رئيس التحرير
خالد مهران

اعتراف رسمي يهز واشنطن.. الحكومة الأمريكية تتحمل مسؤولية التصادم الجوي المميت

. الحكومة الأمريكية
. الحكومة الأمريكية تتحمل مسؤولية التصادم الجوي المميت

أقرت الحكومة الأمريكية بمسؤوليتها القانونية عن التصادم الجوي المميت الذي وقع في أجواء واشنطن خلال يناير الماضي، قرب مطار رونالد ريغان، بين طائرة ركاب مدنية ومروحية عسكرية من طراز بلاك هوك، في حادث أسفر عن مقتل 67 شخصًا وأثار جدلًا واسعًا حول معايير سلامة الطيران في الولايات المتحدة.

وجاء اعتراف الحكومة الأمريكية ضمن وثيقة قضائية رسمية قدمها وزير العدل، بلغ حجمها 209 صفحات، كجزء من دعوى مدنية رفعتها عائلة أحد الضحايا.

وأكدت الوثيقة أن الحكومة الأمريكية كانت ملزمة قانونيًا بحماية المدنيين في المجال الجوي، لكنها فشلت في أداء هذا الواجب، ما أدى مباشرة إلى التصادم الجوي الذي هز واشنطن بالقرب من مطار رونالد ريغان.

ووفق تفاصيل الحادث، وقع التصادم الجوي في 29 يناير الماضي عندما اصطدمت طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الأمريكية بمروحية عسكرية من طراز بلاك هوك كانت تنفذ رحلة تدريبية.

وأسفر الحادث عن تحطم الطائرتين في مياه نهر بوتوماك المتجمدة قرب مطار رونالد ريغان، ليشكل أحد أخطر حوادث الطيران التي تشهدها واشنطن في السنوات الأخيرة، وتتحمل الحكومة الأمريكية مسؤوليته الكاملة وفق الوثائق.

وأقرت الحكومة الأمريكية في الملف القضائي بوجود إهمال من جانب الطيارين العسكريين، تمثل في ضعف اليقظة اللازمة لرؤية الطائرات الأخرى وتجنبها، وهو ما ساهم بشكل مباشر في وقوع التصادم الجوي. 

كما أشارت الوثيقة إلى مخالفات ارتكبها مراقبو الحركة الجوية في واشنطن، خاصة في إدارة الحركة الكثيفة حول مطار رونالد ريغان الذي يشهد تحليقًا متواصلًا للمروحيات، بما فيها مروحيات بلاك هوك.

وأكدت الوثائق أن خطر التصادم الجوي لا يمكن استبعاده بالكامل في المجال الجوي المعقد المحيط بـ مطار رونالد ريغان، نظرًا لموقعه في قلب واشنطن، وكثافة النشاط الجوي العسكري والمدني. وأوضحت الحكومة الأمريكية أن هذه الظروف كانت تتطلب إجراءات أكثر صرامة لتفادي أي تصادم جوي محتمل.

وفي السياق ذاته، كشفت النتائج الأولية لتحقيقات المجلس الوطني لسلامة النقل عن وجود تباينات في قراءات الارتفاع داخل أجهزة مروحية بلاك هوك، إضافة إلى صعوبات في التواصل بين طاقم المروحية ومراقبي الحركة الجوية والطائرة المدنية.

هذه العوامل مجتمعة، حسب التحقيقات، لعبت دورًا حاسمًا في وقوع التصادم الجوي قرب مطار رونالد ريغان في واشنطن.

وبينما تتواصل التحقيقات، يبقى اعتراف الحكومة الأمريكية محطة مفصلية في مسار القضية، وسط مطالب متزايدة بتشديد إجراءات السلامة الجوية حول مطار رونالد ريغان، ومنع تكرار حوادث التصادم الجوي، وضمان عدم تحول رحلات التدريب لمروحيات بلاك هوك إلى خطر دائم على الملاحة الجوية في واشنطن.