رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار حياة «الرهبان».. صلاة وروحانيات و«مخالفات» أحيانًا

تواضروس - أرشيفية
تواضروس - أرشيفية


هذه أبرز شروط الحصول على رتبة «قس»


ممنوع دخول الزوار أو العلمانيين نهائيًا إلى «القلالى» ما عدا الأطباء


تعهد كتابى بعدم ادعاء معرفة الغيب والرؤى والأحلام وعمل المعجزات


عدم السماح بحضور الأكاليل «الأفراح» أو الجنازات أو المجاملات إلا بشروط


تكريس الحياة داخل الدير للصلاة والتدبير الروحى


تخصص الأعمال الشاقة للأقوياء جسديا.. أما الضعفاء فلهم أشغال تناسبهم


التوقف عن العمل الجسدى خلال «أسبوع الآلام» الذى يسبق «عيد القيامة»


قائمة بـ«أديرة» سببت صداعًا فى رأس «تواضروس»


يعقوب المقارى راهب أسس ديرًا غير معترف به كنسيًا وجمع «33» مليون جنيه كـ«تبرعات»


الأماكن غير المعترف بها «كنسيًا» تجذب الأقباط عبر صفحات التواصل الاجتماعى


خصص البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية للحديث عن «الرهبنة» وذلك بعد مقتل الأنبا «إبيفانوس» بدير أبو مقار.


وقال البابا تواضروس الثاني: «مصر أصل الرهبنة ولا تنسوا هذا التاريخ، ولا تعتقدوا أني أتحدث عن حاجة قديمة وراحت بل ستظل مستمرة بعقيدة التسليم والتسلم من جيل لجيل، فلا تنظر لضعفات أشخاص، واحد أو اثنين يخطئوا.. مش هي دى القضية؛ لأن النظام نفسه نقى».


وأضاف: «في ناس بتغلط ومش كل الناس تقدر على الرهبنة، وفي ناس بتيجي تقولي عايز اترهبن وأقول لهم الرهبنة لا تناسبكم، لأن الرهبنة حياة صعبة جدا ولا يقدر عليها أي أحد لذلك تحتاج نفسية خاصة وقامة روحية خاصة، فالآباء لا يدخلون الدير لكى يبدءون، بل لكى يستكملون حياتهم الروحية، والنذر الأول فى هذه الحياة هو الفقر الاختيارى».


واستكمل البابا تواضروس: «نتصفح التاريخ المسيحى المصرى الذى امتد لقرون، من أيام مرقس الرسول وتأسيسه لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية التى تزعمت العالم المسيحى فى اللاهوت وتفاسير الكتاب المقدس، كانت مدرسة ذائعة الصيت، ظهر فى تاريخ الكنيسة أبطال وعمالقة فى اللاهوت والآبائيات والكتابيات والحياة الكنسية وسلمونا ميراثا غنيا وتواكب هذا مع عصور الاستشهاد، وظهر أول راهب فى العالم من مصر من قمن العروس وهو القديس أنطونيوس الكبير، أب جميع الرهبان».


ويبلغ عدد رهبان وراهبات الكنيسة القبطية حاليًا ما يزيد على 3 آلاف، وكان أول راهب يصير بطريركًا هو البابا يوحنا الأول، البطريرك 29 فى تاريخ الكنيسة، وذلك عام 496 ميلاديًا، قبل أن يصبح من المستقر منذ البابا إسحق، البطريرك 41 للكنيسة، فى عام 690 ميلاديًا، أن يكون الرهبان هم بابوات الكنيسة، باستثناء حالات قليلة.


«تواضروس» يُعيد الانضباط لـ«الرهبنة» بقرارات جريئة

أصدرت اللجنة المجمعية للرهبنة وشئون الأديرة، 12 قرارًا بعد حادثة مقتل الأنبا إبيفانيوس بـ12 ساعة، وأكد البابا تواضروس أن هذه القرارات لم يصدرها البابا بمفرده كما ردد البعض، موضحا: «في أيام البابا كيرلس أصدر قرارًا بعودة كل الرهبان لأديرتهم وأيام البابا شنودة أخذ قرارًا بإنهاء خدمة الرهبان الذين يخدمون في كنائس بعد سبع سنوات من خدمتهم يعنى الراهب يخدم ٧ سنين ويرجع ديره».


وقرر البابا خلال اجتماعه مع لجنة الرهبنة وشئون الأديرة بـ«المجمع المقدس»، عدم قبول أي رهبان أو طلاب رهبنة بالأديرة لمدة عام كامل يبدأ من أغسطس 2018م، معلنا أن الأماكن التى لم توافق البطريركية على إنشائها كأديرة سيتم تجريد من قام بهذا العمل من الرهبنة والكهنوت والإعلان عن ذلك، مع عدم السماح بأي أديرة جديدة سوى التى تقوم على إعادة إحياء أديرة قديمة، ويتم ذلك من خلال رعاية دير معترف به.


وأكدت اللجنة ضرورة تحديد عدد الرهبان فى كل دير بحسب ظروفه وإمكانياته، وعدم تجاوز هذا العدد لضبط الحياة وتجويد العمل الرهبانى، مؤكدة إيقاف سيامة الرهبان فى الدرجات الكهنوتية (القسيسية والقمصية) لمدة ثلاث سنوات والالتزام بعدم حضور علمانيين على الإطلاق فى الرسامات الرهبانية.


وأشارت اللجنة إلى أن الأديرة تستقبل الزوار طوال العام باستثناء فترة الصوم الكبير، والميلاد وجميع الأصوام ما عدا يومي الجمعة والأحد خلال فترة الصوم، مشددة على ضرورة الاهتمام والتدقيق بحياة الراهب، والتزامه داخل الدير واهتمامه بأبديته التي خرج من أجلها ودون الحياد عنها.


ونوهت اللجنة إلى أن الراهب يعرض نفسه للمساءلة والتجريد من الكهنوت وإعلان ذلك رسميًا إذا ارتكب هذه الأفعال وهى الظهور الإعلامى بأى صورة ولأي سبب وبأي وسيلة، التورط في أي تعاملات مالية أو مشروعات لم يكلفه بها ديره، التواجد خارج الدير بدون مبرر، والزيارات بدون إذن مسبق من رئيس الدير.


وأوضحت اللجنة أنه لا يجوز حضور الأكاليل والجنازات للرهبان إلا بتكليف وإذن رئيس الدير بحد أقصى راهبين.


ومنحت الرهبان فرصة لمدة شهر لغلق أى صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعى، والتخلى الطوعي عن هذه السلوكيات والتصرفات التي لا تليق بحياتهم وقبل اتخاذ الإجراءات الكنسية معهم.


وناشدت اللجنة جموع الأقباط بعدم الدخول في أي معاملات مادية أو مشروعات مع الرهبان أو الراهبات، وعدم تقديم أى تبرعات عينية أو مادية إلا من خلال رئاسة الدير أو من ينوب عنهم، بالإضافة إلى تفعيل دليل الرهبنة، وإدارة الحياة الديرية الذى صدر من المجمع المقدس فى يونيو 2013، وهى مسئولية رئيس الدير ومساعديه.


ورأى البعض من نشطاء الأقباط أن هذه القرارات جيدة وستعيد الانضباط إلى الحياة الرهبانية.


محرمات على «الرهبان»

الكنيسة تعرف الرهبنة على أنها حركة داخلية من النسك والحب الإلهى وليست تنظيمًا إداريًا ودرجات وظيفية، كما أنها لا تُمنح رتبة «قس» لراهب إلا بعد 10 سنوات فى الدير، إلا من يستثنيهم رئيس الدير أو البابا بشرط أن يقضى الراهب شهرًا على الأقل داخل أسوار الدير كل عام وفى حال وجوده فى الخدمة خارج الدير لمدة 6 سنوات عليه العودة للدير وقضاء عام كامل داخله.


وحرمت الكنيسة على الرهبان من أخذ الاعترافات "وهو أحد أسرار الكنيسة السبع" من الفتيات أو السيدات، أو أن يتدخل فى إرشادهن أو حل مشاكل خاصة بهن فى أى مدينة أو قرية، كما تمنع دخول الزوار أو العلمانيين نهائيًا إلى قلالى الرهبان داخل أو خارج الدير ما عدا الأطباء فى حالة الضرورة بتصريح خاص، كما تأخذ الكنيسة تعهدًا كتابيًا من الراهب بعدم ادعائه معرفة الغيب بما فيها من رؤى وأحلام، وادعاء عمل المعجزات والجري وراء الغيبيات واتخاذ ذلك وسيلة للخلطة بالعلمانيين.



ولا يسمح للراهب بحضور الأكاليل «الأفراح» أو الجنازات أو غيرهما من المجاملات إلا بتكليف من رئيس الدير ويكون الراهب فى هذه الحالة من القسوس أو القمامصة، وعدم النزول إلى المدن إلا للضرورة وبإذن مسبق من رئيس الدير مع ضرورة الإقامة بمقر الدير إن وجد أو بمعرفة الدير.


وكذلك عدم منح رتبة الكهنوت إلا بعد 10 سنوات فى الدير وأن يزهد التقنيات الحديثة ولا يمتلك سيارة أو تليفونًا، كما لا تسمح الكنيسة لأى راهب أن يحترف أية حرفة كانت تدعوه للتعامل مع أهل العالم والتجول بالبلاد كالمتاجرة طمعًا فى الربح، كما تحظر على الرهبان فى كل دير التدخل فى الشئون السياسية للدولة أو مكاتبة الجرائد السياسية أو نشر المقالات بها لا بأسمائهم وليس بأسماء مستعارة، ولا يجوز للراهب الانضمام إلى أية جمعية مهما كانت صفتها إلا بتكليف رسمى من الرئاسة الكنسية ولا الاتصال بالسلطات المدنية إلا إذا كان مسئولًا عن شئون خاصة بديره لدى سلطة مدنية.


كما يمنع على الراهب امتلاك أى شىء حتى لو جاءه من أقاربه، وأن يزهد فى استخدام التقنيات الحديثة أو على الأقل ترشيد استخدامها، ولا يكون لراهب سيارة خاصة، ولا يجوز تركيب تليفون خاص بسكن أى راهب فى الدير، ويكون امتلاك وسائل الاتصال الحديثة بتصريح خاص من رئيس الدير وأب الاعتراف ولهدف محدد، ولا يمكن للراهب بناء قلاية «سكن» متفرد إلا بعد أن يقضى 10 سنوات فى الرهبنة على أن يتكفل الدير بالبناء ويراعى عدم الرفاهية.


وفي حال مخالفة الراهب لكل ذلك تجري محاسبته عبر 3 خطوات: "الأولى الإنذار عبر أب الاعتراف ورئيس الدير، والثانية العرض على لجنة الانضباط الرهباني داخل الدير والتي يترأسها رئيس الدير بعد إنذار الراهب لمدة 3 مرات، والطريقة الثالثة عبر لجنة الانضباط الرهباني التابعة للجنة الرهبنة والأديرة بالمجمع المقدس للكنيسة".


تسمح الكنيسة بنقل الراهب من دير لآخر إذا كان في ذلك منفعة للدير ولكن بشرط أن يكون هذا لمدة محددة، ويعاد النظر في أمره إذا اقتضت المنفعة ذلك، وتعد الكنيسة سجلًا بكل الرهبان فيها وبها استمارات ونماذج لتسجيل كل بيانات الرهبان وإذا ما طبقت عليهم عقوبات أو وردت عليهم شكاوى، وتحفظ تلك السجلات لدى سكرتارية المجمع المقدس لمساعدة الأديرة في تبادل المعلومات وعدم قبول رهبان من الذين يتجولون خارج الأديرة ويمرون على البيوت ويسببون مشاكل لا حد لها.


وكذلك الأمر نفسه بالنسبة للذين يجمعون تبرعات، كما لا يجوز مناولة، وهو أحد أسر الكنيسة السبع، رهبان تركوا الرهبنة وتزوجوا في كنائس غير أرثوذكسية، وعند تجريد أحد الرهبان من الرهبنة يقوم الدير بإخطار الأديرة الاخرى بتجريده وترسل صورته قبل الرهبنة وبعدها ومعها اسمه قبل الرهبنة وبعدها وتاريخ رهبنته وتاريخ تجريده لكي لا يحاول التسلل إلى دير آخر كطالب رهبنة جديد.


تفاصيل حياة الراهب «داخل الدير»

وتكرس حياة الراهب داخل الدير للصلاة والتدبير الروحي؛

ويتكفل الدير بتوفير أكله وشربه ونفقاته ويمنح داخل الدير «قلاية» أو سكنًا خاصًا به، ويحرص خلال تواجده على الصلاة والقراءة والخلوات اليومية ومحاسبة نفسه، ويحرص الدير على توفير الرعاية الصحية والنفسية للراهب وتقديم فحص نفسي لبناء الراهب ومراعاة الظروف النفسية لكل راهب في التعامل، ويخصص الدير ملفًا طبيًا لكل راهب داخله؛ لمتابعته بصورة دورية.


وتحرص الأديرة على التنمية الثقافية والروحية واللاهوتية والكنسية والعلمية للراهب؛ ويجرى تنشيط الدور البحثي والعلمي للأديرة من خلال مجموعات رهبانية بحثية في مجال اللغات والمخطوطات والأثريات والكنسيات، وتوافر آليات للبحث العلمي داخل الأديرة، وكذلك تكوين لجنة خاصة بالبحث العلمي والتنمية الفكرية داخل كل دير مع متابعة اللجنة المجمعية للأديرة وأنشطتها.


وبجانب تكريس الراهب حياته للصلاة، لا تعفيه الأديرة من العمل داخلها، إذ تخصص الأعمال الشاقة للأقوياء جسديا، أما الضعفاء فلهم أعمال تناسبهم وإن تعبوا فليستريحوا أو يعفوا عن العمل، وتبلغ مدة العمل في الدير للرهبان 6 ساعات بالنهار، إلا إذا اقتضى الأمر الواجب وقتا أكثر من ذلك لمصلحة الدير، ويكون يوم الأحد راحة من العمل الجسدي أو حسب ضرورة العمل.


وتلزم قوانين الكنيسة بعدم عمل الرهبان عملا جسديا خلال فترة أسبوع الآلام الذي يسبق احتفال الكنيسة بعيد القيامة، حسب الاعتقاد المسيحي، وتخفف الأديرة العمل عن الرهبان كلما تقدموا في السن أو في حالات انشغال الرهبان بالدراسة أو الخدمة.


كما تقوم الكنيسة بتجديد دورة العمل داخلها كل فترة "3 إلى 5 سنوات"، حتى لا يرتبط الراهب بعمل معين أو بصلاحيات معينة مما يخلق توازنا مطلوبا، باستثناء الأعمال الفنية الدقيقة التي تحتاج إلى موهبة خاصة.


شروط «قاسية» من المجمع المقدس لـ«الكنيسة الأرثوذكسية»


وفقًا لقانون الرهبنة الجديد الذي أصدره المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة، في 2013 اشتمل على لائحة جديدة لاختيار الراهب، من بين الشروط قسم أو تعهد للرهبان أثناء رسامتهم، ووثيقة للمبادئ الرهبانية تشبه ميثاق الشرف الرهبانى، ولائحة التدبير الرهبانى، والتي اشتملت على إقامة مدارس للرهبان وتنشيط الدور البحثي والعلمي للأديرة، ولائحة الانضباط الرهبانى التي تشتمل على 3 طرق لمحاسبة الرهبان.


وعرف القانون «الرهبنة» بأنها الموت عن محبة العالم وأن الرهبنة حياة ملائكية وطريق للكمال المسيحي قوامها «البتولية» وهى عدم الزواج والاكتفاء بالمسيح عريسا لهم يقدمون بتوليتهم ذبيحة حب على مذبح الطهارة، والطاعة وهى الحرص على سماع من يرشده لطريق الله حتى الموت والخضوع لكل ما يحدث لهم مما يتعارض مع رغباتهم، والفقر الاختياري.


وتشمل إجراءات الالتحاق بالرهبنة على  3 مراحل؛ الأولى «التردد» وهو قيام طالب الرهبنة بالتردد على الدير ليتعرف على الرهبان، ويتعرفون عليه لمدة لا تقل عن عام وتحت إشراف مشرف الدير للمتقدمين.


ويجب أن تنطبق على الراهب الشروط التالية: «أن يكون مسيحيًا أرثوذكسيًا، وله أب اعتراف ومنتظم في ممارسة الأسرار الكنسية ووسائط النعمة (الصلاة والكتاب المقدس و..) بشهادة رسمية من أب اعترافه، ومحب للطقوس والتسبحة والألحان، وله دراية بعقائد الكنيسة وتاريخها، وألا يزيد سن المتردد عن 30 سنة ولا يقل عن 23 سنة، ولا يقل مؤهله عن التعليم الجامعي أو إتمام دراسة الاكليريكية.


أما المرحلة الثانية، تتمثل في الالتحاق كطالب رهبنة، إذ يرتدى اللون الأزرق ويكون الطالب تحت الاختبار والإرشاد الروحي من الأب مشرف شئون طلاب الرهبنة وتحت إرشاد أب اعتراف معروف لدى الأب الرئيس.


يقدم طالب الرهبنة تقريرًا طبيًا من الجهة المتعاقد معها الدير للتأكد من الخلو من الأمراض المزمنة والمعدية التي تعوقه عن الحياة الرهبانية، وتقرير الحالة النفسية من الطبيب النفسي المتعاقد معه الدير، وتقرير متابعته كل 3 شهور والمقدم من مشرفي الدير وتحت إشراف مشرف الدير لشئون طالبي الرهبنة.


المرحلة الثالثة وهى مرحلة ما قبل الرهبنة ويرتدي خلالها طالب الرهبنة زيًا باللون الأبيض أو البيج، وهى المرحلة التي يقوم خلالها رئيس الدير مع أمين الدير ومشرف الدير لشئون طلاب الرهبنة بالاشتراك مع أب الاعتراف بتقييم عام لطالب الرهبنة من خلال تقارير المتابعة الربع سنوية المقدمة من جميع المشرفين بحد أقصى «3» سنوات من تاريخ التحاقه بالدير، وألا تقل عن سنتين بالنظر فى قرار سيامته كراهب.


«3» خطوات لمحاسبة الراهب

حدد القانون «3» خطوات لمحاسبة الراهب الإنذار عبر أب الاعتراف ورئيس الدير، والعرض على لجنة الانضباط الرهباني داخل الدير، والطريقة الثالثة لمحاسبته عبر لجنة الانضباط الرهباني التابعة لـ«المجمع المقدس» بالكنيسة.


أما تكوين لجنة للانضباط الرهبانى فيكون داخل كل دير من رئيس الدير وأمين الدير وآباء رهبان حكماء مختبرين لدراسة الحالات المخالفة ومعرفة أسبابها وطرق العلاج على أن تعطى للمخالف الفرصة للدفاع عن نفسه مع ضرورة احتضان المخالف بروح الأبوة.


كما ينص القانون على تكوين لجنة خاصة بالانضباط الرهبانى ضمن لجنة الرهبنة المجمعية التابعة للمجمع المقدس لمراجعة أحكام اللجنة الداخلية بكل دير ومتابعة حالات الرهبان المخالفين ومدى إمكانية عودتهم في حالة توبتهم.


أما طريقة محاسبة الراهب المخطي فتمر أولًا بإنذاره عن طريق أب اعترافه في حضور رئيس الدير حتى 3 مرات مع وضع قوانين روحية له تساعده على العودة إلى فكرة وحياة الرهبانية، وإذا لم يستجب يتم عرضه على لجنة الانضباط الرهبانى الخاصة بالدير لدراسة حالته ومعرفة أسباب الخطأ للإنذار والمساءلة مع العلاج.


وتابع القانون إذا لم يستجب الراهب بعد كل ذلك يتم عرضه على لجنة الانضباط الرهبانى بلجنة الرهبنة المجمعية لتقرر ما تراه مناسبا.


وعند تجريد أحد الرهبان من الرهبنة يقوم الدير بإخطار الأديرة الأخرى بتجريده وترسل صورته قبل الرهبنة وبعدها ومعها اسمه قبل الرهبنة وبعدها وتاريخ رهبنته وتاريخ تجريده لكى لا يحاول التسلل إلى دير آخر كطالب رهبنة جديد، وعدم نشر كتب باسم راهب مجهول إلا بتصريح من رئيس الدير ويكون النشر باسم الدير ومن يخالف ذلك يقدم للتحقيق واتخاذ قرار ضده في لجنة شئون الرهبان.


ولا يتم تجريد راهب مباشرة إلا إذا خرج عن قواعد الإيمان المسيحى الأرثوذكسى السليم أو الإصرار على المخالفات الأخلاقية، والراهب الذي يستحيل مواصلة مشواره الرهباني بعد السيامة ينظر في أمره بمعرفة البابا ورئيس ديره.


أديرة سببت صداعًا فى رأس البابا تواضروس

منذ أن اعتلى البابا تواضروس، كرسي البابوية، ورث تركة ثقيلة محملة بالكثير من المشاكل، فحمل على تنقيتها بالحكمة والصبر، ودق أجراس الإنذار، فتارة تحدث عن وسائل التكنولوجيا الحديثة والموبايلات التى تدخل الأديرة، وأخرى حذر من وجود الرهبان على مواقع التواصل الاجتماعى، وتواصلهم مع العلمانيين وكسرهم قوانين الرهبنة بحديث بعضهم لوسائل الإعلام، إلا أن أخطر ما واجهه البابا والكنيسة كان فى انتشار ظاهرة الأديرة التى تبنى بالمخالفة للقرارات الكنسية وخارج سيطرة الكنيسة وعلى غير رغبتها أو معرفتها، لتفاجأ بكم المشاكل والمتاعب التى تسببها للكنيسة والأقباط والدولة، فضلًا عن ظاهرة جمع تبرعات باسم الأديرة أو انتحال صفات رهبان وسرقة «أموال أخوة الرب».


وحذرت الكنيسة بعض الرهبان من قيامهم بإنشاء أماكن أطلقوا عليها أسماء «أديرة»، ورفضوا الخضوع للكنيسة وجمعوا تبرعات من الأقباط، وأبرزهم دير «السيدة العذراء مريم والأنبا كاراس السائح» بـ«وادى النطرون»، الذي أنشأه الراهب يعقوب المقارى، وهو راهب من دير أبو مقار، والذى أسس ديرًا غير معترف به كنسيًا، على مساحة 53 فدانًا، وجمع تبرعات من الأقباط بلغت 33 مليون جنيه، واستولى على ورشة النجارة بدير أبو مقار، ورفض كتابة ممتلكات الدير باسم البابا تواضروس والخضوع للكنيسة لتقنين وضع الدير.


ورغم تبرؤ دير أبو مقار من الراهب، وتشكيل الكنيسة لجانًا مجمعية للتواصل مع الراهب إلا أنه حتى الآن لم «يجرد» من الرهبنة وما زالت الكنيسة تحاول الوصول معه لحل ينهى تلك الأزمة.


وظهرت أماكن ديرية غير معترف بها مثل «دير عمانوئيل للراهبات بوادى النطرون، ودير متاؤس الفاخورى بطريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى، ودير يوحنا الحبيب بطريق الإسماعيلية، ودير الشهيد إيبسخيرون القلينى بطريق السويس»، والتى حذرت الكنيسة الأقباط بعدم تنظيم «خلوات» أو التقدم للالتحاق بالرهبنة فى هذه الأماكن، وكذلك حذرت رجال الأعمال من تقديم عطايا مادية أو عينية لهذه الأماكن.


وكانت أبرز الأماكن التى تسببت خلال السنوات الماضية فى صداع للكنيسة «دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان» الذى تبرأت منه الكنيسة قبل أن تعاود السعى للاعتراف به كنسيًا وتقنين وضعه بعد خضوع رهبان الدير إلى الكنيسة والبابا.


ورغم تكرار إصدار الكنيسة بيانات رسمية بأسماء وعناوين الأديرة والأماكن الكنسية المعترف بها، إلا أن تلك الأماكن غير المقننة ما زالت تجذب الأقباط إليها عبر صفحات التواصل الاجتماعى، ويجرى تنظيم رحلات إليها، وهو ما تعتبره الكنيسة «نصبًا».