كيف تؤدي أجهزة تتبع النوم إلى هوس النوم؟

تُؤدّي أجهزة تتبّع النوم العصرية إلى زيادة ما يعرف باسم حالات الأورثوسومنيا، وهو هوسٌ النوم بشكلٍ صحيح.
وعلى غرار اضطراب الأكل الأورثوركسيا - وهو هوسٌ غير صحيّ بالتغذية الصحية - يُقال إنّ هذه الحالة ناتجة عن رغبةٍ مُفرطةٍ في أن نكون في أفضل حالاتنا الصحية.
ويعاني بعض المُعرّضين لخطر الأورثوسومنيا بالفعل من مشاكل في الصحة النفسية وصعوباتٍ في النوم، وبسبب القلق المُستمرّ بشأن أنماط النوم، يُصاب المُصابون بقلقٍ واكتئابٍ شديدين.
ولكنّ خبراء النوم يقولون إنّهم حتى خلال الأشهر القليلة الماضية شهدوا تزايدًا في عدد الأشخاص الذين يُقرّون بأنّ أجهزة تتبّع النوم، التي تدّعي مراقبة وتحسين جودة وكمية النوم، هي في الواقع سببٌ لمشاكلهم.
ويأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه استطلاع منفصل اليوم أن ما يقرب من نصف مستخدمي هذه الأجهزة - مثل التطبيقات أو الساعات - يشعرون بأنهم "أخطأوا" إذا أظهر جهاز التتبع الخاص بهم قلة النوم.
ومما يثير القلق، أفاد اثنان من كل خمسة أن أجهزتهم غالبًا ما تتعارض مع مشاعرهم، لكنهم ما زالوا يثقون بالنتيجة أكثر من ثقتهم بأجسامهم.
ماذا يفعل الناس قبل النوم؟
يُجهد الناس أنفسهم للنوم جيدًا، ثم يستلقون في السرير مُفرطين في التفكير في روتين نومهم، ودورات حركة العين السريعة، ومكملاتهم الغذائية، ونتائج نومهم.
وقد يكون هذا القلق هو السبب الرئيسي الذي يُبقيهم مستيقظين، وقد تستيقظ وأنت تشعر بحالة جيدة، ولكن إذا منحك تطبيقك تقييمًا منخفضًا، فسيقضي الناس يومهم مقتنعين بأنهم منهكون.
وقد تكون أجهزة تتبع النوم مفيدة، ولكن فقط إذا استخدمتها لتوجيه عاداتك، وليس للتحكم في مزاجك، والتركيز المفرط له نتائج عكسية، حيث فقدنا الحقيقة الأساسية المتمثلة في أن الراحة تتعلق بالشعور، وليس بالتقييم، وهذه الحالة من الهوس بالنوم تزيد من صعوبة النوم.
تطبيق تتبع النوم
وفقًا لدراسة استقصائية حديثة أجرتها شركة سيمبا لتقنيات النوم، تستخدم حوالي واحدة من كل تسع نساء في المملكة المتحدة - أي ما يقارب 4.5 مليون امرأة - الآن تطبيقًا لتتبع النوم أو الصحة للحصول على معلومات عن عادات نومهن.
وتستخدم التطبيقات مستشعرات الحركة في الهواتف الذكية، والتي يمكن وضعها تحت الوسادة، وتُميز خوارزمية بين الحركات التي تحدث أثناء النوم العميق وفترات الاستيقاظ.
ثم تُعرض أنماط النوم على التطبيق من خلال رسوم بيانية تُفصّل الدقائق التي قضاها المستخدمون في مراحل النوم الثلاث - الخفيف، والعميق، وحركة العين السريعة، مع إصدار تنبيهات غالبًا إذا لم يصل المستخدمون إلى العدد المطلوب من ساعات النوم ليلًا.
ويرتبط قلة النوم بعدد من المشاكل الصحية، بما في ذلك السرطان والسكتة الدماغية والعقم، ولطالما نصح الخبراء بأن الاستيقاظ ليلًا لا يعني بالضرورة الإصابة بالأرق، والذي تشير الأرقام إلى أنه يؤثر على ما يصل إلى 14 مليون بريطاني.
ومع ذلك، فإن الحرمان من النوم له آثاره الجانبية، من الانفعال وقلة التركيز على المدى القصير، إلى... زيادة خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري.