الداخلية تكشف الوجه الآخر للفيديوهات المتداولة: مخالفات مرورية وجرائم إلكترونية وتحقيقات عاجلة

في إطار جهود وزارة الداخلية لرصد كل ما يُتداول على مواقع التواصل الاجتماعي من مقاطع فيديو وبلاغات جماهيرية، أصدرت الوزارة عبر صفحتها الرسمية عدة بيانات كشفت من خلالها ملابسات عدد من الوقائع التي أثارت تفاعلًا كبيرًا بين المواطنين، وتنوعت بين مخالفات مرورية خطيرة وجرائم تشهير وابتزاز إلكتروني.
السير عكس الاتجاه: طريق مختصر أم طريق للموت؟
خلال الأيام الماضية، تصدرت مشاهد لقائدي سيارات يسيرون عكس الاتجاه عددًا من الطرق الحيوية في مصر عناوين الفيديوهات المتداولة على مواقع التواصل، ما تسبب في موجة من الغضب الشعبي بسبب الاستهتار بأرواح المواطنين.
البداية كانت في الطريق الدولي بمحافظة كفر الشيخ، حيث ظهر سائق سيارة نقل يسير عكس الاتجاه بشكل متهور. وبعد فحص الفيديو، تمكنت الداخلية من ضبط السيارة التي تبين أن رخصتها منتهية، وكذلك السائق الذي كان يحمل رخصة قيادة غير سارية، واعترف بمحاولته اختصار الطريق رغم خطورة ذلك.
ولم تمضِ ساعات حتى ظهر مقطع آخر لسائق سيارة ملاكي يسير عكس الاتجاه ويتحدث في الهاتف المحمول أثناء القيادة. الحادث وقع على الطريق الدولي الجديد (كفر الشيخ – دسوق)، وألقي القبض على السائق الذي اعترف بنفس المبرر: "كنت باختصر الطريق".
أما الواقعة الأخطر فكانت على طريق الإسكندرية الصحراوي، حيث ظهر سائق ميكروباص يسير عكس الاتجاه برعونة تامة. وبعد الفحص، تبين أن السيارة منتهية الترخيص، وتم ضبط السائق المقيم بمحافظة القليوبية، والذي أقر بارتكاب الواقعة.
جرائم إلكترونية: تشهير وابتزاز وهتك خصوصية
وبالتوازي مع القضايا المرورية، تعاظم دور الأمن في مواجهة الجرائم الإلكترونية التي تستهدف كرامة المواطنين، خاصة السيدات، سواء عبر التحرش أو التشهير أو التهديد.
طالبة التجمع الأول ضحية سائق النقل الذكي
في واحدة من أخطر وقائع الابتزاز الإلكتروني، تقدمت طالبة ببلاغ لقسم شرطة التجمع الأول، قالت فيه إنها تعرضت للمضايقة من سائق إحدى خدمات النقل الذكي، حيث أرسل لها رسائل خادشة بعد انتهاء الرحلة، ثم تطورت الرسائل إلى تهديدات وابتزاز بصور مفبركة.
تحركت الأجهزة الأمنية فورًا، وتم تحديد هوية المتهم المقيم بقسم الشروق، وتمت مداهمة مسكنه وضبطه ومعه السيارة المستخدمة، والتي تبين كذلك أنها منتهية التراخيص.
واعترف المتهم تفصيليًا بالواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.
التشهير من خطيب سابق في الشرقية
قضية أخرى شغلت الرأي العام، بعد أن ظهرت فتاة من الزقازيق تروي تعرضها لحملة تشهير إلكتروني يقودها خطيبها السابق، بعد فسخها الخطبة بسبب سوء سلوكه.
الفتاة أكدت في بلاغها أن المتهم أنشأ حسابات مزيفة على فيسبوك لنشر صور شخصية لها وإرسال رسائل تهديد.
وبعد التحريات، تم ضبط المتهم، الذي اعترف بتفاصيل الجريمة، وبرر فعلته بمحاولة الضغط النفسي عليها لإجبارها على العودة إليه.
طالبة الشرقية: أزمة أسرية تتحول لقضية رأي عام
في واقعة أثارت تعاطفًا واسعًا على الإنترنت، ظهرت طالبة من الشرقية تستغيث في مقطع فيديو عقب طردها من منزل الأسرة بعد رسوبها في امتحانات الثانوية العامة.
الفتاة قالت إنها تعرضت للضرب من والدها وأقاربها، وتم طردها هي وشقيقها الأصغر، ما دفع المئات إلى التضامن معها عبر مواقع التواصل.
أجهزة الأمن تحركت بسرعة، وتم ضبط الأطراف المشار إليهم. وخلال التحقيق، أنكرت الأسرة الاتهامات، وقالوا إن الفتاة تعاني من اضطرابات سلوكية، وإن الواقعة سببها خلافات أسرية قديمة بعد زواج الأب من أخرى، وإنها اعتادت الهروب من المنزل.
كما قدموا مقاطع فيديو تظهر محاولتها الخروج من النافذة، وقال شقيقها إنها لم تُطرد، بل هو من اختار مغادرة المنزل لمرافقتها.
ولا تزال التحقيقات جارية للوصول إلى الحقيقة الكاملة، خاصة أن الواقعة تمس شريحة واسعة من الطالبات اللاتي يعانين من ضغوط نفسية كبيرة خلال فترة إعلان نتائج الثانوية العامة.