رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

شبابك يا مصر «عجز» بدرى ليه؟!

النبأ


كان «الرجل السبعيني» يقف فى ميدان مزدحم يضج بالحركة وسط أصوات تتعالى من جميع الاتجاهات، لم يهتم بها، لكنّ تركيزه كله كان منصبًا على الشباب المارين أمامه، ارتّسمت علامات الدهشة على وجهه، بسبب ما يراه فى تلك «الكتل الخاملة»، فالبرغم من أنهم فى مقتبل العمر، إلا أن وجوههم فاترة «مطفية»، عروقهم نافرة، ظهرت عليهم مبكرًا تقوسات وانحناءات فى الظهر والأكتاف، ضحك الرجل باستغراب مرددًا: «شبابنا عجز بدري».


يُلخص المشهد السابق أزمة خطيرة تضرب مصر حاليًا، فالمشكلات التى يعانى منها الشباب مثل «البطالة» والسقوط فى «فخ» الإدمان، والعادات السيئة، والتفكك الأسرى، كانت عوامل كافية لأن يُصاب الشباب بـ«العجز» مبكرًا.


فى هذا الملف، يتحدث خبراء عن العوامل التي كانت سببًا فى ظهور «الشيب» مبكرًا على شباب مصر.

 

خريطة التغييرات الحادثة بالأسرة

وقالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بـ«جامعة عين شمس»، إنّ للأسرة دورًا كبيرًا في هذا الأمر فهي تقوم بوظائف عدة منها تنشئة اجتماعية وتربوية ووظيفة اقتصادية بتوفير الحياة الاقتصادية للأسرة بجانب الاستثمار البشري وأيضا لها وظيفة نفسية ووظيفة ثقافية بدعم العادات والتقاليد والقيم الثقافية ونقل المحتوى الثقافي من المجتمع للأبناء، بالإضافة لوظيفة هامة للغاية وهى إمداد المجتمع بالعنصر البشري المتميز.


وأضافت أنه من يُحلل ما حدث للأسرة منذ أربعين عامًا مضت أو أكثر، سيلاحظ أن هناك ضغوطًا كبيرةً وقعت عليها فقد تحولت من مؤسسة تربوية اقتصادية اجتماعية إلى نوع من أنواع الوحدة السكانية فقط فأصبح السكن هو الخيط الذي يربط أفراد الأسرة بعضهم ببعض لمجرد أنه يؤويهم وينامون فيه لكن مستوى العلاقات ودرجة الترابط والتأثير والاهتمام بينهم أصبح ضعيفًا للغاية، فضلًا عن العادات الغذائية السيئة للمجتمع المصري؛ حيث كانت العادات الغذائية سابقًا صحية إلى حد ما، وكانت هناك مواعيد محددة لتناول الطعام، واليوم لا يخلو من تناول ثلاث وجبات.


وتابعت: أما اليوم فحدثت متغيرات سواء للعادات الغذائية للفقراء والأغنياء؛ فالفقراء أصبح غذاؤهم ليس صحيًا بالمرة، والأغنياء أصبح طعامهم للاستمتاع وليس للصحة، هذا بخلاف آفة المجتمع المنتشرة بكثرة هذه الأيام وهى النوم في غير مواعيده، والاستيقاظ في مواعيد مغايرة للطبيعي؛ فاليوم لو أردت الذهاب لشراء شيء ما أو ذهبت لإصلاح سياراتك، لن يكون هذا قبل الظهيرة فقد أصبحت عادات المصريين الذهاب إلى أعمالهم متأخرين.


أزمة الطبقة الوسطى

وأكدّ أن تلك العادات أصبح لها مردود سلبي اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، فضلًا عن السكن؛ فقديمًا كان المنزل يتسع للجميع ويستوعب الزائرين أما اليوم فالسكن صغير، ما ترتب عليه تكدس أفراد الأسرة بداخله، وبالتالي أصبح الأطفال يلهون بالشارع طوال اليوم؛ فمصر تغيرت جذريا من بعد عام 67 وثمرة التغير نعيشها اليوم فدائما التأثير القيمي والمجتمعي يكون بعد مضي سنوات عدة تقترب من الخمسة عشر عامًا أو العشرين عامًا التالية، فثروة مصر من الشباب تقدر بحوالي 65% من تعداد مصر البالغ 100 مليون ورغم الزيادة السكانية التي تعانيها مصر إلا أننا نعيش في مساحة صغيرة للغاية، وهو ما يخلق كثافة سكانية كبيرة.


وقالت إنه بالنظر إلى مساحة مصر الكلية سنجد أن الـ100 مليون ليس رقمًا كبيرًا، فمنذ عام 1952 وكانت الطبقة المنتجة القادرة على النمو وهي الطبقة المتوسطة والفوق متوسطة هي رمانة الميزان لكنها اليوم توقفت عن الإنتاج وأصبحت تعاني معاناة شديدة فهي اليوم تنتج طفلا أو طفلين على أقصى تقدير، أما الطبقة المعدومة «الضائعة» التي تقوم بإنتاج منتج بشري رديء ويحتاج إعالة صحيًا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وأخلاقيا هي التي بها تكدس وزيادة وبالتالي تكمن هنا الخطورة فالمشكلة السكانية هي في النوعية وليس في الكثافة ومع ذلك كل الالتفات للقضية السكانية هو التركيز على الكثافة فقط دون التطرق إلى النوعية أو التوزيع فهذا خطأ فادح.


وأشارت إلى أنه في السابق كان الفرد من الطبقة المتوسطة الفعال بمقدوره العمل والإنتاج ويستطيع أن يستثمر في أولاده ويقوم بتوفير بيئة صحية لهم وتعليمهم يكون على أكمل وجه لكن اليوم يعاني وبالتالي المنتج البشري الجيد بات شحيحًا على عكس الطبقة الدنيا المتمثلة في الحرامية والمشردين والعاطلين عن العمل فهم ينتجون منتجًا رديئًا لا يلقون له بالا؛ فنحن نرى اليوم أطفالا "ملقاة" بين أكوام القمامة أو في مياه النيل أو أطفالا رضع يتم تأجيرهم للشحاذين بمقابل نقدي فتلك الطبقة لا تعي ما تقوم به والعدد بالنسبة لهم لا يشكل فارقا كبيرًا؛ فنحن ننظر إلى المشكلة السكانية بمنطق الأرقام، ونريد أن نخفض عدد السكان ولكن أى من السكان الأولى أن نخفض عددهم، مشيرة إلى أنه لا يجب أن ننظر لذلك فيجب أن نخفض من النوعية الرديئة ونرفع من النوعية الجيدة فهذا يحتاج إلى منطق أكثر وعيًا وأن ننظر للخصائص السكانية (نوعية البشر) وليس الكثافة السكانية (عدد البشر).


الحكومة تتعامل بطريقة خاطئة مع المشكلة السكانية

ولفتت إلى أن الحكومة تحارب الأمية ورغم ذلك يزيد عدد الأميين وتحارب الزواج المبكر ورغم ذلك الأعداد تزيد وتحارب الإدمان ورغم ذلك الأعداد تزيد كل ذلك يحدث بفعل سلوكيات الطبقة الدنيا التي تحيا ثقافة الفقر وهم ليسوا بفقراء بمعنى أن الفرد منهم يكون لديه أموأل، ويذهب لشراء المخدرات وبعد ذلك يتسول ليأكل أو يبحث بين القمامة عن طعامًا ليتناوله وحينما تتجمع معه أموال من جراء التسول يذهب لشراء المخدرات ولا يذهب لشراء الطعام فتلك الطبقة لا تعاني من ارتفاع الأسعار لأنهم يتعاملون وفق تغير الأسعار فمن كان يتسول جنيها في السابق أصبح يتسول خمسة جنيهات اليوم والأموال معه إما مكدسة وإما تنفق على شراء المخدرات فهو يحيا حياة «حشرية» وكم من المتسولين كان يعيش حياة معدومة في غرفة غير آدمية وبعد مماته تم اكتشاف ثروة طائلة كانت بحوزته.


وتابعت «منصور» أنه يجب على الدولة الاهتمام بالطبقة الوسطى والنظر بنظرة علمية لخصائص السكان ومساعدة محدودي الدخل وليس معدومي الدخل؛ فمعدومو الدخل يجب ألا يقعوا تحت أي مظلة حماية طالما أنهم عنصر غير منتج، لكن حينما يعمل وينتج هؤلاء تكون لهم حقوق، وتوفر لهم الرعاية والحماية، لكن نحن نوفر الرعاية لمعدومي الدخل ونضغط بقوة على محدودي الدخل، فالحكومة للأسف تتعامل مع المشكلة من منظور رقمي وليس من منظور اجتماعي والعدالة لديها عدالة رقمية وليست عدالة كيفية وتضغط بشدة على الطبقة الوسطى وتعصرها عصرًا، رغم أن تلك الطبقة أكثر وعيًا وأكثر ثقافة والأكثر قدرة على نمو المجتمع وتطويره وهي وقود التنمية ورغم ذلك ستجد تلك الطبقة الأكثر إحباطًا لأن قنوات الأمل لديها مغلقة ففي السابق كنا نعلم أن من يذاكر ويحصل دروسه ويجتهد وينجح ويحصل على مستوي جيد من التعليم سيجني ثمار تعبه وسيحقق أهدافه وسيحظى بمكانة اجتماعية مميزة وسيكون لديه القدرة على الزواج وتأسيس أسرة جيدة أما اليوم فلا يحلم الشاب مجرد الحلم لأنه لن يحقق تلك الأحلام.


وقالت إن المواطنين اليوم يعيشون عند الحد الأدنى من الحياة وكلما تصل الناس للحد الأدنى ينخفض ذلك الحد، فعلى الدولة أن تفكر مليًا في الدورة الاقتصادية، فأولى هذه الدورة هو الإنتاج فبعد توقف الإنتاج أصبح الناس يعيشون على التجارة والتوزيع ولاحقًا سيتوقف الاعتماد على التوزيع فحينها سيعتمد الناس على التوزيع ووقتها ستتوقف العملية الاقتصادية تمامًا ومن الملاحظ اليوم أنهم باتوا يستهلكون الحد الأدنى للبقاء في الحياة فنحن نأخذ من الطبقة المتوسطة لنبني مساكن ونأخذ منهم لنجهزها وفي النهاية نعطيها لمعدومي الدخل دون أن نعلمهم كيف ينتجون، فهم ينظرون إلى أن توفير المسكن والمأكل عبء يقع على كاهل الدولة فقط دون أن يقوموا بواجباتهم تجاه هذه الدولة فهم لا ينتجون ويستنزفون الدولة وفي النهاية يطالبون بحقوق ليست من حقهم.


وطالبت «منصور» الحكومة بالاهتمام بالطبقة الوسطى ورعايتها جيدًا؛ لأنها هي قاطرة التنمية تلك الطبقة التي يعمل أفرادها بوظائف ومهن مختلفة أيًا كانت نوعية العمل وحتى وإن كان دخلها محدود ولكنه نظير عمل شريف وغض الطرف عن الطبقة المعدومة التي يعتمد أفرادها على الشحاذة والسرقة وأعمال البلطجة هذا بجانب محاربة الفساد بكافة أشكاله.


التفكك الأسري وراء اتجاه الشباب للمخدرات

وفي ذات السياق قال الدكتور محمود أبو العزائم، أستاذ الطب النفسي، إن على الأسرة دورًا كبيرًا في تكوين شخصيته الشاب منذ نشأته الأولى؛ فاليوم نرى الأطفال يستخدمون الإنترنت بطريقة مفرطة ويجلسون أمامه ساعات طويلة، وتجاهلوا القيام بالأنشطة الرياضية التي تعود بالنفع على صحتهم، بجانب تدليل الطفل والمبالغة في الخوف والحرص عليه وتلبية طلباته أيا ما كانت كل ذلك يساهم في تكوين شخصية جيل أقل كفاءة من الناحية النفسية يجعله يعتمد على الغير بطريقة كبيرة.


وأضاف أنه ترتب على ذلك ظهور الأمراض النفسية بكثرة في الوقت الراهن؛ فـ«التفكك الأسري» أصبح ظاهرة ترتب عليه نشوء جيل ضعيف نفسيًا فالشباب اليوم باتوا يبحثون عن الوظيفة السهلة أو السفر للخارج، ولكن فيما مضى كان الشاب يبحث عن العمل وقت إجازته الدراسية حتى ينفق على نفسه، أما اليوم فيعتمد على أسرته في تلبية احتياجاته؛ لأن أسرته عودته على ذلك منذ الصغر.


وتابع «أبو العزائم»: التدليل في الصغر والتفكك الأسري فيما بعد يجعل الشاب يقع فريسة لتناول المخدرات لأنه يصطدم بواقع قاسٍ عليه فغياب الأمل وتملك الإحباط من الشاب يجعله يذهب لطريق المخدرات فيجب على الأسرة المصرية أن تشكل شخصية الشاب منذ البداية بطريقة صحيحة، فالعمل المبكر يخلق شخصية قوية قادرة على التعامل مع الظروف الصعبة، ويجب على الأب تنشئة طفله تنشئة دينية يغرز فيه الفضيلة والاعتماد على النفس ويجب أن تكون هناك حملات توعية بين الحين والآخر لتوعية الشباب بمخاطر المخدرات وأيضًا لا يجب أن يقدم الإعلام محتوى ساقطا مبتذلا؛ فنحن في أمس الحاجة لأفكار خلاقة تجعل الفرد مقبل على المشاركة المجتمعية والعمل.


أسباب تدهور الصحة العامة

وأكد الدكتور مجدي نزيه، أستاذ وحدة التثقيف الغذائي بالمركز القومي للتغذية، أن المصريين بصفة عامة والشباب بصفة خاصة يعانون من تدهور في الصحة العامة من جراء العادات الغذائية الخاطئة التي تربوا عليها بجانب إهمالهم المتعمد في تناول الغذاء الصحي من حيث نمط الغذاء ونوعيته بجانب قلة النشاط والضغوط العصبية التي يعاني منها فضلا عن الاضطرابات في مواعيد النوم والاستيقاظ وهذه ضمن أكثر الأشياء المدمرة للصحة بخلاف عدم تناولهم للماء بالقدر الكافي، هذا غير الطامة الكبرى التي تتمثل في سهرهم لأوقات طويلة للغاية خلف شاشات الكمبيوتر والموبايلات التي تنعكس عليهم سلبًا بفضل الإشعاعات التي تخرج منها وعليه أن يعتمد على كل ما هو طبيعي من مشروبات وأغذية ويترك الأطعمة والمشروبات المصنعة وتنظيم مواعيد نومه للاستفادة من أشعة الشمس.


وتابع «نزيه»: الناس النهاردة مش قادرة تقوم ولا تتحرك من مكانها وبقت تغير التلفزيون بـ«الريموت كنترول»، والأغذية المصنعة أصبحت تحتل مكانة رئيسية لدى الأسرة بدلًا من الأغذية المجهزة منزليًا، والناس أصبحت تأكل في مواعيد غير محددة، والمياه أزيحت من على الموائد واستبدلت بالمواد الغازية والعصير، وثقافة الشراء اختلفت عن الأوقالت الماضية، متابعًا: «كان زمان المواطن ينزل يشتري احتياجاته النهاردة بينزل عشان يخزن وكل هذه سلوكيات تؤثر على موارد المجتمع وخطط الدولة لعلاج المواطنين.. ببساطة شديدة احترم المياه، وإرجاعها على الموائد واضبط ساعتك البيولوجية مع الشمس وطبق شعار (اتعشى واتمشى) واعتمد على كل ما هو طبيعي دون الصناعي، واحترم الأغذية في مواسمها وابتعد عن الأغذية التي تظهر في غير موسمها».


وأكد أنه ليس هناك داعٍ أن تشتري الأطعمة غير الصحية التي يظهر من حجمها ولونها غير الطبيعي بـ«طعمها الماسخ»، فنحن من يقع عليه اللوم بشرائنا مثل هذه الأطعمة فمن يزرع تلك المزروعات ومن يبيعها همه الأول والأخير هو الربح ونحن لا ندرك الخطأ الفادح الذي نرتكبه بشرائنا تلك الأطعمة التي تهدد صحتنا وصحة أولادنا؛ فامتناعنا عن الشراء من هؤلاء لن يبقى أمامهم غير الطريق المستقيم ليسيروا فيه فنحن لا نشتري سم الفئران خوفًا على حياتنا ونغض الطرف عن شراء الخضروات والفاكهة المهرمنة التي أشد سمية ويكون تأثيرها على صحتنا كارثيًا على المدى البعيد.


عادات صحية جيدة

ولفت إلى أنه يجب التعامل مع الأغذية المصنعة كالتعامل مع الدواء وليس الطعام؛ كما أننا استبدلنا على موائد طعامنا المياه العادية بالمياه الغازية والعصائر المعلبة، مشيرًا إلى أن كثيرين يغيب عنهم فوائد المياه العادية، وأضرار المياه الغازية.


وطالب المصريين بالاهتمام بعدة نقاط للتمتع بصحة جيدة؛ منها ضبط مواعيد النوم، فيجب النوم ليلًا والاستيقاظ نهارًا؛ لأن الساعة البيولوجية بداخلنا مضبوطة على هذا الأمر، وأي خلل فيها ينعكس سلبًا علينا وتتأثر أجسامنا بذلك.


وتابع: بجانب ضبط مواعيد النوم، علينا تناول الماء بكثرة لأن قلة تناول الماء تؤثر بشكل مباشر على صحة الجلد والبشرة فيجب تناول ما لا يقل يوميا عن ثلاثة لترات من الماء ولا يجب الاستماع لمن يقول إن الماء المفلتر عبر ثلاثة أو سبع مراحل من الفلترة هو الصحي؛ لأن الماء المفلتر تفقد المياه فيه خصائص كثيرة.


وقال إن الماء المفلتر عبر الفخار (القلة) جيد جدًا وصحي ولكن يختلط علينا الأمر فنشرب ما بداخله ونرمي المياه الخارجية وهى التي تفلترت عبر الفخار فنحن نضع الفخار فوق آنية أخرى والتي يتجمع فيها الماء وهذه المياه هي المفلترة التي يجب شربها، أيضًا يجب تناول الأطعمة في موسمها وهى نقطة هامة للغاية؛ فالفاكهة المهرمنة أصبحت تغزو أسواقنا.


واستطرد «نزيه»: يجب أن يتناول الفرد وجبة صحية تتكون من ثلاث تركيبات أساسية تمد الجسم بالطاقة اللازمة، أول هذه العناصر، هي النشويات سواء خبز أو أرز أو مكرونة أو عجائن ثاني هذه العناصر هي البروتينات سواء لحوم أو أسماك وبقوليات؛ فهناك أطعمة بسيطة تعطيك نفس النتيجة ففوائد الديك الرومي من الممكن أن يحصل عليها من يتناول «البصارة».


ولفت إلى أن هذه العناصر هامة للغاية لسلامة العملية الحيوية، فضلًا عن «طبق السلطة» بحيث يتضمن عددا كبيرا من أنواع الخضراوات ذات الفائدة للجسم كالجزر والخس والطماطم، والبصل والخيار وذلك لسلامة البدن، فحسن الغذاء ليس في غلو ثمنه، ولكن في حسن اختياره، فمن لا لديه القدرة لعمل أرز بالمسكرات عليه أن عمل أرز بزيت التموين فكلاهما يفيد الجسد ويمده بالطاقة.


واستكمل: ويجب أن نعلم أن سوء التغذية يلعب دورًا كبيرًا في التقزم وليس هذا فحسب بل يلعب دورًا في الحالة المزاجية للإنسان ولا نغفل تأثير الفول السوداني على الحالة النفسية والدور الحيوي الذي يقوم به لمعالجة الاكتئاب كما يحتوي الفول السوداني على الأحماض الدهنية غير المشبعة التي تساعد على خفض مستويات الكوليسترول في الدم.


وأيضا على الفلافونويدات كـ«الريسفيراتول» التي تساعد على زيادة تدفق الدم في الدماغ. كما يساعد على خفض نسبة الإصابة بالسكتات الدماغية إلى جانب ذلك، يساعد الفول السوداني على تحفيز زيادة كل من هرمونات الأنوثة والذكورة. ونظرا لمحتواه الغني بالنياسين، فإن تناول الفول السوداني بانتظام يساعد على الوقاية من مرض الزهايمر. كما أن الفول السوداني يعمل كمنشط للجهاز العصبي ويحسن من صحة العظام أيضا.


مخاطر سوء التغذية

وأشار «نزيه» إلى أنّ المصريين يعانون من سوء تغذية لأنهم لم ينموا وفق أسس غذائية صحيحة بمفاهيم ووعي غذائي سليم لكن النمو كان على حسب المزاج وهذا سبب رئيسي لمشاكل كثيرة تظهر لاحقًا، فالأم في بعض الأحيان تكون غايتها أن يتناول طفلها كوبا من اللبن أو بيضة وحدة متوهمة أن كوب اللبن أفضل من الخبز، فهذا الكوب بدون طبق السلطة ومعه قطعة من الخبز بلا فائدة كبيرة فلا يجب الانصياع لرغبات الطفل وبجب تنشئته وفق ما هو صحي وليس وفق ما هو يريد.


وأكد أن مرحلة الطفولة هامة للغاية لأنها هي الأساس التي سيبنى عليها رجل المستقبل، فعلوم التغذية تقول إن مراحل النمو تمر بخمس مراحل بدءًا من مرحلة الولادة حتى ستة أشهر يليها مرحلة الفطام حتى سنتين تليها مرحلة ما قبل السن المدرسية، تليها مرحلة السن المدرسية، تليها مرحلة المراهقة حتى سن 17 للإناث أو 19 للذكور تلك المراحل الخمس تمتاز بخصائص معينة وما يُفقد في مرحلة ما لا يتم تعويض نصفه في المرحلة التي تليه وأي خلل قد يؤدي إلي التقزم.


وأكد أن بعض المورثات تعتمد على تربية الطفل على بعض الأعشاب مثل النعناع والكراوية لتعويض لبن الأم بالقدر الكافي، ما يترتب عليه ضعف في البنية في المستقبل، خاصة أنّ الرضاعة الطبيعية ليست مجرد غذاء، فمن لا تقوم بالإرضاع على أكمل وجه فلا تستحق ثدييها، منوهًا بأنه لا يجب تحت أى ظرف من الظروف ألا تتوقف عن الرضاعة قبل مضي عام على الأقل، ويجب على المرأة المصرية أن تعرف كيف تربي أبنائها وتقود عائلتها وفق أسس سلمية فلا يجب أن تجبرها طفلها على تناول الطعام فهي تدعوه للطعام وإن أبى فلا تجبره وتتركه حتى « يقرص» الجوع معدته وستراه يأتي بنفسه طالبًا للطعام.

ونبّه إلى ضرورة عودة «المائدة العائلية»، فلا يجب أن يتناول أفراد الأسرة الطعام كل بمفرده، وعليهم أن يجتمعوا جميعًا حول مائدة الطعام مرة وحدة على الأقل، ولا يجب طهى أصناف عدة لتلبية رغبات كل فرد من الأسرة على حدة ولكن طهي طعام صحي ومن لا يرغب في تناوله فلا يتناوله، تلك الأشياء البسيط ترسم ملامح الطفل في المستقبل، وبذلك سيعتاد على تناول جميع الصنوف المختلفة لأنه نشأ على تناول ما يُضع أمامه وليس وفق رغباته ومزاجه، تلك هي التربية السليمة.