رئيس التحرير
خالد مهران

الإفراط ليس في مصلحتك.. ما الكمية الفعليّة التي تحتاجها من البروتين؟

البروتين
البروتين

يحذر الخبراء من أن النصيحة الشائعة بتناول المزيد من البروتين، ليست مُضللة فحسب، بل قد تكون ضارة، ويُعتقد أن حوالي نصف البالغين زادوا من استهلاكهم للبروتين في عام ٢٠٢٤، مع ارتفاع عدد منتجات السوبر ماركت المُضاف إليها البروتين في السنوات الأخيرة.

علاوة على ذلك، من المتوقع أن ينمو سوق ألواح البروتين العالمي ليصل إلى ٥.٦ مليار دولار بحلول عام ٢٠٢٩.

وفي الوقت نفسه، تعجّ وسائل التواصل الاجتماعي بشخصيات مؤثرة، تُقدّم نصائح للمشاهدين حول كيفية زيادة استهلاكهم للبروتين - مُستهدفةً الجميع، من النساء في سن اليأس، المُعرّضات لفقدان العضلات، إلى مُحبي اللياقة البدنية، فإن البروتين لا يُجدي نفعًا بمفرده: فالكربوهيدرات والدهون لا تقل أهمية.

وفي حين أن البروتين ضروري للصحة والقوة والحفاظ على العضلات مع تقدمنا ​​في السن، إلا أن الواقع هو أن معظم الناس في المملكة المتحدة يحصلون بالفعل على أكثر من كفايتهم.

متوسط استهلاك البروتين

وفي المتوسط، يستهلك البالغون حوالي 1.2 جرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا، وهو ما يتجاوز بالفعل الإرشادات الحكومية البالغة 0.75 غرام/كغ/يوم".

هذا يعني أن الرجال يجب أن يستهلكوا عادةً حوالي 60 جرامًا من البروتين يوميًا، والنساء حوالي 54 جرامًا، بينما يجب على أي شخص يزيد عمره عن 50 عامًا أن يستهدف ما يقارب جرامًا واحدًا لكل كيلوغرام - لأن الامتصاص يتناقص مع التقدم في السن.

مخاطر الإفراط في تناول البروتين

يُعد البروتين أحد العناصر الغذائية الكبرى الأساسية الثلاثة، إلى جانب الكربوهيدرات والدهون، التي نحتاجها للنمو والتطور وإصلاح الأنسجة.

ويوجد البروتين في جميع أنحاء الجسم، وهو لبنة بناء كل خلية بشرية، في العضلات والعظام والأنسجة والجلد والشعر، وفي كل نسيج آخر تقريبًا.

ويُشكل البروتين الإنزيمات التي تُعزز التفاعلات الكيميائية الحيوية، وهو ضروري لتكوين الهيموغلوبين الذي يحمل الدم المؤكسج في جميع أنحاء الجسم.

ومع أن تناول كمية كافية منه ضروري للوقاية من سوء التغذية، والحفاظ على كتلة العضلات وقوتها مع التقدم في السن، إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى عدد من المضاعفات الصحية الخطيرة، بما في ذلك حصوات الكلى وأمراض القلب وحتى السرطان.

وتكمن المشكلة في أن الرسائل عبر الإنترنت غالبًا ما تُطبق هذه القيم العالية المخصصة لفئات صغيرة ومحددة على نطاق واسع.

لكن بالنسبة للشخص العادي، لا يوجد دليل على أن تجاوز احتياجاته الفردية يُوفر فوائد صحية إضافية، بل قد يكون ذلك على حساب عناصر غذائية أساسية أخرى مثل الألياف والفيتامينات والمعادن.

الفشل الكلوي

عند تناول البروتين، يتحلل إلى أحماض أمينية تُستخدم بعد ذلك لنمو الأنسجة وتعافيها، وتُنتج هذه العملية فضلات مثل اليوريا والكالسيوم، والتي تُصفّى من الجسم عن طريق الكلى. لكن الإفراط في تناول البروتين قد يُسبب ضغطًا غير ضروري على الكلى، مما يؤدي إلى تكوّن حصوات الكلى وحتى الفشل الكلوي في مراحله المبكرة.

سن اليأس

احتياجاتنا من البروتين تتغير بمرور الوقت، وليس بالضرورة زيادة استهلاكنا للتعويض عن التغيرات التي تمر بها أجسامنا مع التقدم في السن، وعلى سبيل المثال، ثَبُتَ منذ فترة طويلة أن انقطاع الطمث يُعرّض النساء لخطر أكبر للإصابة بهشاشة العظام، وهي حالة تُضعف العظام وتُصعّب الحفاظ على كتلة العضلات.