محكمة الطفل تجدد حبس فتاة قتلت زوجها بحلوان

قررت محكمة الطفل بالقاهرة، تجديد حبس فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بتهمة قتل زوجها بطعنة نافذة في الرقبة داخل مسكن الزوجية بحلوان، في واقعة مأساوية أثارت جدلًا واسعًا وطرحت أسئلة قانونية ومجتمعية عن زواج القاصرات، والتحريض على العنف، والتهاون في التوثيق الرسمي للزيجات غير المتكافئة.

وجاء قرار المحكمة بعد أن كانت نيابة حلوان قد أصدرت في وقت سابق قرارًا بحبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيق، على خلفية الجريمة التي وقعت مساء السبت الماضي داخل شقة سكنية أعلى مطعم شعبي بشارع محمد سيد أحمد.

تحقيقات النيابة: اعترافات وتحقيقات موسعة

استمع المستشار مصطفى القاضي، رئيس نيابة حلوان، إلى أقوال عدد من الشهود، بينهم شقيقة المجني عليه، وابنتها، وبواب العقار. ثم تمت مواجهة المتهمة بأقوال الشهود، حيث أقرت صراحة بارتكاب الجريمة، مشيرة إلى حدوث مشادة مع الزوج على خلفية اكتشافه أنها على تواصل مع خطيبها السابق.

النيابة العامة أصدرت عدة قرارات عاجلة، أبرزها: طلب تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها، وتحديد نوع السلاح المستخدم، بيان مدى وجود دور لخطيب المتهمة السابق في التحريض أو التواطؤ، وتكليف الطبيب الشرعي بسحب عينة دم من المجني عليه لإجراء المضاهاة، وإرسال جهاز تخزين إلكتروني تم التحفظ عليه إلى قسم المساعدات الفنية بوزارة الداخلية لتفريغه

تفاصيل الجريمة: طعنة واحدة أنهت كل شيء

الجريمة وقعت في شقة الزوجية التي لم يمضِ على الإقامة بها سوى أسابيع قليلة، بعد زواج جمع بين رجل يبلغ من العمر 39 عامًا ويعمل في تجارة الخردة، وفتاة قاصر من منطقة "الحمامات" بالعامرية في الإسكندرية.

وفقًا للتحقيقات، نشب خلاف حاد بين الزوجين بعد اكتشاف الرجل أن زوجته على تواصل مستمر مع خطيبها السابق، ما دفعه للاتصال بشقيقته، وأخبرها بما حدث، وطلب حضورها فورًا. لكن قبل أن تصل، كانت الجريمة قد وقعت.

الفتاة لم تتردد، واستخدمت سكين مطبخ وسددت له طعنة واحدة في الرقبة داخل غرفة النوم، ليلقى حتفه في الحال، وسط دماء غزيرة، وهربت بعدها من مسرح الجريمة.

الاعتراف بالخيانة.. والتحريض المحتمل

بعد دقائق من ارتكاب الجريمة، أجرت المتهمة مكالمة هاتفية مع خطيبها السابق، وأبلغته حرفيًا: "أنا خلصت على جوزي." ذلك الاعتراف الصادم دفع جهات التحقيق إلى الاشتباه في وجود تحريض مسبق أو تواطؤ من الطرف الآخر، وهو ما يتم التحقيق فيه حاليًا ضمن المسار الجنائي الموسع للقضية.

الأمن والنيابة في المشهد

فور الإبلاغ، تحركت قوة من مباحث قسم حلوان بقيادة المقدم محمد مجدي، حيث تم فرض كردون أمني حول العقار، ونقل جثة القتيل إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة.

كما بدأت المباحث في تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالعقار، وتتبع خط سير المتهمة، التي ترددت أنباء عن محاولتها الهروب إلى الإسكندرية، قبل أن تتمكن قوات الأمن من ضبطها خلال ساعات.

زواج قاصر.. ومأساة قانونية

لا تزال المعلومات متضاربة بشأن توثيق الزواج رسميًا، إذ تشير مصادر إلى أن الزواج قد تم بشكل غير موثق، وهو ما يعزز شبهات زواج قاصر دون سند قانوني.

وقال محامى إن مثل هذه الزيجات تشكل خرقًا واضحًا للقانون المصري، الذي يحظر زواج من لم تبلغ 18 عامًا، مضيفًا: "الزواج غير الرسمي يفتح الباب أمام الكوارث، فلا حماية قانونية للزوجة أو الزوج، وغالبًا ما ينتهي بالعنف أو الابتزاز أو الجريمة."