رئيس التحرير
خالد مهران

خطأ شائع أثناء النهار يرتكبه الملايين يؤثر على جودة النوم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في المرة القادمة التي تواجه فيها صعوبة في النوم، لا تُلقِ باللوم على وسائدك غير المريحة، فقد يكون السبب هو طريقة جلوسك ووقوفك طوال اليوم.

ويقول خبير نوم بارز إن الساعات التي تقضيها منحنيًا أمام الشاشات تُسبب ضغطًا على الجهاز العضلي الهيكلي، مما يُعيق راحتك ويُفاقم الأرق.

وقد تُسبب وضعية النوم السيئة الناتجة عن استخدام الشاشات أثناء النهار آثارًا طويلة الأمد، تمتد إلى الليل، إذا كانت رقبتك غير مُستوية بعد يوم قضيته منحنيًا أو ناظرًا إلى أسفل، فمن المرجح أن تتقلب وتستيقظ وأنت تشعر بسوء أكبر.

وإذا كنت تعاني بالفعل من الألم، فمن غير المرجح أيضًا أن تصل إلى النوم العميق الذي يحتاجه جسمك للتعافي، إنها حلقة مفرغة.

يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه بحث جديد أجرته شركة سيمبا أن ملايين البريطانيين يعانون من "رقبة التكنولوجيا"، وهو مصطلح يُشير إلى توتر في أعلى الظهر ناتج عن الانحناء أثناء التحديق في هواتفنا وأجهزتنا اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، ولكن آثار رقبة التكنولوجيا لا تختفي بمجرد إبعاد هواتفنا عنا ليلًا.

الوضعيات الغير طبيعية

ونظرًا للوضعيات غير الطبيعية التي نقضي ساعات فيها، فمن الشائع أن تبدأ الآلام والوخزات بشكل حاد بمجرد أن تتاح لأجسامنا فرصة الاسترخاء.

قد تكون هذه الآلام مؤلمة، وتمنعنا من الاستلقاء بشكل طبيعي على ظهورنا، مما يدفعنا إلى اتخاذ وضعيات مُشكلة بنفس القدر بمجرد ذهابنا إلى النوم.

وإذا كانت رقبتك وكتفيك مشدودتين بسبب استخدام الهاتف، فإن النوم على بطنك يزيد الأمر سوءًا من خلال التواء العمود الفقري وإجهاد الكتفين.

والنوم على الجانب دون دعم جيد للوسادة قد يُفاقم من مشكلة الرقبة الناتجة عن استخدام الأجهزة التقنية، علمًا بأن أفضل وضعيات النوم هي الاستلقاء على الظهر أو الجانب مع محاذاة الرأس والرقبة والعمود الفقري.

وتتزايد الدراسات التي تربط قلة النوم بمجموعة كبيرة من الحالات والأمراض المُقيدة للحياة، بما في ذلك أمراض الكلى والقلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسكتة الدماغية.

كما ثبت أن الأرق يؤثر سلبًا على الذاكرة والقدرة على حفظ المعلومات الجديدة، وهو ما يرتبط بتطور الخرف.

ويعود ذلك إلى أن الدماغ أثناء النوم يُزيل السموم الأيضية اليومية وينقل الذكريات قصيرة المدى إلى ذاكرة طويلة المدى، مما يُعزز عملية التعلم.

ويُعطل قلة النوم هذه العمليات الحيوية، ولهذا السبب يرتبط قلة النوم المزمنة ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر.

وقلة النوم، أو الحصول على كمية غير كافية منه، أو الإصابة باضطراب في النوم مثل انقطاع النفس النومي، قد تُقصّر عمر الإنسان، حيث تُظهر بعض الدراسات أنها تُقلّل من عمره بمقدار 4.7 سنوات للنساء و2.4 سنة للرجال.