رئيس التحرير
خالد مهران

مستشار سعودي سابق: الجيش السوداني يتحمل مسؤولية انهيار مفاوضات جدة وحرب بلا كرامة

الدكتور سالم اليامي
الدكتور سالم اليامي

أكد الدكتور سالم اليامي، المستشار السابق بوزارة الخارجية السعودية، أن القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان تتحمل المسؤولية الأساسية عن فشل مفاوضات جدة، مشيرًا إلى أن الجيش سعى إلى تجميع مقاتلي قوات الدعم السريع في مواقع محددة بغرض استهدافهم بالقصف الجوي، ما يعكس عمق الانقسامات الداخلية في السودان وتأثيرها على استمرار الصراع.

أسباب الانقسامات واستمرار الحرب

وفي مقابلة تليفزيونية، أوضح اليامي أن اندلاع الحرب في السودان لا يمكن تفسيره على أنه نزاع داخلي بحت أو خارجي بحت، بل هو نتيجة مزيج من العوامل المتشابكة التي غذت الصراع بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وأشار إلى أن الانقسامات داخل القوات المسلحة السودانية وعلى مستوى الدولة نفسها كانت العامل الأهم في تفاقم الأزمة.

وأكد أن الجيش حاول خلال المفاوضات في جدة فرض شروط غير منطقية، مثل انسحاب قوات الدعم السريع من المواقع المدنية وتجمعها في معسكرات محددة، ما مهد لاحتكاكات مباشرة وعرقل التوافق، وأدى إلى فشل مسار جدة في تحقيق أي تقدم.

العزلة الدولية للجيش السوداني

وأشار اليامي إلى أن وسائل إعلام مرتبطة بالجيش السوداني بدأت بتصعيد خطاب زائف عن دعم دولي واسع لقوات الدعم السريع، قبل أن يتراجع التركيز ليشير إلى مزاعم الدعم الإماراتي فقط. وأضاف أن الجيش دخل في مواجهة مباشرة مع منظمات دولية متعددة، حيث طُرد ممثلون وقطعت العلاقات مع الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد والجامعة العربية، ما يعكس عزلة متزايدة للجيش السوداني على الصعيد الإقليمي والدولي.

وأوضح اليامي، أن هذا التوجه عزز من الصعوبة في تحقيق أي توافق خلال مفاوضات جدة، إذ سعى الجيش لإظهار قوات الدعم السريع كميليشيا غير شرعية تخدم مصالح خارجية، بينما قدم نفسه كممثل شرعي للدولة.

غياب الرؤية وعمق الأزمة المؤسسية

لفت اليامي إلى أن تصريحات البرهان الأخيرة بشأن حل القوات المسلحة السودانية وإنشاء قوة شرطة بديلة تكشف غياب الرؤية الاستراتيجية وتعكس عمق الأزمة المؤسسية في السودان.

 وأكد  اليامي، أن كلا الطرفين، الجيش وقوات الدعم السريع، يتلقى دعمًا خارجيًا، وأن النتيجة النهائية هي أن “كلاهما خاسر، وهذه حرب بلا كرامة”، مشيرًا إلى حجم الكارثة الإنسانية والمأساة المستمرة.

تداعيات الصراع على مستقبل السودان

وحذر المستشار السعودي السابق من أن استمرار هذا الانقسام بين الجيش وقوات الدعم السريع يعقد جهود السلام ويهدد الأمن والاستقرار في السودان على المدى الطويل.

 وشدد على أن أي حل يتطلب توافقًا داخليًا حقيقيًا والاعتراف بالواقع العسكري والسياسي في البلاد، بعيدًا عن فرض شروط أحادية قد تقود إلى مزيد من العنف.