ماذا يفعل اليابانيون ليكونوا أكثر الشعوب تأدبا في العالم ؟

في اليابان، يرحب بك العاملون في المتاجر
والمطاعم بانحناءة، وبالقول "إيراشيايماسي" الذي يعني "أهلاً وسهلاً"
"أوموتيناشي" هي أسلوب من أساليب الحياة
في اليابان. إذ يلبس المصابون بالبرد أقنعة، مثل التي يلبسها الجراحون، وذلك لكي يتفادوا
نقل العدوى إلى الآخرين حولهم. ويقوم الجيران بتقديم علب مغلفة تحوي مسحوقا للغسيل
كهدايا قبل أن يبدأ الجار في أعمال البناء والصيانة، وذلك للمساعدة في تنظيف الملابس
من الغبار الذي سيتطاير.
تمارس الأجهزة "أوموتيناشي"،
أيضاً. تُفتح أبواب سيارات الأجرة تلقائياً عندما تقترب منها ـ كما لايطلب السائق،
الذي يرتدي قفازات بيضاء، أي بقشيش منك.
ويرحب بك العاملون في المتاجر والمطاعم
بانحناءة وبالقول "إيراشيايماسي" النابع من القلب. وعندما يسلمونك المتبقي
لك من النقود المدفوعة، يضعون يداً تحت يدك لئلا تقع منك أية قطعة نقدية. وعندما تغادر
متجراً، فليس من غير المألوف أن يقفوا في المدخل وينحنوا لك حتى تبتعد عن أنظارهم.
في الثقافة اليابانية، كلما كان الشخص بعيدا
عن مجتمعه، كان الكرم والضيافة التي يحظى بهما أكبر، ويفسر هذا سبب الذهول المستمر
للأجانب الذين يحتفون بمجاملات سخية، من خلال ما يعرف لدى اليابانيين بـ"غايجين"،
أي الترحيب بالأجانب.
أما كلمة " أوموتيناشي"، والتي تعني حرفياً "روحية الخدمة"، تأتي من مراسم تقديم الشاي حيث يعمل المضيف كل جهده لتهيئة الجو المناسب عند خدمة ضيوفه، فيختار أفضل الأواني المناسبة والورود والديكور دون أن ينتظر شيئاً بالمقابل،أما الضيوف، ولإدراكهم جهود المضيف، فإنهم يستجيبون بإظهار امتنانهم المبجل تقريباً. لذا يخلق الجانبان جواً من الانسجام والاحترام، الذي يتجذر في الإيمان بأن الصالح العام هو في مقدمة الحاجة أو المصلحة الشخصية .