجت مئات التصريحات من جانب طارق شوقي عن نظام التعليم عن بعد، وكيف سيكون بديلا قويا لتكملة الدروس وشرح المناهج للطلاب، بعد تمسك الوزارة بعدم الحذف.


ومن ضمن التصريحات التي أطلقها «شوقي» بخصوص التعليم أنه «بالنسبة للمعلمين.. سيقوم كل معلم بالتواصل مع طلابه من خلال أحد تطبيقات التواصل والتعلم عن بعد، على أن يقوم أخصائي التكنولوجيا بالمدرسة بتقديم الدعم التقني لمساعدة المعلم في تكوين مجموعات تضم طلاب الصفوف التي يقوم المعلم بتدريسها وفق الخطة الرسمية، على أن يكون مدير المدرسة وموجه المادة ضمن تلك المجموعات»، مشيرًا إلى أنه «يكون مدير المدرسة مسئولا مسئولية تامة نحو التأكد من التحاق كل تلميذ بالمجموعات التي يتم تنظيمها من قبل معلمي الصف، ويتخذ من التدابير ما يضمن تحقيق ذلك».


وأضاف الوزير أنه «يتم إعداد جدول زمني معلن بالمدرسة للفترات التي يقوم فيها المعلم بتقديم الإرشادات لطلابه، والرد على استفساراتهم سواء المباشرة أو غير المباشرة عبر التطبيق الإلكتروني»، مشيرًا إلى أنه «يتم إعداد مسابقة على مستوى كل مديرية تعليمية، ثم على مستوى الجمهورية لاختيار أفضل معلم في ممارسته التدريسية من خلال التطبيق الإلكتروني، على أن تخصص للمعلمين الفائزين جوائز قيمة».


وتابع: «بالنسبة إلى الإدارة المدرسية فتتولى إدارة المدرسة متابعة تنفيذ تعليمات وزارة التربية والتعليم الخاصة بنظام التعليم عن بُعد بكل دقة مع إعداد تقرير أسبوعي عن سير كل مادة دراسية وإرسالها إلى الموجه العام، لعرضها على مدير عام تنمية المادة المختص بوزارة التربية والتعليم».


تلى تلك التصريحات، حديث آخر عن تفاصيل المشروعات البحثية التى سيقدمها الطالب لتكون بديلا لامتحانات آخر العام، إلا أن المفاجأة أن كل تلك التصريحات كانت مجرد كلام، فحتى وقتنا هذا لم يتم تنفيذ أى من هذا الكلام على أرض الواقع، والطلاب في البيوت في إجازة بدون دراسة، المفاجأة الأخرى أن المدارس خالية من المدرسين بعد حصول أصحاب الأمراض والحوامل ومن يعول أطفالًا صغارًا على إجازة، وبالتالى حديث الوزير عن تواصل الطلاب مع المدرسين غير حقيقي.


الفشل في تطبيق منظومة التعليم عن بعد حتى الآن جاء في تصريحات وزير التربية والتعليم نفسه، حيث أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أنّ كل ما ينشر عبر صفحات السوشيال ميديا من معلومات أو اجتهادات بشأن مشاريع صفوف النقل لا أساس له من الصحة.


وأضاف «شوقي» خلال منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن الوزارة ستعلن كل التفاصيل الخاصة بالبحث أو المشروع المطلوب من الطلاب من الصف الثالث الابتدائي حتى الثاني الإعدادي.


كما أكد الدكتور طارق شوقى، أنّه تم الاتفاق مع الهيئة الوطنية للإعلام على إعداد دروس تحت إشراف الوزارة للثانوية العامة، وستقدم هذه الدروس بجودة عالية على القنوات التعليمية فى أقرب فرصة، إضافة إلى تقديم نفس الخدمة لطلاب الشهادة الإعدادية وسنوات النقل.


جاء ذلك ردا على استفسارات بعض طلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم على صفحته الشخصية، فى ظل ظروف تعطيل الدراسة بالمدارس وإغلاق مراكز الدروس الخصوصية.


وأضاف «شوقي» أن الوزارة وفرت مكتبة إلكترونية بجانب بنك المعرفة المصري "EKB" لمساعدة أبنائنا الطلاب على المذاكرة تضم مختلف المناهج الدراسية الكاملة للصفوف بداية من رياض الأطفال (kg) وصولًا إلى المرحلة الثانوية باللغتين العربية والإنجليزية.


وتابع: «هذا الموقع يضم محتوى علميًا رقميًا هائلًا لكافة المراحل التعليمية، فضلًا عن استخدام الوسائط المتعددة فيديو، صور، أفلام وثائقية لشرح الدروس المختلفة، فضًلا عن إتاحة حوالي أكثر من 80 قاموسًا ومعجمًا للاستخدام، وكتب موسوعة الفراشة، كما يوجد أيضًا محتوى متعدد التخصصات لسنوات ونظام التعليم الجديد (2.0)».


ولكن وفقًا لتأكيدات الطلاب وأولياء الأمور، فإن الروابط التى أعلنت عنها الوزارة «غير فعالة»، ومن الصعب الدخول عليها حتى الآن، المفاجأة أن الوزارة وفي إطار البحث عن «الشو الإعلامي»، تحدثت عن توفير بديل للطلاب يشبه «فيس بوك» للتعلم عن بعد، ولكن حتى الآن أيضا لم ينفذ على أرض الواقع. 


الحديث عن فشل منظومة التعليم عن بعض حتى الآن بالتربية والتعليم، كان سببا مباشرا في تدخل لجنة التعليم بالبرلمان، وطالب مصطفى كمال عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، وزير التربية والتعليم طارق شوقي بتوضيح كامل لموقف المناطق التي لا يوجد بها إنترنت للطلاب بعد قراراته بالنسبة لتوفير منصة إلكترونية للتواصل بين الطلاب والمعلمين خلال الفترة المقبلة.


وقال «كمال» إنّ هناك مجموعة كبيرة من الطلاب ليس لديهم إمكانيات لاستخدام الإنترنت والتعليم عن بعد ولا بد من توضيح رؤية الوزارة حيال هؤلاء الطلاب إضافة إلى توضيح كامل بخصوص المدارس التي لا يوجد بها بنية تحتية لاستخدام الإنترنت للتواصل المعلمين مع الطلاب.


وأشار عضو لجنة التعليم والبحث العلمي إلى أن ضرورة اختصار المناهج والفترة الدراسية في الترم الثاني بعد قرار رئيس الجمهورية بتعليق الدراسة أسبوعين، لتكون شهر فقط يتعلم فيها الطلاب المرحلة المراحل الثانوية أبرز الدروس المهمة بشكل مختصر وتكون الامتحانات في هذه الدروس فقط، متابعًا: "هذه الفترة تعتبر ظرفًا طارئًا وينبغي أن نبحث عن بدائل مناسبة للحفاظ على صحة أبنائنا".


وأكد عضو مجلس النواب، أن الوزارة تبحث عن «الشو الإعلامي» فقط، بعيدًا عن أرض الواقع، متحديًا قدرة الوزارة على تنفيذ فكرة المشروعات البحثية على طلاب النقل بعد إلغاء امتحاناتهم؛ نظرا لصعوبة التواصل بين الطلاب والمدارس في ظل تعليق الدراسة، وفقدان معظم المدارس المرحلة الابتدائية والإعدادية لتوصيل شبكات الإنترنت.


في الوقت نفسه، أكد "م.أ" مدرس لغة عربية بالمرحلة الإعدادية، أنه حتى الآن المدارس في إجازة تامة منذ تعليق الدراسة، والجميع لا يعرف شيئا عن طرق التعليم عن بعد التي أعلنت عنها الوزارة حتى الآن، فلم يتم التواصل مع الطلاب في منازلهم، وكل ما حدث أن بعض المدارس قامت بتنزيل مناهج شهر إبريل ومارس على صفحاتها على «فيس بوك» فقط مع شرح بسيط لمدة عشر دقائق للدرس الواحد بعضها بالفيديوهات والأخرى بالكتابة فقط.


وأضاف أن الكثير من المدارس غير متوفر بداخلها شبكات إنترنت، للتواصل مع الطلاب عبر التعليم عن بعد، وبالتالي فإن حديث الوزير عن المشروعات البحثية سوف يكون حبرًا على ورق فقط، وسيلجأ إلى إلغائها أو تطبيقا بشكل عشوائي.


وأضاف أن معظم المدرسين بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية لم يتم تدريبهم على منظومة التعليم عن بعد من أجل تطبيقها في الوقت الحالي.


في السياق ذاته قال الدكتور محمد منصور، أستاذ المناهج جامعة الأزهر، إن فكر التعليم عن بعد ناجح بكل المقاييس لو نفذ بالشكل السليم، وقد تكون تلك الطريقة مفيدة جدا للطلاب، ولكن في الوقت الراهن، الدولة والتعليم غير مستعدة للتنفيذ على أرض الواقع، فالأمر يحتاج إلى تدريب عملي لجميع فئات التعليم في مصر من معلمين وطلاب على المنظومة الجديدة، بجانب ضرورة توفير الوسائل التعليمية والاتصالية لنجاح منظومة التعليم عن بعد وهذا الأمر غير متوفر سوى في 20 % فقط في مدارس المراحل الابتدائية والإعدادية في مصر.


وأكد أن حديث التربية والتعليم عن منظومة التعليم عن بعد مجرد كلام فقط على الورق بعيدا كل البعد عن التطبيق العملي، ومن الممكن تطبيق هذا الأمر من العام المقبل، بعد تدريب العاملين على تلك المنظومة جيدا.