«الأغنية الشعبية» وراء حرب تكسير العظام بين «العندليب» ومحمد رشدى

كان للمطرب الكبير عبد الحليم حافظ معاركٌ فنيةٌ كثيرة لعل أبرزها عند الناس تلك المتعلقة بصراعه مع فريد الأطرش، ولكن كانت هناك معركة فنية أشهر وأشرس منها، كانت بين عبد الحليم حافظ ضد ملك الأغنية الشعبية محمد رشدى.
بدأ الصراع بعد النجاح المدوي لـ«رشدي» مع بليغ حمدى والأبنودي في أغنية «عدوية» التى حققت نجاحا أسطوريا بعد أن وصلت مبيعاتها في عام واحد إلى نصف مليون أسطوانة.
وكرد على هذا النجاح، قرر «العندليب» الدخول لعالم الأغنية الشعبية فقام بتجريده من أهم أسلحته وهما بليغ والأبنودى حتى يجهز عليه تماما، ما تسبب لمحمد رشدي في اكتئاب حاد وفكر جديا في رفع الراية البيضاء فى وجه «عبد الحليم».
حتى نصحه صديق له بملحن مغمور اسمه حلمى بكر لتتبقى فقط معضلة الكلمات، فلجأ حلمى بكر لحلاق يهوى كتابة الأشعار اسمه حسن أبو عتمان والذى قدم لهم أغنية «عرباوى»، لم يكن رشدى متفائلا وظل القلق يعتصره حتى صعقه النجاح المدوى لهذه الأغنية لدرجة أنه طلب منه جمهور الحفل إعادتها 16 مرة لتعلن عرباوى عن رشدى مقاتلا شرسا ومنافسًا لا يستهان به.
بعدها قرر «رشدى» للمرة الأولى والأخيرة ضرب «عبد الحليم» بعد علمه بغنائه لأغنية: «أنا كل ما أقول التوبة»، فسبقه رشدى وقدم أغنية «يا حسن يا مغنواتى» والتى تبدأ بنفس الكوبليه.
فثارت ثائرة عبد الحليم الذى اعتبر رشدى يريد حرق أغنيته، فطلب من الإذاعة منعها فمنعت بالفعل، وحتى يتجنب العندليب مباغاتات رشدى كان يصر على سفره معه لحفلاته في المغرب، وإعطائه الأجر الذي يريده، والذى اعتقد رشدى بسذاجة أنها حبٌ فيه حتى صارحه بليغ حمدى بأنه ما يفعل ذلك إلا ليتجنب مباغتة «رشدي» له بأغنية جديدة.
وبرغم كل الضربات التي تلقاها «رشدى» من «عبد الحليم» إلا أنه كتب في مذكراته واصفا منافستهما قائلا: «كنت الأول فى اللون الشعبى لكن عبد الحليم كان الأول في القيمة».
فى السبعينيات بدأت تخمد نار الصراع مع ابتعاد عبد الحليم عن اللون الشعبي، ولأن المنافسة دائما تقوى أطرافها، فبأنتهائها أصاب رشدى الوهن والضعف الفنى مع ظهور أحمد عدوية الذى حول دفة الغناء الشعبى فظل رشدى حبيس عدوية ووهيبة وعرباوى فيما كانت الناس تردد "كركشنجى" و"حبة فوق وحبة تحت".