رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الشيخ محمد عيد شحاتة: من يريد أن يعتمر فليذهب إلى السيدة عائشة «حوار»

محرر «النبأ» في حواره
محرر «النبأ» في حواره مع الشيخ محمد عيد شحاتة


محمد على أوصى بدفنه بجوار السيدة عائشة حتى تشفع له بسبب «مذبحة القلعة»


لولا وجود الأزهر لانتشرت الأفكار المتطرفة أكثر وأكثر


لا يوجد فى الإسلام شىء اسمه المساواة بين الرجل والمرأة


التهكم على العلماء فى الأفلام والمسلسلات ضد تجديد الخطاب الدينى


الأزهر يمر بفترات ضعف لكنه لا يموت


الهجوم على الرموز الدينية محاولة لتدمير تراث الأمة


حصول الإمام على راتب يكفيه وحمايته شرط نجاح تجديد الخطاب الدينى


المسلمون سينتصرون عندما يعودون لربهم


من يريد أن يعتمر فليذهب إلى مسجد السيدة عائشة


أُحلت للتحقيق بسبب تركيب «مروحة» وتنظيف «الرخام»


أحلم بتوسيع مسجد السيدة عائشة كما حدث أيام الرئيس السادات


أهل الخليج كانوا يأتون لمقام السيدة عائشة قبل اكتشاف البترول


أكد الشيخ محمد عيد شحاتة، إمام وخطيب مسجد «السيدة عائشة»، أن ما يحدث للقدس «مهزلة» وتعجيل بنهاية اليهود «المتغطرسين»، محذرًا من أن الشباب المصري في طريقه للضياع؛ بسبب بعده عن الله عز وجل.


وأضاف في حواره لـ«النبأ»، أنه من مصلحة رئيس الجمهورية أن يكون الأزهر قويًا، مشيرا إلى أن الانحلال الأخلاقي أشد خطرًا على المجتمع من التشدد، وأن التفكك الأسرى هو السبب الرئيسي في انتشار ظاهرة الإلحاد بين الشباب، مؤكدا أن التهكم على العلماء في الأفلام والمسلسلات ضد تجديد الخطاب الديني، وإلى تفاصيل الحوار:


حدثنا عن رحلتك في العمل بوزارة الأوقاف؟

تم تعييني عام 2006 في محافظة الشرقية قبل الانتقال إلى القاهرة لاستكمال مشواري العلمي، وعملت في أحد مساجد القاهرة، ثم تم فتح مسابقة للنذور في مسجد السيدة عائشة بنت سيدنا الإمام جعفر الصادق عام 2014، وكنت الأول في المسابقة، وكان لي الشرف أن جئت لهذا المسجد، لكنني وجدت مشاكل كثيرة جدا، فوجدت الإهمال في جميع أركان المسجد، وبدأت أحارب هذا الإهمال، وبدأ وزير الأوقاف يتجاوب معي في بعض الأمور، ومما وجدته من المشاكل أن المسجد يتبع وزارتي الآثار والأوقاف، فبدأت أرسل لرئاسة الجمهورية، لأن وزارة الآثار كلما قررت «الأوقاف» فعل أي شيء للمسجد وقفت في طريقها، وأخر الأشياء أنه تم تحرير أربعة محاضر ضدي من وزارة الأثار، منها محضر بسبب تلميع الرخام وتنظيفه، ومحضر آخر لتركيب مروحة في المقام، وبعض المحاضر الهزلية، والتي تم حفظ بعضها، وما زالت هناك القضية رقم 5344 وتمت إحالتها إلى خبير ليقوم بمعاينة المروحة التي تم تركيبها، ووزير الأوقاف كان في كل مرة يكون ثائرا ضدي، ولكن عندما يعرف أن الأمر يخص المسجد يستجيب ويشجعني على الاستمرار في عملي في المسجد، وخاصة أن موقعه صعب جدا، نظرا لكثرة الباعة الجائلين والمتسولين، وكثرة السرقات، فكان كلما أتى إمام فر هاربا من المسجد لكثرة المشاكل، إلا أنني بفضل الله عز وجل وتوفيقه أستكمل العام الرابع على خير، وأسأل الله عز وجل أن يتمم مدتي ويزيدني أكثر وأكثر لأكمل المشوار وأحقق حلمي.


ما هو حلمك؟

حلمي غريب جدا، وهو أننى أحلم بتوسيع مسجد السيدة عائشة وتطوير ميدان السيدة عائشة، وتطوير دورة المياه في المسجد، لاسيما وأنها غير آدمية بالمرة، رغم أنني طلبت مرارا وتكرارا بتطويرها ونقلها إلى مكان آخر، كما أحلم بوجود مصلى للسيدات، لأن السيدات يصلين بجوار المقام وأمام الإمام ومكانها ضيق، وقد أرسلت لرئاسة الجمهورية ثلاثة تلغرافات بهذه المطالب، كما أرسلت لرئاسة الوزراء وخاطبت وزير الأوقاف، إلا أن الله عز وجل أخر إذنًا، وسيأذن إن شاء الله قريبا بتوسيع المسجد، فأنا لا أحلم بترقية ولا بدرجة علمية، فأنا راضٍ جدا بما قسمه الله لي، وراضٍ ببناتي الثلاث، زينب وفاطمة وعائشة، ولكن كل حلمى هو توسيع مسجد السيدة عائشة، وأن ينال حظه مثل المساجد الثلاث الكبرى، الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة.


ما سبب حبك لآل بيت رسول الله وخاصة السيدة عائشة؟

ما رأيته من صفاء ونقاء عند آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيته عندهم من كرامات، والكرامات لم تقتصر على حياتهم، بل بعد موتهم، قابلتني صعاب كثيرة فكنت أبكي لله وأتضرع عند مقام السيدة عائشة حبا في الله وفي رسول الله، فكانت تحل المشاكل بما لا أدري، قابلتني عقبات كثيرة، أخرها إحالتي للنيابة الإدارية بسبب تركيب «مروحة» في المسجد، وكان الله سبحانه وتعالى ينجيني منها بفضل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب آل بيته، زياراتي لرسول الله كل عام منذ إن جئت لهذا المسجد كانت بفضل حبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحبى لآله.


من هو مثلك الأعلى؟

مثلى الأعلى هو حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى « لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا»، عشقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا حدود له.


حدثنا عن السيدة عائشة وتاريخها في مصر؟

السيدة عائشة رضى الله عنها جاءت إلى مصر بعد موقعة تسمى «فخ» بين العباسيين وبين بيت آل النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءت معها الكثيرات من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عام 145 هجرية، والسيدة عائشة ليست زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعتقد الكثير من المصريين، لكنها السيدة عائشة بنت الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر، بن سيدنا على زين العابدين، بن الإمام الحسين رضى الله عنه، يعني جدها هو سيدنا الحسين رضى الله عنه وأرضاه، وأخوها سيدنا اسحاق المؤتمن زوج السيدة نفيسة، والسيدة نفيسة هي بنت الإمام حسن الأنور ابن سيدتنا زينب الأبلج بن الإمام حسن المثنى بن الإمام حسن أخو الإمام الحسين، وجدتها من ناحية أم أبيها هي السيدة عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك سميت تبركا باسم السيدة عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءت إلى مصر عام 145 هجرية، ولم تمكث في مصر إلا عاما واحدا، ثم توفيت ودفنت في هذا المسجد الذي سمي باسمها، ودفنت في مرقدها في هذا الضريح وجثمانها موجود، وحققها الكثير من العلماء، وعندما تم تجديد المسجد تم تهيئة المقام وتجديده، صلاح الدين الأيوبي عندما أراد بناء أسوار القاهرة وجد سورا سيمر من أمام مقام السيدة عائشة، فبعد عن المقام وفتح في السور بابا سماه باب السيدة عائشة بنت الإمام جعفر الصادق، محمد علي باشا عليه رحمة الله في أخر حياته أراد أن يتوب من مذبحة القلعة، فأمر أن يدفن في القلعة بجوار السيدة عائشة رضى الله عنها حتى تشفع له عند ربه، السيدة عائشة لها تاريخ عريق مع المصريين، فعندما توفيت دفنت في هذا المكان، ثم تم بناء بجوارها مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، والرئيس محمد أنور السادات عام 1979 قام بتوسيع المسجد وتطوير المقام والميدان وقام ببناء الكوبري الحالى، ومنذ ذلك الحين لم يتم توسيع المسجد أو تطوير الميدان، ولذلك نأمل أن يتم توسيع المسجد كما حدث في عهد الرئيس السادات رحمه الله.


هل للسيدة عائشة كرامات معينة تذكرها لنا؟

السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها هي صاحبة حال مع الله عز وجل، وصاحبة يقين، أثر عنها أنها قالت: «لأن أدخلني ربي النار، لأطوفنا بتوحيدي بين أهل النار وأقول، يا رب وحدتك فعزبتني»، كانت حافظة للقرآن وعالمة وفقيهة، تعلم القرآن والفقه للمصريين، وبعد انتقالها ظهرت كرامات كثيرة جدا، أذكر منها ما حدث معي شخصيا، ففي عام 2014، أجرى أحد الصحفيين معي حديثا صحفيا وكان يكتب مقالا عن تجديد الخطاب الديني، وكنت غاضبا نظرا لوضع المكان ووضع المسجد، فقلت له، تريد أن تكتب عن تجديد الخطاب الديني والمسجد مهمل، فما كان منه إلا وكتب عنوانا في جريدة الأهرام المسائي على لساني بعنوان «نعاني الإهمال من وزارة الأوقاف والمسجد لم يتم تطويره منذ 35 عاما»، فأوقعنى في ورطة مع وزير الأوقاف، فما كان منه إلا أن استدعاني في اليوم التالي، وكان يوم السبت، وكان الأمر شديدا وعصيبا، فوقفت أمام المقام بإخلاص لله عز وجل، ودعوت الله عز وجل أن ينجيني من هذه الكارثة، فذهبت إلى وزارة الأوقاف، وكان وقتها الشيخ محمد عبد الرازق هو رئيس القطاع الديني، فدخل إلى وزير الأوقاف ثم خرج، فنظرت إليه مبتسما وقلت له: هل الأمر فيه نقلا إلى حلايب وشلاتين، فنظر لي مبتسما وقال لي أن معالى الوزير يقول لك انصرف إلى مسجدك وسوف يتم حل كل المشاكل، فعلمت أن ذلك كان كرامة من صاحبة المقام، وعلماء وأهل الخليج لهم حال مع السيدة عائشة قبل التقدم الذي وصلوا إليه وقبل اكتشاف البترول، كانوا يأتون إلى مقام السيدة عائشة ويدعون عنده بإخلاص حتى ينالوا بركة المقام فينالوا بركة زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قلت ذلك في التليفزيون المصري، وقلت من يريد أن يعتمر فليذهب إلى مقام السيدة عائشة، وأنا أقول إن الدعاء عند هذه الأماكن بإخلاص مجاب عند الله عز وجل، لذلك يقول الشاعر «لعائشة نور مضيء وبهجة، وقبتها فيه الدعاء مجاب»، فهاج ضدي الكثير من المتشددين والمتنطعين، وبدءوا يهاجمونني في الكثير من قريتي على مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام، وفي العام الثاني ذهبت أنا وأسرتي لزيارة رسول الله عليه وسلم، وكأن السيدة عائشة تكافئني على ذلك، وهناك الكثير من الكرامات والبركات لسيدتنا عائشة رضى الله عنها وأرضاها، وهي تلقب بعروس آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنها لم تتزوج وماتت وهي صغيرة في العشرينيات.


هل هناك مشاهير يأتون لزيارة المسجد؟

كثير من القيادات ومن الدول العربية يأتون إلى المسجد وإلى مقام السيدة نفيسة، لأنها جزء من حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا جزء من عقيدتنا كما قال الإمام الشافعي، رحمه الله، وكان تلميذًا للسيدة نفيسة.


هل هناك شيعة يأتون إلى المسجد؟

قليل، لأن هناك خلافا بينهم وبين السيدة عائشة، وهم يلتزمون بتعليمات المسجد، ولا يؤدون طقوسا خاصة بهم.


ما الخلاف الذي بينهم وبين السيدة عائشة؟

بسبب سبهم لصحابة رسول  الله صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك لا يأتي الشيعة المغالون لزيارة مقام السيدة عائشة.


ما أبرز الأسئلة التي تأتي إليك من رواد المسجد؟

أغلبها عن السيدة عائشة، وحياتها في مصر، وعن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن المشاكل التي تحدث بين الزوجين، وبفضل الله يتم التوفيق بين الزوجين والإصلاح بينهما.


ما الفئات التي تزور الضريح وهل هناك من يأتي لجلب الخير أو للإنجاب؟

كل الفئات، فهناك توعية دينية، فأنا دائما أفصل بين العبادات، وبين حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، للوصول إلى التصوف الحقيقي.


رأيك في موقف المتشددين من زيارة الأضرحة والصلاة في هذه المساجد؟

هذه المساجد موجودة منذ أكثر من ألف عام، وكثير من العلماء الأفذاذ، وفتاوى دار الإفتاء المصرية تؤكد أن هذه الأماكن لها قدسية عند المصريين وعند العلماء، وأذكر منهم الشيخ محمد متولى الشعراوي، الشيخ عبد الحليم محمود، والشيخ المراغي، وغيرهم من علماء الأزهر السابقين والحاليين مثل الدكتور أحمد عمر هاشم، وأنا أجل هؤلاء العلماء وأقبل أيديهم وأرجلهم، فما كان هؤلاء على ضلال أبدا.


كيف ترى الهجوم على الرموز الدينية في الفترة الأخيرة وعلى رأسهم الشيخ محمد متولي الشعراوي؟

الهجوم على الرموز الدينية محاولة لتجريد الأمة من رموزها، وتدمير لتراث الأمة وعلمائها.


كيف ترى الهجوم على الأزهر ومطالبة البعض بإغلاقه؟

هذه دعوة لتجريد الأمة من تراثها، الأزهر تاريخ ومجد نصر للإسلام والمسلمين، رحم الله الرئيس جمال عبد الناصر عندما ذهب إلى إحدى الدول الإفريقية، فحملوه على الأعناق وقالوا له: لا تظن أننا حملناك لأنك رئيس الجمهورية، لكننا حملناك لأنك جئت من بلد الأزهر، الأزهر يأتي عليه فترات ضعف وقوة، ولكنه لن يموت، الأزهر أغلق مائة عام على عهد صلاح الدين الأيوبي لتحويله من دراسة المذهب الشيعي إلى دراسة المذهب السني، ثم عاد وتم فتحه ودرس فيه كل المذاهب السنية وبعض المذاهب الشيعية وهو المذهب الجعفري، الأزهر نادرا ما يخرج منه متطرف أو متشدد، ما نحن فيه الآن بسبب بعدنا عن منهج الأزهر ومنهج الوسطية والاعتدال، الأزهر هو صمام أمان لمصر وللإسلام والمسلمين، ولولا وجود الأزهر لانتشرت الأفكار المتطرفة أكثر وأكثر، والعلماء القدامى يعرفون قيمة العمامة الأزهرية، يقول عنه أحد الشعراء: سل عنه أيام المراغي، فإنه حامي اللواء وقائد لا يخضع، عالم الأزهر لا يخشى إلا الله، فلو خشى منصبا أو جاها أو مالا فقد ضاع الأزهر وضاعت هيبته، وأي رئيس من مصلحته أن يقوى الأزهر، أي رئيس لمصر سيقوى بقوة الأزهر وسيضعف إذا ضعف الأزهر، فإي حاكم لمصر إذا أراد قوة فلابد وأن يقف بجوار الأزهر وبجوار علماء الأزهر، فإذا ذل العلماء ذل المجتمع بأثره، وأكرر، أي رئيس لجمهورية مصر العربية إذا أراد قوة فليبقى في ظهر الأزهر، وإذا أراد ضعفا فليضعف الأزهر، وكما قال الشاعر:


مزاحـمًا أهل العـلـوم بــــــــــــالرُّكَبْ.. وطـالـبًا لنـيله كلَّ الطَّلـــــــــــــــبْ

واعـلـم بأن العـلـمـاء قـالــــــــــوا.. الأغنـيـاء لهـمُ الأمــــــــــــــــوالُ

قـد جـمعـوا الكـنـوز ألفًا ألفـــــــــا.. وقـد جـمعْنـا العـلـم حـرفًا حـرفـــــــا

ولـو بحـرف واحدٍ أعطَوْنـــــــــــــــــا.. ألفًا مـن الأمـوال مـا رضـيـنــــــــــا


ما رؤيتك لتجديد الخطاب الديني؟

تجديد الخطاب الديني يأتي من اندماج الأزهر مع الأوقاف، وأن يتصدر المساجد طلبة وعلماء الأزهر الشريف، أريد من طلبة الأزهر في المرحلة الثانوية والجامعية أن يعتلوا المنابر، لمنهجهم الوسطى، وأن يسدوا الفراغ في المساجد، وتجديد الخطاب الديني يأتي من قوة الأزهر، وأن ينظر المجتمع لعالم الأزهر نظرة صحيحة، وتجديد الخطاب الديني لا يكون بالتهكم على علماء الأزهر في الإعلام وفي المسلسلات والأفلام، تجديد الخطاب الديني يأتي حينما يكون لعالم الأزهر حصانة، وحينما يكون لإمام المسجد حصانة، يأتي من قوة إمام المسجد، طالما أنه ملتزم بالاعتدال والوسطية، تجديد الخطاب الديني يأتي عندما يحصل إمام المسجد على راتب يكفيه، تجديد الخطاب الديني يأتي من قوة الأزهر ومن قوة علماء الأزهر.


كيف ترى ما يحدث للقدس الآن؟

كما قال حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن تتداعى عليكم الأمم، كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت»، أين الراية التي تدافع عن المسلمين؟ أصبحنا رايات وفرق مشتتة ومتفرقة ومتشرذمة، ما يحدث للقدس هو ضعف للمسلمين في جميع أنحاء العالم، ما يحدث للقدس هو غطرسة صهيونية لا يقبلها مسلم، ولا يقبلها أزهري تربى على مائدة القرآن الكريم، ما يحدث للقدس هو تعجيل لنهاية اليهود المتغطرسين..


يا أمتــــــــــى وحدوا للحق صفكم.. إن التنازع للخسران عقبــــــــــاه

يا أمتــــــــى اتجهوا لله في ثقة.. إن تنصروا ربــــــــــــكم ينصركم الله


متى ينتصر المسلمون؟

إذا اجتمعوا وعادوا إلى ربهم، يقول تعالى: «وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ، إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ»، ويقول تعالى: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم، مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ، أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ».


كيف ترى تجربة الدفع بالواعظات في المساجد؟

تجربة جيدة، ولكنها تحتاج إلى تعميم، واهتمام أكثر، كما تحتاج إلى وجود أمن داخل المساجد، وتحتاج إلى أمن نسائي.


كيف ترى وضع المرأة في مصر وهناك مطالبات بالمساواة بينها وبين الرجل؟

المساواة بين الرجل والمرأة فكرة ليست صحيحة، ولكن يمكن أن نقول حقوق الرجل وحقوق المرأة، أو التساوي، لكن الإسلام لم يقل بالمساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء، فهناك أعمال تستطيع المرأة أن تقوم بها لا يقوم بها الرجل والعكس، والإسلام لم ينقص حقا واحدا من حقوق المرأة، وأعطى للمرأة في الميراث حقوقا أكثر من الرجل في حالات كثيرة، والإسلام أعطى للمرأة كل الحقوق، ما عدا الولاية العامة نظرا لاختلاف المزاج عند المرأة.


هل أنت راضٍ عن وضع الشباب في مصر؟

الشباب في مصر يتعرض للضياع لبعده عن الله عز وجل، وهذا يحتاج إلى تكاتف كل مؤسسات الدولة من أجل النهوض بالشباب وتقويتهم وليس تربيتهم كما قال إمامنا الشيخ محمد متولى الشعراوي، يعجبني جملة قالها وزير الأوقاف وهي: «إننا نحارب التشدد»، لأن التشدد خطر على المجتمع، والانحلال أشد خطرا على المجتمع، فالانفلات الأخلاقي خطره جسيم على المجتمع، لأنه يؤدي إلى انتشار الجريمة وتعددها، وانتشار حالات الطلاق، ويؤدي إلى السرقة والقتل والإدمان.


بما تفسر انتشار ظاهرة الإلحاد بين الشباب في مصر؟

التفكك الأسرى، وانشغال الآباء والأمهات بالعمل، وغياب التوعية الدينية، والاختيار الخاطئ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس»، والنجاة كل النجاة في القرب من الله عز وجل.


كلمة أخيرة؟

اتقوا الله ويعلمكم الله، النجاة في تقوى الله والقرب منه والاستغفار، لأنه «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب»، والعودة كل العودة للإيمان بالله، فكما يقول كريستى موريسوت: «العلم يدعو للإيمان»، العودة للمساجد وقراءة القرآن، رسالتي إلى رئيس الجمهورية أن يقوم بتوسيع مسجد السيدة عائشة وسينال كرما من الله ما بعده كرم، محمد على دفن في القلعة بجوار السيدة عائشة حتى تشفع له عند الله، وكثير من العلماء أرادوا الدفن بجوار السيدة عائشة، فالقرب من الصالحين حتى في المدفن نجاة، لذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «جنبوا أخاكم جار السوء».