إسرائيل تضع إيران تحت المجهر.. خطة استخباراتية شاملة على طاولة ترامب
تعمل دولة الاحتلال الإسرائيلي على إعداد ملف استخباراتي موسّع حول إيران، يتناول مساعيها لإعادة تنشيط برنامجها النووي، وترميم قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية، إلى جانب نشاط الحرس الثوري على الساحة الدولية، واستمرار تدفق الدعم المالي والعسكري إلى حركات مثل حماس وحزب الله والحوثيين وغيرها من التنظيمات، حسبما أفادت صحيفة «يسرائيل هيوم».
إسرائيل تضع إيران تحت المجهر.. خطة استخباراتية شاملة على طاولة ترامب
وذكرت الصحيفة أن هذا الملف من المقرر عرضه على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه، بهدف بلورة تنسيق مشترك بين تل أبيب وواشنطن لمعالجة ما تصفه إسرائيل بجذور التهديد الإيراني.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن ترامب يرى في إيران المحرك الرئيسي للتصعيد في الشرق الأوسط، والعامل الأبرز في زعزعة الاستقرار الإقليمي وعرقلة التوصل إلى اتفاق إقليمي شامل، أو ما يُعرف بـ«الصفقة الكبرى» التي سبق أن طرحها. ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي لا يسارع إلى اتخاذ قرارات حاسمة ضد طهران، وأن لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يهدف إلى وضع إطار استراتيجي طويل الأمد للتعامل مع إيران.
وأوضحت «يسرائيل هيوم» أن الوفد الإسرائيلي المرافق لنتنياهو سيفتقد هذه المرة إلى الوزير السابق رون ديرمر، الذي كان يتمتع بعلاقات وثيقة مع الإدارة الأمريكية ويُعد حلقة الوصل الأساسية معها، معتبرة أن غيابه سيكون له تأثير واضح على الزيارة.
ومن المقرر أن يتولى سفير إسرائيل في واشنطن، يحيئيل ليتر، هذا الدور، رغم أن شبكة علاقاته لا تزال أقل عمقًا مقارنة بسلفه.
كما سيضم الوفد نائب رئيس الأركان الإسرائيلي يوسف دريزنين، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء رومان جوفمان، وعددًا من كبار المسؤولين الأمنيين، وفق ما نقلته وكالة «معا» الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحدي الأساسي يتمثل في اتخاذ قرار بتنفيذ خطوة حاسمة ضد النظام الإيراني، وهي خطوة قد تقود إلى تصعيد عسكري واسع، يُرجّح أن تعتمد فيه إسرائيل على تفوقها الجوي والتكنولوجي، لكن مع كلفة اقتصادية وأمنية كبيرة قد تشمل شللًا في الحياة داخل إسرائيل لعدة أيام.
وفي المقابل، تطرح دوائر إسرائيلية سيناريو إسقاط النظام الإيراني بالكامل، باعتباره -وفق زعم الصحيفة- المحرك الرئيسي للصراعات ضد إسرائيل وفي عموم المنطقة. وترى أن سقوط هذا النظام من شأنه أن يضعف حزب الله في لبنان، ويقطع مصادر التمويل عن حماس والجهاد الإسلامي، وقد يؤدي أيضًا إلى انهيار جماعة الحوثيين في اليمن.
ولفتت «يسرائيل هيوم» إلى أن الأوضاع الاقتصادية داخل إيران تشهد تدهورًا متسارعًا، مع انهيار العملة المحلية إلى مستويات غير مسبوقة، وارتفاع معدلات الفقر، وهجرة الكفاءات، إضافة إلى أزمات حادة في الكهرباء والوقود والمياه.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة والدول الغربية تمتلك أدوات ضغط أكبر من العقوبات الحالية، من بينها وقف كامل لصادرات النفط الإيراني، وفرض حظر شامل على المواد ذات الاستخدام المزدوج المرتبطة بتطوير الصواريخ والصناعات العسكرية.
واعتبرت أن هذا الضغط قد يدفع طهران إلى تقديم تنازلات في ملفيها النووي والصاروخي.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن إحداث تغيير فعلي في إيران، حسب الرؤية الإسرائيلية، يتطلب دعم قوى المعارضة داخل البلاد لإشعال ضغط داخلي يُربك النظام ويدفعه للانكفاء على أزماته الداخلية، وهو ما قد يمهد، في مراحل لاحقة ومع دعم خارجي، إلى إسقاطه.







