دار الإفتاء المصرية: المطلقة رجعيًّا تنتقل إلى عدة الوفاة إذا مات زوجها أثناء العدة
أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي في حالة وفاة الزوج أثناء عدة الطلاق الرجعي، وذلك ردًّا على سؤال ورد إليها من سيدة طُلقت طلاقًا رجعيًّا منذ أسبوعين، ثم توفي زوجها في اليوم التالي، متسائلة عن المدة الواجبة عليها: هل تكمل عدة الطلاق أم تتحول إلى عدة الوفاة؟
وأكدت دار الإفتاء أن الطلاق الرجعي هو الطلاق الذي يقع على المرأة المدخول بها دون بلوغ الثلاث طلقات، بشرط ألا يكون في مقابل مال، ويظل الزوج محتفظًا بحق مراجعتها ما دامت في العدة، كما تبقى جميع أحكام الزوجية قائمة، ومنها الإرث، إذا مات أحد الزوجين أثناء العدة.
المطلقة رجعيًّا تنتقل إلى عدة الوفاة
وأشارت إلى أن جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة (الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة) اتفقوا على أن المطلقة رجعيًّا تُعد زوجة شرعًا ما دامت في العدة، وإذا توفي الزوج خلال هذه الفترة، فإنها تنتقل فورًا إلى عدة الوفاة، وتسقط ما مضى من عدة الطلاق.
وبيّنت دار الإفتاء أن عدة الوفاة لغير الحامل هي أربعة أشهر وعشرة أيام، وفقًا لقوله تعالى: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرًا"، أما الحامل فعدتها تنقضي بوضع الحمل، حتى لو تم بعد يوم واحد من الوفاة.
وشددت الدار على أن هذا الحكم لا ينطبق على المطلقة طلاقًا بائنًا، إذ تعتبر أجنبية عن الزوج منذ لحظة الطلاق، ولا تنتقل إلى عدة الوفاة في حال وفاته.
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن أحكام العدة تُعد من المسائل الشرعية الدقيقة التي تتطلب فهمًا عميقًا لطبيعة العلاقة الزوجية وأثرها بعد الطلاق، داعية إلى الرجوع للجهات المختصة في مثل هذه الحالات لضمان تطبيق الأحكام الشرعية الصحيحة.