رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هل توقف العلاقة الخاصة بين السيسي والبشير تدهور العلاقات المصرية السودانية؟

السيسي والبشير -
السيسي والبشير - أرشيفية


في الفترة الأخيرة تصاعدت حدة التوتر بين مصر والسودان، ويرى كثير من الخبراء أن الفترة القادمة، سوف تشهد المزيد من التصعيد بين الدولتين الشقيقتين، وهناك الكثير من المؤشرات على ذلك.

المؤشر الأول، هو اتهام السودان للسلطات المصرية بتأييد قرار تمديد العقوبات المفروضة عليه من قبل مجلس الأمن، وهي العقوبات التي أقرتها الأمم المتحدة على الخرطوم عام 2005، وهي تتعلق بشكل أساسي بحظر بيع الأسلحة للسودان، لكن الخارجية المصرية نفت هذه الاتهامات، مؤكدة أن لجنة العقوبات في مجلس الأمن لم تناقش من قريب أو بعيد في اجتماعاتها الأخيرة مسألة تمديد العقوبات على السودان.

المؤشر الثاني، هو ما صرح به وزير الدفاع السوداني بأن هناك "استفزازات ومضايقات" يتعرض لها الجيش السوداني في منطقة حلايب المتنازع عليها مع مصر، ونقل موقع "سودان تريبيون" عن الوزير السوداني قوله في جلسة مغلقة بالبرلمان حول الأوضاع الأمنية بالبلاد: "الجيش المصري يمارس المضايقات والاستفزازات بحق القوات السودانية بمنطقة حلايب، ونحن نمارس ضبط النفس في انتظار حل المشكلة سياسيًا بين الرئيسين السوداني عمر البشير والمصري عبد الفتاح السيسي".

المؤشر الثالث، هو المناورات العسكرية التي جرت بين القوات العسكرية السودانية والسعودية، في قاعدة مروي الجوية بشمالي السودان على الحدود مع مصر، والتي أطلق عليها اسم "الدرع الأزرق 1" دون مشاركة مصر.

في سياق متصل، الرئيس السوداني عمر البشير يشيد دائما بعلاقة الصداقة التي تربطه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، ويؤكد دائما على أن المشكلة ليست مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإنما مع الدولة العميقة التي تدير الأوضاع في مصر، كما أن هذه العلاقة لم تتأثر بالتصعيد الإعلامي التي يحدث بين البلدين، والذي بلغ ذروته أثناء زيارة الشيخة موزة لأهرامات السودان، وسخرية بعض وسائل الإعلام المصرية من تاريخ السودان.

والسؤال هو: هل تنجح علاقة الصداقة بين الزعيمين في وقف تدهور العلاقات بين مصر والسودان الفترة القادمة؟

يقول اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري والاستراتيجي، إن إجراء مناورات عسكرية بين السودان والسعودية على الحدود المصرية بدون مشاركة مصر هو إجراء غير ودي، وهو أقل وصف لذلك، والأهم من ذلك هو هل تم إخطار مصر بهذه المناورات أم لا؟

وأضاف مسلم في تصريحات لـ"النبأ" أن هذا الإجراء يؤكد أن تصريحات وزيرى الخارجية المصري والسوداني حول العلاقات المصرية السودانية غير دقيقة وغير صحيحة، وبالتالي هذا الإجراء يعني أن هناك مشاكل بين البلدين ومصر يمكن أن تصل الى استخدام القوة العسكرية على الحدود بين مصر والسودان.

ولفت الخبير العسكري إلى أن التقارب العسكري بين السودان والسعودية وقطر علامة غير طيبة في العلاقات المصرية السودانية ومؤشر غير إيجابي في علاقات مصر بهذه الدول، مؤكدا أن ذلك سوف يؤدي إلى المزيد من التأزم في العلاقات بين مصر والسودان، لاسيما وأن ذلك يضاف إلى مشاكل سابقة بينهما.

أما الدكتور مختار غباشي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ورئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، فقال إن هذه المناورات تعنى أن هناك مشكلة في علاقة مصر مع السودان.

وأضاف غباشي في تصريحات لـ"النبأ" أن هناك علاقة جيدة بين السعودية والسودان، وهذه العلاقة توطدت في الفترة الأخيرة، لكنها لن تكون على حساب مصر، مستبعدا أن تكون هذه المناورات موجهة لمصر، والدليل أن التقارب بين السودان والسعودية تم قبل الخلافات بين مصر والسعودية، مؤكدا على أن توطيد العلاقات بين الرياض والخرطوم لن يكون على حساب مصر، مشيرا إلى أن مصر أكبر من هذا الموقف وهي أكبر جيش عربي، ومصر لن تهتز كثيرا من هذا الموضوع ولكنه سيثير في النفوس ضغينة.