رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الهند.. العملاق الصاعد «3»

أحمد عز العرب
أحمد عز العرب



بينما يدرس الرئيس وفريق عمله موضوع صعود الهند يجب عليهم أن يعيدوا صياغة العلاقات الأمريكية الهندية على نحو يفضل فيه حل الخلافات القائمة مع قوة تضع استقلال قرارها فوق كل اعتبار، ويجب عليهم حل موضوع عدم كفاية تمثيل الهند في المؤسسات الدولية الحاكمة عن طريق مساندة عضوية الهند في هذه المؤسسات وإعطاء الهند مكانًا حول المنضدة الكبرى التي طال حرمانها منه.


إن العمل مع هند صاعدة لن يكون دائمًا أمرًا سهلًا، فالهند تظل مدافعه بعنف عن استقلال سياستها وترفض الأحلاف الرسمية، وتظل دائمًا راغبة في كسر التوافق الدولي كما فعلت في أكثر الحالات وضوحًا في المفاوضات التجارية.



يمكن أن تكون الهند شريكًا قريبًا في دفاع مشترك ولكن ليس بالصيغة المتبعة في معظم أحلاف أمريكا، إن الهند تريد علاقات تجارية واقتصادية أفضل، ولكن لن يكون من السهل لأمريكا إقناعها بفتح أسواقها لمزيد من التغلغل الأمريكي، ومع ذلك فكلا الحزبين اللذين يتبادلان الحكم في أمريكا وهما الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي قد أعطيا أولوية لعلاقات أقوى مع الهند معتبرين بحث أن علاقة أقرب مع الهند هو نوع من تأييد أهمية الديمقراطية ورهان على ازدهار واستقرار في أسيا.


الازدهار والقوة:


كما هو الحال مع الصين فإن الاقتصاد كان مركز التحول العالمي للهند، وبينما يدرك الكثيرون خارج الهند الإمكانات الهائلة للهند فقليلون هم من يدرك أن الاقتصاد الهندي الذي يزيد حجمه عن تريليونين من الدلوارات سنويًا بسعر الصرف الحالي قد فاق حجم الاقتصادين الكندي والإيطالي (وكلاهما عضو في مجموعة السبعة الكبار) وتتوقع الحكومة الأمريكية أن الهند ستصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2029 ولا يفوقها إلا الصين وأمريكا في حجم الاقتصاد.



إن التباطؤ الاقتصادي في الصين والتناقضات في كل من البرازيل وروسيا قد زاد من حصة الهند في الإنتاج الكلي العالمي بمقياس القوة الشرائية للدولة التي يتنبأ صندوق النقد الدولي زيادة حكم النمو الاقتصادي الهندي عن 8٪ سنويًا بحلول عام 2020 ما يفوق معدل النمو الاقتصادي الياباني عام 1995 ومعدل النمو الصيني عام 2000، فإذا كان العالم بصفة عامة لم يرى الهند الآن بهذا الحجم الاقتصادي فإن رؤساء الشركات حول العالم يرون هذه القوة الاقتصادية الهندية.



دراسة أجرتها عام 2016 مؤسسة «kpmg» المعروفة كانت نتيجتها أن الهند قد ارتفعت أربع درجات لتصبح اختيارها الأول لفرص النمو الاقتصادي خلال الثلاث سنوات القادمة.



إن حجم الهند وحده وديمغرافية الشباب فيها تقدمان إمكانيات نمو اقتصادي ضخم، وطبقًا لتقديرات الأمم المتحدة فإن الهند ستتفوق على الصين كأكبر حجم سكاني في دولة في العالم حوالي عام 2024.



إن حجم العمالة الضخم في الهند سيتميز بعمالة شبابية ستستمر في النمو حتى عام 2050، بينما سيتراوح سن العمالة في اليابان والصين وغرب أوروبا حول 53 سنة لليابان و50 سنة للصين و47 سنة لغرب أوروبا في حين سيكون سن العمالة في الهند 37 سنة.