رئيس التحرير
خالد مهران

مفتي الجمهورية: الفتاوى الشاذة تهدد الوعي العام وتزعزع الثقة في المرجعيات الدينية

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

حذر الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، من خطورة انتشار الفتاوى المضللة في العصر الرقمي، مؤكدًا أن تداولها دون رقابة يهدد الثقة في المرجعيات الدينية الرسمية ويثير البلبلة في نفوس العامة، خاصة في القضايا المعقدة التي تتطلب تأصيلًا علميًا ونظرًا دقيقًا.

وشدد المفتي، خلال كلمته، على ضرورة تكثيف جهود المؤسسات الدينية في مراقبة المشهد الإفتائي، وتعزيز حضورها في الفضاء الرقمي، وتأهيل كوادر قادرة على مخاطبة العقول بلغة العصر، مع الالتزام بمنهج يجمع بين الأصالة والتجديد.

الشاذة المتعلقة بالمرأة

وتناول المفتي الفتاوى الشاذة المتعلقة بالمرأة، والتي تنكر حقوقها الفطرية والأسرية بزعم أن اسمها أو صوتها عورة، معتبرًا أن هذا الفكر منحرف عن هدي الإسلام، مستشهدًا بنداء النبي صلى الله عليه وسلم لصفية بنت عبد المطلب وفاطمة بنت محمد رضي الله عنهما، ومؤكدًا أن الفقهاء لم يقولوا إن اسم المرأة أو صوتها عورة.

كما أشار إلى استغلال جماعات العنف والتطرف للفتوى الدينية في نشر أفكار تكفيرية خطيرة، وصلت إلى حد إباحة الحرق والتمثيل بالجثث، مما أدى إلى تشويه صورة الإسلام وزعزعة الاستقرار المجتمعي والدولي.

وانتقد المفتي مسلكي التساهل والتشدد في الفتوى، محذرًا من أن التساهل يخل بمقاصد الشريعة، والتشدد ينفر الناس من الدين، مستشهدًا بقول الإمام النووي: "يحرم التساهل في الفتوى ومن عرف به حرم استفتاؤه"، ومؤكدًا أن الدين في جوهره يسر ورحمة.

واختتم الدكتور نظير عياد كلمته بالتأكيد على أن ضعف التأهيل العلمي والروحي لدى بعض المتصدرين للفتيا يمثل خطرًا كبيرًا، داعيًا إلى إعادة الاعتبار للمرجعية المؤسسية الموحدة، وبناء خطاب شرعي رشيد يعالج القضايا بمنهج قرآني منضبط، يوازن بين المصالح والمفاسد، ويواكب الواقع المعاصر دون جمود أو تقديس للأقوال.