في ذكرى رحيل عبد الرحمن الأبنودي .. تعرف على سر لقب "الخال" وأهم المطربين الذين غنوا من تأليفه

شاعر كبير، تميزت أشعاره بالعامية، التي وصف بها حال الشعوب بأكملها، فهو يُعد واحد من أشهر شعراء العامية في مصر، الذي كانت حياته زاخرة بالإبداع الشعري والنضال السياسي الذي جعله نزيلا للسجون في بعض مراحل حياته.

إنه الخال عبد الرحمن الأبنودي، الذي تحل، اليوم 21 أبريل، ذكرى وفاته الأولى، فقد رحل عن عالمنا تاركًا لنا رصيدًا من الأشعار لا حصر له.

ولد عبد الرحمن الأبنودي عام 1938 في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذونًا شرعيًا، وانتقل إلى مدينة قنا، وهناك استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها بشكل واضح.

فهو حاصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة القاهرة، ومتزوج من المذيعة المصرية نهال كمال ولديهم أبنتان هما " آية ، ونور" .

اشتهر الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودي بلقب "الخال"، لكن قليل منا قد يعلم سر هذا اللقب ودلالاته ولماذا أطلق على الأبنودي ومن قام بإطلاقه عليه.

الروائي المصري جمال الغيطاني كشف عن سر لقب "الخال" الذي أُطلق على "الأبنودي"، وذلك خلال الاحتفالية التي أقيمت بمناسبة عيد ميلاد الأبنودي في 2014 بمؤسسة الأهرام، وكذلك احتفالاً بصدور ديوان "مربعات الأبنودي".

وقال الغيطاني: "الشعب المصري عندما كان يحب أحدا ويثق فيه، كان يسميه الخال، لأن الخال لا يرث وليس لديه أية مطامع شخصية، ولذا فقد أطلقوا على الشاعر عبد الرحمن الأبنودي لقب الخال".

اتسمت أشعار الخال باللهجة العامية منذ صغره، وتحول عدد كبير من أشعاره إلى أغاني حملت هم الإنسان البسيط، ومشاعره وعواطفه العفوية، تجلياته وانكساراته، غناها كبار المغنين والمغنيات في مصر.

وكان منهم عبد الحليم حافظ في أغنية "عدى النهار" ، ومحمد رشدي في أغنية " تحت الشجر يا وهيبة "، الفنانة شادية في أغنية " آه يا اسمراني اللون" ، ونجاة الصغيرة في أغنية "عيون القلب"، وكان آخرهم الكينج محمد منير في أغنية " كل الحاجات بتفكرني".

شهدت القصيدة العامية مع الأبنودي مرحلة انتقالية مهمة في تاريخها، وله عدد من المؤلفات الشعرية، ومن أشهر أعماله "السيرة الهلالية" التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها.

بالإضافة إلى دواوينه الشعرية الأخرى، منها "أحمد سماعين" و "ووجوه على الشط" و "سيرة بني هلال"، وقد نشر أول دواوينه الشعرية عام 1964 بعنوان "الأرض والعيال".

كما ألف أغاني العديد من المسلسلات، أبرزهم: "النديم"، و "ذئاب الجبل"، وكتب حوار وأغاني فيلم "شيء من الخوف"، وحوار فيلم "الطوق والإسورة"، بالإضافة إلى أغاني فيلم "البريء".

وقد قام بتأليف كتاب "أيامي الحلوة"، الذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصًا وأحداثًا مختلفة من حياته في صعيد مصر.

عاصر "الخال" تحولات سياسية واجتماعية مختلفة في عهد الزعيم جمال عبد الناصر، وأنور السادات، ولقد انتقد كلا النظامين من خلال قصائده الساخرة، مما أدى إلى اعتقاله أكثر من مرة، حيث تم إلقاء القبض عليه عام 1966 ضمن تنظيم وحدة الشيوعية واعتقل لمدة أربع شهور في سجن القلعة حتى تم الإفراج عنه.

كان أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية حيث حصل عليها عام 2001 ، كما فاز بجائزة محمود درويش للإبداع العربي للعام 2014.

توفي الشاعر عبد الرحمن الأبنودي يوم الثلاثاء 21 أبريل ، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 76 عامًا.