رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالصور| مياه غير صالحة وكهرباء متهالكة ووحدة صحية فارغة.. الموت يهدد أهالي نجع المناصرة في قنا يوميًا

الطريق المؤدي للقرية
الطريق المؤدي للقرية

«محرومين من الخدمات الأساسية في قريتنا وحياتنا تتعرض للموت كل يوم»، هذا هو لسان حال أهالي قرية المناصرة بنجع حمادي التابعة لمجلس قروي غرب بهجور والتي تقع بالجبل الغربي لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، ويقطنها أكتر من 40 ألف نسمة.

وتتمثل مشاكل أهالي «المناصرة»، في 4 أزمات أساسية نسردها خلال السطور التالية على لسان أصحابها، وهي:

1- المداخل والطرق المؤدية لـ«المناصرة»

قرية المناصرة لها مدخلين، أحدهما وهو الأقرب لها هو الطريق الذي يبدأ من البراهمة بعد الكوبري الذي يؤدي إلى مصنع وشركة السكر بنجع حمادي، وهو غير ممهد على الإطلاق للسير عليه وتملأ تلال القمامة جنباته، وهذا الطريق يعرف بطريق «المناصرة البراهمة».

أما الطريق الآخر فهو طويل والسير فيه غير آمن، وهو طريق من الناحية القبلية يمر بجبانة النصارى والمسلمين ثم عزبة الأمير ويوصل للألمونيوم.

وصدر لطريق «المناصرة البراهمة» قرارًا برصفه في عام 2005، ولكن وقعت خلافات بين أهالي قريتي المناصرة والبراهمة فلم يتم الرصف، حتى تدخل رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي السابق، ووضع تفهمات الصلح، ثم صدر قرار آخر برصف الطريق في عام 2016 ، إلا أن أعمال الرصف لم تتعد 320 مترًا فقط من الطريق البالغ طوله نحو 3 كيلو متر.

وتمثل أعمال الرصف للطريق أهمية بالغة، حيث إنها تربط القرية بالمدينة مثل باقي القرى بنجع حمادي، إلى جانب أن هذا الطريق يخدم قرى أخرى غير «المناصرة»، ومنها: «دير العجايبي» و«عزبة عوض» و«العطاشات»، وغيرها، فضلا عن أن هذا الطريق موضوع على الخريطة الرسمية من 1970، ما يؤكد أهميته وضرورة استكمال عملية الرصف المعطلة منذ أكثر من 11 عامًا، حسبما أوضح أهالي القرية.

من جانبه، قال «أحمد عبود»، أحد أهالي قرية المناصرة، لـ«النبأ»، إن الطريق الآخر للقرية يشكل خطورة بالغة على حياة المواطنين المارين به،  حيث يعد مأوى وملجأ لبعض الخارجين عن القانون من البلطجية وقطاع الطرق، نظرا ً لبعده عن المساكن إذ إنه يبدأ من المناصرة ويمر بزراعات القصب وترعة موازية للطريق لمسافة طويله قدرها 2500 كيلو متر تقريبا.

وأشار «عبود»، إلى أن أحد كبار السن كان قادمًا من مكتب البريد في إحدى القرى القريبة مع زوجته، وتعرض للسرقة بالإكراه في هذا الطريق وتمكن أهالي القرية من القبض على اللصوص وتسليمهم للجهات الأمنية وتحرر محضر بالواقعة، موضحًا أن الأمر لا يقف عند هذا الحد حيث أصيبت فتاة بلدغة ثعبان أثناء مرورها بهذا الطريق وتوفيت بسبب تأخر قدوم سيارة الإسعاف لنقلها إلى مستشفى نجع حمادي العام، بعد رفض السائقين عبور الطريق من وإلى القرية.

وأضاف «عبود»، أن تلاميذ القرية يذهبون إلى مدارسهم سيرًا على الأقدام بسبب رفض سائقي السيارات الدخول إلى القرية، وخوفهم على سياراتهم من التلف لسوء طريق «المناصرة البراهمة» الذي ما زال على حاله منذ وضع التربة الزلطية فيه، ولقلة المواصلات، مشيرا إلى أن الطريق يحتاج لـ70 عمود إنارة بالتقريب حسب مقايسة المجلس القروي لإنارته، وأن رئيس مجلس القروي الغربي بهجورة أوضح لأهالي القرية بأن موضوع إنارة الطريق موضوع في الخطة القادمة لأنه يحتاج لمحمول كهربائي مخصوص.

وأكد «أحمد عبود»، أن أهالي القرية قدموا طلبات بشأن طريق «المناصرة البراهمة» للنائب البرلماني ماجد طوبيا أثناء زيارته للقرية مرتين، كما قدموا عدة طلبات في السابق لمختلف الجهات المعنية لرصف الطريق وإنارته، لافتًا إلى أنه حتى الآن لم يتم الاستجابة للمطالب المقدمة، وأنه فى كل مرة يتم عرض المشكلة على المسئولين يكون ردهم أنه لا يوجود اعتماد مالي لإنارة الطريق في الوقت الحالي.

2- وحدة صحية خالية من الأدوية والأطباء

على الجانب الآخر، قال أحمد أبو جبيلي، أحد أهالي المناصرة، إن مشكلة قريتنا لا تتوقف فقط على رصف طريق «المناصرة البراهمة»، مشيرا إلى أن هناك أزمة أخرى لا تقل خطورة تتمثل في أن الوحدة الصحية بالقرية عبارة عن مبنى وجدران وليس له أي فائدة تذكر، فلا يوجد بها أطباء ولا دواء، رغم بعد القرية عن المستشفى العام التابعة للمركز بأكثر من 15 كيلو متر، بجانب وقوع القرية في الجبل الذي تكثر فيه بطبيعة الحال الحشرات الضارة من عقارب وأفاعي وغيرها من الحيوانات التي تهاجم المواطنين بين الحين والآخر.

3- انقطاع متكرر للمياه وعدم صلاحيتها لـ«الشرب»
أما الأزمة الثالثة التي يعاني منها أهالي «المناصرة» فتتمثل في الانقطاع المتكرر للمياه، حيث إن الشبكة الحالية للمياه بالقرية متهالكة وضغط المياه ضعيف، كما أنها غير صالحة للاستخدام الآدمي، وذلك وفقا لما قاله طارق صابر عثمان، أحد شباب القرية، والذي أكد أن الأهالي قدموا مذكرة إلى المهندس رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بقنا بشأن مشكلة الانقطاع المتكرر لمياه الشرب وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي ، لأن الشبكة من السبعينيات من مادة الأسبستوس المضرة بالصحة والمحرمة دوليا.

وأوضح «عثمان»، أنه تمت معاينة شبكة المياه من قبل لجنة المشروعات وإدراجها ضمن الخطة في شهر فبراير 2019، إلا إنه لم يتم اتخاذ أي إجراء حتى الآن حيالها، مطالبين رئيس الشركة بتوفير ميزانية خاصة لهذه الخطة، حيث إن القرية تحتاج ما بين 6 إلى 7 كيلو متر من المواسير.

4- حرائق بسبب أسلاك الكهرباء الهوائية المتهالكة
وأضاف طارق عثمان، أن مشاكل القرية لم تنته عند هذا الحد، حيث إن قرية المناصرة تعتمد على أسلاك الضغط العالي للكهرباء الجهد المتوسط 35 التابعة لهندسة كهرباء جنوب وشمال نجع حمادي، وهي أسلاك هوائية متهالكة تم تركيبها منذ فترة طويلة وأصبحت تمثل خطورة داهمة لأنها تتساقط على الأرض من حين لآخر وتمر بزراعات القصب وسبق وأن تسببت في عدة حرائق أدت إلى إتلاف المحصول القومي ومصدر رزق المزارعين.

وأكد «عثمان»، أن أهالي القرية قدموا مذكرة إلى المهندس رئيس شركة مصر العليا للكهرباء والطاقة المتجددة بأسوان، بخصوص الموافقة على استبدال أسلاك الضغط العالي للكهرباء الجهد المتوسط 35 التابعة لهندسة كهرباء جنوب وشمال نجع حمادي، لافتين إلى أن هذه الأسلاك مأخوذة من محطة 500 مرورا ًبزراعات غرب قرية «هو» وتنتهى بقرية المناصرة وتمر بآلاف الأفدنة الزراعية المنزرعة بمحصول القصب.

وطالب أهالي «المناصرة» محافظ قنا بالنزول إلى قريتهم، ورؤية مشاكلهم على أرض الواقع، واتخاذ اللازم حيالها.