أولياء أمور 15 مايو يستغيثون بوزير التعليم: انقذوا أولادنا من عناء المواصلات

مدينة 15 مايو، التي تُعد من أكبر المدن السكنية الجديدة جنوب القاهرة، تضم آلاف الأسر داخل مشروع الإسكان الاجتماعي بمنطقة الخمسين فدان، وبين المباني المتراصة، تقف مدرسة عمار بن ياسر الرسمية لغات شاهدة على معاناة ممتدة لأكثر من ثلاثة أعوام، حيث يطالب أولياء الأمور باستكمال مبنى المرحلة الثانوية الذي تعطل إنشاؤه رغم الموافقات الرسمية، ليظل أبناؤهم مرهقين بين المشقة اليومية للمواصلات والضغط النفسي والتعليمي.
بداية الأزمة
منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، تقدّم الأهالي بمطالب متكررة لإنشاء مبنى ثانوي ملحق بالمدرسة، بعد أن تجاوزت الكثافة داخل الفصول في المراحل الابتدائية والإعدادية أضعاف الطاقة الاستيعابية، وبالفعل حصلت المدرسة على موافقة هيئة الأبنية التعليمية، وتم تسليم المقاول الأرض المخصصة للبناء بتاريخ 13 يونيو الماضي، لكن المفاجأة أن التنفيذ توقف بعد إتمام أعمال الحفر فقط، ليغادر المقاول الموقع مبررًا الأمر بأن "المقاولة خاسرة".
مدرسة تخدم آلاف الأسر
مدرسة عمار بن ياسر ليست مجرد مبنى تعليمي، فهي المدرسة الوحيدة التي تخدم أهالي الإسكان الاجتماعي بمنطقة الخمسين فدان، تضم حاليًا مراحل رياض الأطفال والابتدائي والإعدادي، بينما يفتقد الطلاب لوجود مرحلة ثانوية داخل نفس المدرسة.
ومع غياب المبنى الثانوي، يُجبر الطلاب على الالتحاق بمدرسة الدكتور أحمد زويل الثانوية المشتركة، التي تبعد مسافة طويلة عن المنطقة، ما يشكل مشقة كبيرة على الأبناء وبخاصة الفتيات، فضلًا عن أعباء مالية إضافية لأولياء الأمور بسبب المواصلات اليومية.
معاناة يومية للأهالي والطلاب
"أولادنا بيتبهدلوا كل يوم في المواصلات عشان يروحوا مدرسة أحمد زويل.. المشوار بعيد ومكلف جدًا، وكمان بيأثر على وقتهم ومجهودهم"، هكذا تقول إحدى أولياء الأمور، مؤكدة أن بعض الطلاب يضطرون للاستيقاظ منذ الفجر للحاق بالمدرسة، بينما يعودون مرهقين آخر النهار.
ويضيف ولي أمر آخر: "معانا بنات، وصعب يركبوا مواصلات لمسافات طويلة يوميًا.. وجود مبنى ثانوي في مدرسة عمار مش رفاهية، ده حق طبيعي لأهل المنطقة".
مطالب واضحة
الأهالي يؤكدون أن حل الأزمة يتمثل في ثلاثة خطوات عاجلة:
1. استكمال بناء المبنى الثانوي الذي توقف المقاول عن تنفيذه رغم تسلمه الأرض منذ أشهر.
2. إعادة نقل طلاب المرحلة الثانوية من مدرسة أحمد زويل إلى مدرسة عمار بن ياسر، مع منحهم أولوية في القبول مع بداية الترم الثاني أو العام الدراسي القادم على الأقل.
3. دعوة وزير التربية والتعليم لزيارة المدرسة ميدانيًا لمعاينة الأوضاع بنفسه والاطلاع على حجم الكثافة الطلابية والمعاناة اليومية للأسر.
أزمة تمس العدالة التعليمية
المشكلة لا تقف عند حدود مدرسة واحدة، بل تعكس غياب العدالة التعليمية في توزيع المدارس داخل المدن الجديدة. ففي الوقت الذي تتكدس فيه الفصول داخل مدرسة عمار بن ياسر، يضطر طلاب الثانوية لقطع مسافات طويلة يوميًا، ما يعكس خللًا في التخطيط والتنفيذ.
ويحذر الأهالي من أن استمرار الأزمة قد يدفع بعض الأسر إلى حرمان أبنائهم من استكمال الدراسة الثانوية نظرًا لصعوبة التنقل وارتفاع تكاليف المواصلات، وهو ما يتعارض مع حق التعليم الذي تكفله الدولة.
كلمة أخيرة إلى الوزير
يناشد أولياء الأمور وزير التربية والتعليم التدخل العاجل لحل الأزمة، مؤكدين أن استكمال بناء المبنى الثانوي بات ضرورة لا تحتمل التأجيل، ليس فقط لتخفيف العبء عن الأهالي، ولكن أيضًا لضمان حصول أبناء الإسكان الاجتماعي على فرص تعليمية عادلة وآمنة.







