مأساة جديدة في مستشفى السيد جلال.. اعتداء بمشرط على طبيب امتياز داخل الطوارئ

في مشهد صادم تكرر كثيرًا داخل المستشفيات المصرية، شهدت طوارئ الجراحة بمستشفى السيد جلال الجامعي صباح اليوم واقعة اعتداء خطيرة على أحد أطباء الامتياز، بعدما هاجمه أحد مرافقي مريض بمشرط، ما أدى إلى إصابته بجروح عميقة نُقل على إثرها إلى غرفة العمليات في حالة حرجة.
تفاصيل الواقعة
حسب روايات أطباء كانوا شهودًا على الحادث، فإن المريض دخل الطوارئ بصحبة عدد من المرافقين، تجاوز عددهم خمسة، في مخالفة صريحة للوائح التي تفرض دخول مرافق واحد فقط.
أحد المرافقين حاول الحصول على مشرط من غرفة العظام، وعندما رفض الأطباء، توجه إلى غرفة الغرز وبحث داخل أدوات غير مستخدمة حتى عثر على مشرط ملقى في القمامة، ليستخدمه في الاعتداء على طبيب الامتياز بشكل مفاجئ.
غياب أمني لافت
المفاجأة الأكبر كانت في موقف أفراد الأمن المسؤولين عن المستشفى، حيث أكدوا شهود العيان أن الأمن اكتفى بالوقوف صامتًا دون أي تدخل لحماية الطبيب، رغم أنهم نفس الأشخاص الذين يسمحون بدخول عدد كبير من المرافقين مقابل مبالغ مالية، ما يجعل المستشفى ساحة مفتوحة أمام البلطجة والفوضى.
محضر "تلفيات" لا اعتداء!
إدارة المستشفى – وفق مصادر مطلعة – اكتفت بتحرير محضر "تلفيات"، دون الإشارة إلى واقعة الاعتداء على الطبيب أو توثيق إصابته رسميًا، الأمر الذي أثار غضب زملائه الذين اعتبروا ذلك محاولة للتستر على الجريمة وتقليل من خطورتها.
أزمة مزمنة: أطباء بلا حماية
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها. خلال السنوات الأخيرة تكررت اعتداءات مماثلة في عدد من المستشفيات الحكومية والجامعية، وسط مطالب متزايدة من الأطباء بضرورة توفير تأمين حقيقي داخل الاستقبال والطوارئ، وفرض هيبة القانون لحماية الأطقم الطبية، فالأطباء يرون أنهم يعملون في ظروف قاسية، وغياب التأمين، ورواتب ضعيفة لا تتناسب مع المخاطر، واستباحة متكررة لحرمة المستشفيات.
مطالب عاجلة
وأعلن الأطباء في مستشفى السيد جلال رفضهم النزول للاستقبال والعمل دون توفير الحماية اللازمة، وطالبوا بالقبض الفوري على المعتدي وتقديمه للعدالة، وفتح تحقيق عاجل مع إدارة المستشفى وأفراد الأمن المتقاعسين، إصدار تشريعات أو لوائح تُجرّم بشكل رادع الاعتداء على المستشفيات والعاملين بها.