وكيل الأزهر لخريجي الشريعة والقانون الجدد: كونوا صوتا للمظلومين وعونا للمستضعفين

شهد محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، مساء اليوم، احتفالية كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بتخريج الدفعة الـ58 من طلابها، إذ ألقى كلمةً نقل للحضور في بدايتها تحيات وتهنئة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ودعواته لأبنائه الخريجين بالتوفيق والسداد.
وكيل الأزهر لخريجي الشريعة والقانون الجدد: كونوا صوتا للمظلومين وعونا للمستضعفين
كما توجه وكيل الأزهر بأحر التهاني القلبية إلى الخريجين على نجاحهم وتفوقهم، متمنيًا لهم دوام التوفيق والنجاح في حياتهم العملية والعلمية، معبرًا عن فخره واعتزازه بأنه ابن من أبناء هذه الكلية، التي تعلم في أروقتها وتشرف بالعمل في رحابها، مشيدا بالجهود المضنية التي يبذلها الأزهر الشريف، كمنظمة علمية عالمية تحمل على عاتقها مهمة بيان أحكام شريعة الإسلام والذود عنها.
وأوضح أن الحفل يجسد فرحة عارمة بتخريج طلاب بذلوا غاية جهدهم وسهروا الليالي حتى نالوا ثمار جدهم وعطائهم، ليتأهّلوا اليوم ليكونوا دعاة للحق وحماة للعدل وحراسًا للقيم والمبادئ، مزوّدين بعلم الشريعة الغراء والقانون الوضعي في معادلة فريدة تميز خريج الأزهر.
وأشار وكيل الأزهر إلى أن هذه الفرحة المباركة تختلط بـ«غصّة عميقة» بسبب المآسي التي تصل كل يوم من فلسطين، حيث يُقتل الأبرياء وتهدّم البيوت وتدمر المستشفيات والمدارس في مشاهد تدمع لها العيون وتنفطر لها القلوب، مؤكدا أن هذه الأحداث كشفت عن ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا العدوان والاحتلال، وعن الغياب الفاضح للقوانين الدولية التي من المفترض أن تحفظ الحقوق وتحمي الأبرياء.
وحثّ وكيل الأزهر الخريجين على أن يكونوا صوتًا للمظلومين ودرعًا للمستضعفين، وركنًا من أركان نشر الحق والعدل، مؤكدًا أن الوطن ينتظر عطاءهم في كل مجال، والأمة تعوّل عليهم في الوقوف أمام التحديات، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث يجب أن يكونوا سندًا للحق بأقلامهم ومواقفهم، وأن يثبتوا للعالم أن مصر وأزهرها الشريف لا يزالان منارة للعدل ومنبرًا لكلمة الحق، معربا عن يقينه بأن الخريجين، بعد أن تسلحوا بالعلم والمعرفة، سيكونون على قدر المسؤولية في خدمة دينهم وأمتهم ووطنهم، وشهودًا على هذا العصر يدافعون عن الحق ويكشفون زيف القوانين المزدوجة.
وتطرق إلى دور التعليم الأزهري بوصفه أحد أهم الركائز التي يعتمد عليها الوطن في بناء المجتمع وإرساء قيم الحق والعدل، وذلك لما للدين من سلطان على النفوس ورقابة أخلاقية، مؤكدا أن كليات الشريعة والقانون هي من أبرز معالم هذه الرسالة، وأنها أقيمت لتكون حصنًا منيعًا يقيم موازين العدل، وأن طلابها وخريجيها يتكونون على أصول الفقه وقواعد القانون، فيدركون بعمق مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالقانون الحديث، ويتعلمون كيفية الموازنة بين ثوابت الدين ومتغيرات العصر.
وفي ختام كلمته، أكد وكيل الأزهر للطلاب أن سعيهم في طلب العلم فرض ديني ومطلب حضاري، وأنهم يحملون أمانة كبيرة جمعت بين الفقه في دين الله ومعرفة أحكامه، وبين القانون الذي ينظم شؤون الحياة، واصفا يوم التخرج بأنه يوم العهد والميثاق"، وطالبهم بأن يكونوا حراس الحق وأعمدة العدل وأبناء الأزهر الأوفياء، حاملين رسالته في نقائها وسموها كما حملها الأولون.
كما حرص وكيل الأزهر على توجيه تهنئة خاصة لآباء الخريجين وأمهاتهم الذين هم شركائهم في النجاح، وأساتذتهم الكرام الذين أفنوا أعمارهم في تعليمهم وتوجيههم.