رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تقارير سيادية تحذر السيسي من القرارات الاقتصادية قبل مظاهرات 11/11

السيسي - أرشيفية
السيسي - أرشيفية

بينما تتحفز الأجهزة الأمنية، استعدادًا للمظاهرات المتوقع خروجها في 11 نوفمبر المقبل، احتجاجًا على ارتفاع الأسعار وتردي الأحوال المعيشية، حصلت "النبأ" على معلومات حصرية تفيد بأن الأجهزة الأمنية رفعت تقارير للرئيس عبد الفتاح السيسي، تحذره من اتخاذ أية قرارات لها علاقة بالجماهير في الفترة الراهنة، لاسيما ما يتعلق بـ"تعويم الجنيه" أو رفع الدعم عن المنتجات البترولية.


وكشفت مصادر لـ"النبأ" أن الأجهزة الأمنية طالبت السيسي بالتريث في اتخاذ قرار تعويم الجنيه تنفيذا لشروط البنك الدولي، قبل فعاليات "11/11"، أو ما يعرف لـ"ثورة الغلابة"، حتى لا يتسبب القرار في زيادة منسوب الغضب لدى الجماهير وخاصة الفقراء، لاسيما مع التوقعات بارتفاع الأسعار بشكل جنوني وعدم قدرة الحكومة على السيطرة عليها.


وحسب التقارير السيادية، فإن الجماعات المعارضة وعلى رأسها الإخوان و6 أبريل يتحفزون من أجل استغلال هذه القرارات، وتهييج الشعب ضد سياسياته، تزامنًا مع منع السعودية توريد المنتجات البترولية لمصر.


وأفادت المصادر بأن السيسي يستجيب جيدًا لتلك النصائح الأمنية، رغم أنه سبق أن أعلن أنه لن يخاف من ردود الفعل، ولن يتراجع عما وصفه بـ"الاصلاح الجريء" كما تراجع الرئيس أنور السادات.


وبالمقابل، قال ياسر عبد الحليم العمدة، مؤسس حركة "غلابة" والداعي للمظاهرات إنه اختار يوم 11 نوفمبر، مشيرًا إلى أنه كان يتوقع إصدار قانون الخدمة المدنية والقيمة المضافة وزيادة الأزمات الاقتصادية مع ارتفاع سعر الدولار واستطاع أن يصل إلى أن شهر نوفمبر سيشهد قمة التردي في الوضع الاقتصادي والأزمات الاقتصادية في مصر ولذلك اختاره بناء على مراجعة مع خبراء اقتصاد.


وأضاف أن يوم 11/11 تيمة مميزة يسهل تداولها وانتشارها لانها تحمل رقمين متوافقين بالإضافة إلى أنه يوافق يوم جمعة وهو يوم عطلة رسمية ويمكن للمواطنين التظاهر فيه بشكل أكبر من أي يوم آخر.


وأضاف أن تصاعد الأزمات الاقتصادية وغلاء السلع الأساسية إضافة إلى عدم توافرها وتحذيرات الإعلاميين المؤيدين للسيسي أعطت زخما لدعوة التظاهر في 11/11، مشيرا إلى أن الدعوة وصلت وفقا لاستطلاع أجرته الحركة إلى 25 مليون مصري، وهو يستهدف نزول 10% فقط منهم للتظاهر لمدة ساعتين بعدها ستنقلب الأمور.


وأضاف أنه يبلغ من العمر 42 عاما وكان يعمل في معبر رفح حتى نهاية 2014، وهو مؤسس لحزب ثوار التحرير تحت التأسيس الذي حوى عددا من الرموز الشبابية بعد ثورة يناير، وكان من المعارضين لمحمد مرسي إلى أنه عارض الإطاحة به عن طريق قرار من الجيش، مشيرا إلى أنه استمر في عمله في وزارة النقل في معبر رفح إلى أن علم بأنه مطلوب القبض عليه على خلفية قصيدة كتبها انتقد فيها السيسي فاضطر للخروج من مصر ولم يجد مكانا يتجه له سوى تركيا، وتواصل مع أيمن نور وعمل في قناة الشرق إلى أن استقال منها منذ شهرين لأنه لا يريد أن تكون الحركة التي أسسها منتمية لأي شخص أو تيار.


وأوضح أن النواة الأولى للحركة تشكلت من 100 شخص في شكل مجموعات عنقودية كل مجموعة من 10 أشخاص بدءوا الدعوة، وانضم لهم مئات بعد ذلك، حتى إذا تم كشف مجموعة لعناصر الأمن تبقى المجموعات الأخرى بعيدة عن ذلك، موضحا انه هو الرابط الوحيد بينهم والذي يتواصل معهم جميعا.


‏‏ وأشار إلى ان كثيرين يرون أن انتفاضات الجياع لن تنجح، مشيرا إلى أنه لا يدعو لثورة جياع وإنما يدعو لثورة الغلابة، موضحا أن الغلابة في مصر هم من تعرضوا للظلم سواء الاجتماعي أو السياسي أو في المعيشة وأن أغلب المصريين هم من الغلابة الذين استهدفهم بدعوته.


وأوضح أن للحركة مسئولين عن التنظيم في جميع المحافظات بما فيها المحافظات الحدودية، موضحا أن التحرك سيكون متزامنا وإذا تمت مواجهة المظاهرات في مكان فستستمر في الأماكن الأخرى.


وأكد أن هدف الحراك ليس تحقيق أهداف محددة او مرحلية ولكن هدفه هو استعادة الحكم المدني، القادر وحده على تسيير أمور الدولة وانتشالها من الأزمات التي أغرقها فيها الحكم العسكري، على حد قوله.


وأضاف أن المظاهرات لن تكون ليوم واحد إنما هي موجة واسعة ستبدأ في 11 نوفمبر وتستمر بعدها حتى تحقيق مطلبها الرئيسي وهو إسقاط النظام الحالي وإجراء انتخابات رئاسية يتقدم لها المدنيون فقط.


وأوضح أن جميع الحركات سواء 6 إبريل او الاشتراكيين الثوريين وعدد من الأحزاب، لها ممثلين في حركة غلابة التي دعت لثورة الغلابة، مشيرا إلى أنه لم يهتم بالتواصل مع قيادات تلك الحركات او الأحزاب المختلفة لانه يريد التواصل مع المواطن مباشرة دون الانتماء ولا يريد إعطاء أي صبغة للحراك القادم.


ومن جانبه، قال هيثم الحريري، عضو مجلس النواب، إن الشارع المصري يعاني من غليان ضد الحكومة الحالية بسبب غلاء الأسعار واختفاء سلع بعينها من الأسواق مثل: السكر، والزيت، والأرز، في ظل عدم وجود أي زيادة في المرتبات لمواجهة زيادة الأسعار، وبالتالي النظام الحاكم مطالب حاليًا بالسعي نحو  امتصاص الشارع المصري  بإقناع المواطنين بأن هذه المرحلة لن تتحمل إضرابات أو ثورات جديدة، والعمل جاهدًا على خفض الأسعار وتوفير السلع الأساسية كما وعد الرئيس السيسي مؤخرًا.


وقال عضو مجلس النواب، إن الجميع يدرك جيدًا من يقف وراء الدعوات التي تطالب بالتظاهر يوم  11/11، حيث من مصلحة جماعة الإخوان إحداث اضطرابات داخلية ليكون ذلك سببًا لطلب الرئيس السيسي بترك السلطة، وهذا المنال من الصعب جدًا حدوثه حاليًا، وهو ما سيؤدي إلى مرور هذا اليوم كأي يوم عادي جدًا، ولن يستجيب أحد من المواطنين لتلك الدعوات، كما أن الداعين لتلك المظاهرات لن ينزلوا إلى الشوارع لعلمهم المسبق باعتقالهم، وفقًا لقانون التظاهر.