استجابة عاجلة
النيابة العامة تتدخل لإنقاذ "فتيات كهف حلوان" (صور)

في استجابة عاجلة لبلاغات وردت من أهالي منطقة المشروع الأمريكي بمدينة حلوان، تحرك رجال النيابة العامة بأنفسهم وأشرفوا على إحضار سيدتين وطفلة، بناءً على تعليمات رئيس نيابة حلوان الجزئية، بعد أن كشفت منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن مأساة إنسانية عاشتها الأسرة داخل شقة مغلقة لأكثر من عام ونصف.
المشهد كان صادمًا: أجساد هزيلة، وجوه باهتة، وطفلة لم تعرف من طفولتها سوى الخوف والعزلة.
خلفية القصة: عزلة بلا نهاية
وراء هذا التدخل، حكاية بدأت حين أصيبت إحدى الشقيقتين المطلقات باضطرابات نفسية حادة، جعلتها تنسحب من الحياة تدريجيًا، ووجود شقيقتها بجوارها لم يكن عونًا، بل انتقل إليها الخوف والوهم، فصدّقت عزلة أختها وشاركتها الابتعاد عن المجتمع، ثم عن الأهل والأبناء.
الطفلة.. سجينة الصمت
داخل هذا الظلام، عاشت طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات هي ابنة إحدى السيدتين، لم تعرف طريق المدرسة، ولم تسمع ضحكات أقرانها، مع مرور الأيام، تحولت ملامحها إلى ما يشبه "شبح طفلة"، بلا بهجة ولا صحة ولا أمل.
البيت.. من منزل إلى كهف
الشقة التي كان من المفترض أن تكون مأوى، تحولت إلى كهف مليء بالغبار والروائح الكئيبة، ومع نفاد المال، كان الجيران يمدون لهم الطعام عبر نافذة صغيرة، حتى لاحظوا أن الأختين والطفلة قد تغيّرت ملامحهن تمامًا، وكأنهن خرجن من عالم آخر.
الأسرة تحاول ثم تنهار
الأشقاء لم يقفوا مكتوفي الأيدي، فقد حاولوا مرارًا إخراج الشقيقتين من عزلتهما، لكن دون جدوى. وعندما أدركوا أن حياتهن في خطر، لجأوا إلى كسر الباب، ليجدوا المشهد المأساوي الذي تحركت بسببه نيابة حلوان.
التدخل الرسمي
رجال النيابة العامة قاموا بإحضارهن إلى مقر نيابة حلوان الجزئية، تنفيذًا لتعليمات رئيس النيابة، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهن، والتنسيق مع الجهات المختصة، وزارة الصحة لتوفير العلاج النفسي والجسدي، وزارة التضامن الاجتماعي لدراسة أوضاع الأسرة والطفلة، ووزارة الداخلية لمتابعة التنفيذ وضمان سلامة الضحايا.
الدرس الأهم
تكشف هذه المأساة أن المرض النفسي ليس قضية شخصية بل شأن عام، إذ يمكن أن يحوّل حياة كاملة إلى ظلام دامس إذا تُرك دون علاج. فتيات كهف حلوان جرس إنذار صاخب بأن الدعم النفسي والرعاية المجتمعية ضرورة وليست رفاهية.
اليوم، بعد تدخل النيابة العامة وإحضارهن من داخل "الكهف"، يبقى الأمل في أن تنجح مؤسسات الدولة في إعادة هؤلاء النساء إلى الحياة، وأن تستعيد الطفلة طفولتها وحقها في التعليم والضحك واللعب.






