علي جمعة: فتور الطاعات شعور إنساني طبيعي.. والمهم ألا نترك الفروض
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الشعور بثقل في أداء الطاعات أمر طبيعي لا يتعارض مع الإيمان، مشددًا على ضرورة التمسك بالفرائض وعدم تركها حتى في فترات الفتور الروحي.
وقال جمعة، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، إن المسلم يظل بشرًا، ولم يخرج بإسلامه عن حدود البشرية إلى الملائكية، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «ألا إنَّ لكلِّ شِرَّةٍ فَترة»، أي أن لكل عمل حرارة ونشاطًا ثم تخف تدريجيًا.
فتور الطاعات شعور إنساني طبيعي
وأوضح أن المطلوب هو أن تكون "شِرَّتنا لله، وفَترتنا لله"، أي أن يظل المسلم ملتزمًا بالحد الأدنى من العبادات، مثل الصيام والصلاة، حتى إن قلّ نشاطه أو ترك بعض النوافل، فلا يترك الفروض.
وأشار إلى قصة الأعرابي الذي سأل النبي ﷺ عن الواجبات، فأجابه بأن يؤدي الفرائض فقط، وقال عنه النبي: «أفلح وأبيه إن صدق»، مؤكدًا أن الالتزام بالحد الأدنى من الطاعات في فترات الفتور يُعد فلاحًا.
وأضاف جمعة أن الفتور لا يعني النفاق، بل هو جزء من الطبيعة البشرية، وأن الحزن على فوات الخير دليل على صدق الإيمان، مستشهدًا بقول الله تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53].
وختم بالقول إن الإنسان قد يمر بفترات فتور، ثم يعود للاجتهاد، ويكرر المحاولة مرارًا، وهذا هو السبيل إلى الثبات، داعيًا إلى عدم اليأس أو الإحباط، بل إلى الاستمرار في السعي نحو رضا الله.