إضاءة صخرة الروشة بصور نصرالله وصفي الدين تثير جدلًا في بيروت.. والنيابة العامة تتحرك

أضاء حزب الله مساء الخميس صخرة الروشة، أحد أبرز معالم العاصمة اللبنانية بيروت، بصورتي أمينه العام السابق حسن نصر الله وخلفه هاشم صفي الدين، وذلك في الذكرى الأولى لاغتيالهما.
جاءت الخطوة في تحدٍّ مباشر لتعميم رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الذي شدّد على منع استخدام المرافق العامة للمناسبات الحزبية.
موقف رئيس الحكومة
وعلّق سلام على ما جرى قائلًا إن "ما حصل في منطقة الروشة يشكل مخالفة صريحة لمضمون الموافقة التي أعطاها محافظ بيروت"، موضحًا أن الإذن بالتجمع نصّ بوضوح على "عدم إنارة صخرة الروشة مطلقًا لا من البر ولا من البحر أو من الجو وعدم بث أي صور ضوئية عليها".
وأضاف رئيس الحكومة أنه تواصل مع وزراء الداخلية والعدل والدفاع، وطلب منهم "اتخاذ الإجراءات المناسبة، بما في ذلك توقيف الفاعلين وإحالتهم على التحقيق"، معتبرًا ما جرى "انقلابًا على الالتزامات الصريحة للجهة المنظمة وداعميها، وسقطة جديدة تنعكس سلبًا على مصداقيتها في التعامل مع منطق الدولة".
تحرك النيابة العامة
وبالتوازي مع الموقف الرسمي، كشفت مصادر لبنانية أن النيابة العامة التمييزية طلبت من الأجهزة الأمنية استدعاء الأشخاص الذين شاركوا في إضاءة صخرة الروشة، والتحقيق معهم في المخالفات التي ارتكبوها.
إصرار على دولة القانون
وأكد سلام أن "هذا التصرف المستنكر لن يثنينا عن قرار إعادة بناء دولة القانون والمؤسسات، بل يزيدنا إصرارًا على تحقيق هذا الواجب الوطني"، في إشارة إلى أن الحكومة اللبنانية ستواصل مواجهتها لأي تجاوزات تمس هيبة الدولة.
تُعدّ صخرة الروشة رمزًا سياحيًا بارزًا في بيروت وغالبًا ما تُستخدم في المناسبات العامة، لكن استخدامها سياسيًا أثار مرارًا انتقادات رسمية.
ويأتي هذا الجدل بعد مرور عام على مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة إسرائيلية استهدفت مقرّه في الضاحية الجنوبية لبيروت في سبتمبر 2024، أعقبتها أيام قليلة بضربة أخرى أودت بخلفه هاشم صفي الدين.
ملف العلاقة بين حزب الله والدولة اللبنانية ما زال محور نقاش داخلي حاد، حيث ترى الحكومة أن تجاوز قراراتها يقوّض مفهوم السيادة ويضعف مؤسسات الدولة.