رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

رفض زراعة كبد وحضر عزاءه حسني مبارك.. أبرز لقطات الساعات الأخيرة في حياة "العندليب"

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ


رغم مرور 40 عامًا على رحيل العندليب، إلا أنه ما زال الأسطورة التي تأبى الرحيل، وعلى الرغم من أن الزمن لم يعد زمنه، إلا أنه ما زال يعيش بيننا بأغانيه وأفلامه، التي تبعث لنا من حين لآخر رسائل ناعمة مليئة بالرومانسية الحالمة، تأخذنا بعيدًا عن صخب هذا العالم وإزعاجه.

حالة شديدة من الصراع كانت بين "عبد الحليم حافظ" والمرض؛ إذ رفض الأول الاستسلام له سريعًا، وظل جسده الهزيل يحاربه لسنوات طويلة، حتى خارت قواه وانتصر الموت عليه.

الساعات الأخيرة لرحيل "العندليب" لم تكن قاسية على أسرته وعائلته فقط، لكن على جمهوره وكل محبيه بالوطن العربي بأكمله، حتى كان رحيله صدمة مُفجعة لكل من حوله.

يوم الأربعاء، الموافق 30 من شهر مارس عام 1997، بمستشفى "كينجر كولدج" في لندن، يرقد "حليم" على فراش المرض، كان وقتها قادرًا على المقاومة؛ إذ كان يدفع بأغنيته "قارئة الفنجان" الموت بعيدًا عنه.

بينما قرر الأطباء المعالجون له، إجراء عملية الحقن السنوي لدوالي المرىء له، بعد رفضه القاطع إجراء عملية زراعة كبد، عقب تدهور حالته كبده بشكل كبير، وزيادة احتمالية تعرضه لنزيف بعد العملية، ليتجه مجدي العمروسي، أقرب أصدقاء "حليم"، إلى باريس؛ لشراء دواء جديد يمنع حدوث النزيف.



وبالفعل، أجرى الأطباء العملية لـ"حليم"، على الرغم من إدراكهم جيدًا مدى خطورتها على صحته، لكنها كانت الحل الوحيد أمامهم لإنقاذه من الموت، إلا أنهم بعد مرور ساعتين فقط على إجرائها، فوجئوا بنزيف حاد يهاجم "العندليب"، حتى اندفعت شلالات الدماء من نواحي مختلفة من جسده الهزيل.

حاول الأطباء بشتى الطرق السيطرة على هذا النزيف غير المتوقع، لكنه كان أقوى وأقسى من كل محاولاتهم الضعيفة، حتى راح ضحيته "حليم"، ولفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى، في تمام العاشرة مساء بنفس اليوم.

الصدمة كانت كبيرة على "العمروسي"، إذ وصل من باريس حاملًا في يده الدواء الواقي لـ"حليم"، بعد ثوان معدودة من رحيله، لتتساقط حبات الدواء من الزجاجة التي كانت في يده، على الأرض المُلطخة بدماء "العندليب"، في مشهد أصاب جميع الحاضرين بالذهول، الذي تحول إلى صراخ وبكاء بعد ذلك.



وفي تمام الساعة السادسة صباح يوم الخميس، أعلن البرنامج العام بالإذاعة المصرية، خبر وفاة عبد الحليم حافظ، حتى وصل جثمانه إلى مطار القاهرة الدولي، في ساعة متأخرة من يوم السبت، الموافق 2 من شهر إبريل.

"الشيخ محمد متولي الشعراوي"، والذي كان وزير الأوقاف وقتها، أمر بأن يبقى جثمان الراحل في مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، وبالفعل فُتح المسجد، وظل "العندليب" بداخله طول الليل، حتى تم تشييع جنازته صباح يوم الأحد، عقب صلاة الظهر.



أكثر من نصف مليون مواطن حضر جنازة "عبد الحليم حافظ"، إذ كانت الشوارع وقتها أشبه بلوحة لصورة مظاهرات، لكنها مظاهرات حب وعشق لـ"العندليب".

وتقدم الجنازة كل من المستشار عز الدين جلال نائبًا عن الرئيس السادات الذي كان موجودًا في الولايات المتحدة في ذلك الوقت، وممدوح سالم رئيس الوزراء وقتها، بالإضافة إلى عدد من الوزراء والفنانين.

وفي مساء نفس اليوم، أُقيم سرادق العزاء الخاص بـ"حليم بمسجد عمر مكرم، وكان محمد حسني مبارك هو أول الحضور، إذ كان نائب رئيس الجمهورية وقتها، وبجانبه مجموعة من كبار رجال الدولة.