رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سر التخوف من «مشروع الضبعة» بعد الانفجار النووى فى روسيا

مشروع الضبعة
مشروع الضبعة


أثار الانفجار النووي في قاعدة تجارب صواريخ في روسيا مخاوف لدى المصريين، وخاصة أن شركة روساتوم المسؤولة عن الانفجار هي ذاتها التي تنشئ أول محطة طاقة نووية في مصر.


وحاولت السلطات الروسية التعتيم على الخبر إلا أنها اضطرت إلى الاعتراف بعد كثير من التردد بأن الانفجار الذى وقع يحمل طابعا نوويا ووقع خلال القيام بتجربة محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل، وأكدت روساتوم أن موظفيها كانوا يقدمون الدعم الهندسى والتقنى المتعلق بالوقود المستخدم فى محرك الصواريخ.


منذ وقوع الانفجار النووي بروسيا، قامت الدنيا ولم تقعد في مصر بعد ربط الانفجار الروسي بمفاعل الضبعة النووي الذي ستقوم روسيا بإنشائه، والذى أشعل التساؤلات عن ما هي علاقة مفاعل الضبعة بانفجار روسيا النووي؟ وما هي معدلات الأمان المتوفرة في مفاعل الضبعة النووي؟


وتساءل مصريون عما إذا كان التاريخ سيعيد نفسه، عندما علقت مصر إجراءات إقامة محطة نووية لإنتاج الكهرباء في منطقة الضبعة ذاتها، بعد كارثة تشيرنوبيل النووية في العام 1986، بعد أن كانت مصر قد بدأت في إنشائها في مطلع ثمانينيات القرن الماضي.


من جانه أكد الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء، أن الوزارة لديها كل الاحتياطات اللازمة للتعامل مع أي مخاطر تنتج عن الإشعاع النووي حال وصول أى نسب ولو كانت ضئيلة من انفجار روسيا الأخير.


وأضاف حمزة، أن هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تعمل على مدار 24 ساعة لرصد أي إشعاعات نووية، سواء في الهواء أو التربة أو الماء، بالإضافة إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأجهزة الرصد الدولية البالغة نحو 337 محطة رصد على مستوى العالم.


وأشار إلى أن هيئة الطاقة الذرية هي الجهة المنوط بها التعامل مع أى نسبة إشعاعات حال رصدها؛ لأنها تمتلك الأجهزة اللازمة لذلك، كما يتم تدريب الكوادر بشكل مستمر على التعامل مع مثل تلك الحالات، مؤكدًا استحالة حدوث تسرب إشعاعي أو نووي بمحطة الضبعة بعد تشيغلها لأنها تتمتع بكل عوامل الأمان.


بدوره أكد الدكتور كريم الأدهم، المتحدث باسم هيئة الأمان النووى، أن الانفجار الذى حدث فى روسيا خلال الأيام الماضية ليس له علاقة بالمفاعلات، لكن ما حدث هو أن وقود الصواريخ يستخدمون به مصدرا مشعا وذلك لتسخين الوقود وحصل أن الوقود السائل حدث به الحريق أو الانفجار، وتسبب احتواؤه على مصدر مشع فى زيادة الإشعاع فى المكان.


وأضاف أن المحطة التى يتم إنشاؤها حاليًا فى الضبعة هى من الجيل الثالث المتطور، حيث تتخذ أعلى معدلات الأمان فى العالم وأكثر من ذلك فهناك معامل يسمى «أمان ذاتى» بحيث إن المفاعل نفسه يحاول أن يعدل من نفسه أو يصلح نفسه لو حدث شىء، إذن ليس هناك مخاوف على الإطلاق، وبالنسبة للمنشآت العسكرية فهى لها أوضاعها الخاصة والحالة الوحيدة التى حدثت هى تشرنوبل وتصميمها لم يعد موجودا.


فيما يقول رئيس هيئة المحطات النووية، الدكتور أمجد الوكيل، إنه لايوجد علاقة بين الحادث الذي وقع في روسيا وبين مشروع الضبعة النووي؛ موضحا أن الأول كان انفجارا خلال تجربة أحد الصواريخ التي تعمل بالوقود النووي، بينما المحطات النووية عمومًا، ومن بينها المحطة الجاري إقامتها بالضبعة، واحدة من التطبيقات السلمية، والتي تتميَّز بأنظمة أمان عالية.


وأشار الوكيل إلى أن محطة الضبعة «من الجيل الثالث المتطور، وسيكون لها مبنى احتواء مزدوج يستطيع تحمل اصطدام طائرة تزن 400 طن محملة بالوقود وتطير بسرعة 150 مترًا في الثانية، كما يتحمل المفاعل عجلة زلزالية قيمتها 0.3 عجلة الجاذبية الأرضية، كما تتحمَّل تسونامي حتى 14 مترًا، فضلا عن قدرتها على الإطفاء الآمن التلقائي دون تدخل العنصر البشري، وستزود بمصيدة قلب المفاعل حال انصهاره، وهو الأمر الذي لا تتعدى احتمالية حدوثه واحد على 10 ملايين مفاعل سنة».


وأوضح أن عدة أسباب لاختيار الجانب الروسي لتنفيذ المشروع النووي فى مصر منها: أن العرض الروسي هو الأفضل فنيا وماليا، كما أن موسكو الوحيدة القادرة تكنولوجيا على تصنيع كامل مكونات المحطة النووية دون الاستيراد، فضلًا عن كون «روس آتوم» شركة رائدة عالميا، وتمتلك خبرات كبيرة في هذا المجال.