رئيس التحرير
خالد مهران

سر دراسة المذهب الأشعري داخل مناهج الأزهر

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر



تعتمد مناهج الأزهر الشريف، في المعاهد الأزهرية والكليات الشرعية ، على المذهب الأشعري والطريقة الماتوردية، بشكل أساسي ن حيث يعتبره الأزهر مذهب أهل السنة ويمثل الوسطية الحقيقية في الدين ، "النبأ" تستعرض الأسباب الحقيقية وراء اعتماد الأزهر المذهب الأشعري في المناهج وتعليمة للطلاب .

1- أن ابو الحسن الأشعري تربي في كنف المعتزلة لمدة ثلاثين عام، وبعدها ترك المعتزلة وانضم لأهل السنة والجماعة، ليضع قواعد جديدة تحمي مذهبه، مشيرًا إلى أن الله صنع هذا المذهب على عينه لخدمة لهذه الأمة.

فهذا الرجل دخل المعتزلة ليتعلم منهم العقيدة، ثم علم أن العقل وحده لا يفيد، فتركهم، واخذ ينظر وتعلم على يد أبو محمد، عبدالله بن كُلّاب، ونظم المذهب على منهاج هذا الرجل، حيث أكد أن العقائد تُبنى على النص والعقل، ولكن العقل يخدم النص، فالأدلة من النص يخدمها العقل، فالأشعري اتبع منهج السلف ولم يحدّث كما أدعى البعض، ولم يبتدع أمرًا جديدًا، ولكنه جمع أقوال صحابة والتابعين وأصّل لها بالأدلة النقدية والعقلية.



2- أن الإمام الأشعري لم يكفر أحدًا حتى من خالفوه في الرأي، حتى أنه قال في بداية أشهر كتبه “مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين”، لا نكفر أحد من أهل القبلة، على عكس الخوارج والشيعة والمعتزلة، وهو ما أثنى عليه علماء الأمة.والأزهر بدوره يعلم أبناءه إلايكفروا احد، فهو يغلق باب التكفير حتى لا تنفتح أبواب الجحيم وتراق الدماء، وهو ما لا يعلمه البعض الذين يطالبون الأزهر بتكفير داعش.

3- أن هذا المذهب تتسع دائرته، فالشافعية والحنفية وفضائل الحنابلة، على مذهب الأشاعرة والماتوردية وفقهاء الأمة وعلمائها؛ مثل فخر الدين الرازي وفي عصر المتأخرين مثل جلال الدين السيوطي، وأبو بكر الباقلاني، وإمام الحرمين أبو المعالي الجويني وغيرهم، كلهم من الأشاعرة، الذين كتبوا في مختلف العلوم، مثل علم النفس والتربية والحديث والصوفية والحب الآلهي.


4- أن هذا المذهب استمر على مر العصور مع مراعاة الظروف والمتغيرات، مثل المذهب الشافعي الذي غير مذهبه بين العراق ومصر، فتغير المذهب بين أبو بكر الباقلاني قديما وأبو حامد الغزالي حديثا، ولكنهم في مختلف الأحوال خدموا القران والسنة.



5- أن العقيدة الأشعرية، تبدو بسيطة للعوام، وتوافق الفطرة السليمة، فهي تتحدث بلغة بسيطة يفهمها الجميع.


6- أن المذهب الأشعري يجمع بين النقل والعقل، فلا يطغي أحدهما على الآخر، وهو النهج العام لأهل السنة والجماعة.