قلبت بفضيحة سرقة اللوحات..
أسرار عملية تلميع مها الصغير بعد طلاقها من أحمد السقا

مها الصغير: زعلانة من نفسى وغلطت فى حق الكل.. وظروفى الصعبة مش مبرر لتصرفاتى
خبير قانونى: مها الصغير مهددة بالحبس عامين فى حال تحريك الرسامة الدنماركية دعوى ضدها
ناقد فنى: الفن قوة ناعمة لا تستباح ومجرد تجاهل الإشارة لأصحابها اعتداء على إنسانية الفنان
فنان تشكيلى: أعمالنا معرضة للسرقة دون أى مساءلة قانونية.. والإنترنت حول إبداعنا لمادة خام للسطو
بين ليلة وضحاها، أصبحت الإعلامية مها الصغير، حديث الساعة وكل ساعة، بداية من طلاقها من الفنان أحمد السقا مرورا بانتشار أنباء حول زواجها من الفنان طارق صبري، وصولا إلى فضيحة جديدة هزت الوسط الفني والإعلامي بالاستيلاء على لوحات فنية من فنانين تشكيليين عالميين وادعاء ملكيتها لها خلال ظهورها ضيفة في برنامج تلفزيوني.
ورغم التصاق اسم مها الصغير بأزمات عدة خلال الفترة الأخيرة منذ إعلان الفنان أحمد السقا انفصاله عنها، واتهامها له أمام الجهات الأمنية وداخل أسوار المحاكم بالاعتداء عليها بالسب والضرب، إلا أن مسيرتها أخذت منحنى تصاعدي يثير العديد من التساؤلات بعد ظهورها المفاجئ مع الإعلامية منى الشاذلي، في حلقة أحدثت جدلا واسعا لسطوها على لوحات لفنانين تشكيليين مشاهير وادعاء بأن تلك اللوحات هي من قامت برسمها، وصولًا إلى الإعلان عن تقديمها برنامج جديد يحمل اسم «كلام كبير».
ويبدو أن مها الصغير أرادت استغلال الجدل المثار حولها للقيام بعملية «تلميع» وإظهارها كنجمة شاشات، بداية من ظهورها على شاشة أكبر برنامج اجتماعي وهوي برنامج منى الشاذلي، ثم الإعلان عن أنها سوف تقدم برنامجا على قناة فضائية أخرى كبيرة باسم “كلام كبير” تستضيف فيه كبار النجوم، ومنهم طليقها أحمد السقا.
اتهامات بالسرقة
بدأت القصة خلال ظهور مها الصغير مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج «معكم منى الشاذلي» للتحدث عن شغفها بالرسم ونيتها في إقامة معرض فني لأعمالها، مدعية أن اللوحات المعروضة خلال الحلقة من أعمالها الخاصة.
وتحدثت «الصغير» عن اللوحة الأولى، قائلة: «أنا كنت برسم مشاعر أكتر دي يعني حال سيدات كثيرة بيبقوا عايزين يبدعوا أو يبقى ليهم مكانة وبيبقوا حاسين أنهم مكبلين».
وبعد عرض الحلقة انكشف المستور، ليتبيّن أن هذه اللوحة تعود لفنانة دنماركية رسمتها عام 2019 بعنوان «صنعت لنفسي بعض الأجنحة».
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل جاءت الطامة الكبرى أن كل اللوحات التي عرضت خلال الحلقة مسروقة وتم السطو عليها.
وظهرت خلال الحلقة لوحة لفتاة تقف وظهرها عاري وهي تعود للفنان الإسباني «Mario Sánchez Nevado»، وكذلك عرض لوحة أخرى لرجل مسن يظهر وجهه بالأبيض والأسود فيما يرتدي عمامة ملونة، وهذه الصورة تبيّن أنها للفنان البرازيلي «Eduardo Kobra».
كما عرضت لوحة أخرى للفنانة الألمانية «Caroline Wendelin» تظهر فيها فتاة ترتدتي فستانا مزينا بالورود وشعرها أبيض ووجها يبدو عليه ملامح الحزن.
وبعد تداول حقيقة الأمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإعلان أصحاب اللوحات الأصليين تعرضهم للسرقة على يد «مها الصغير»، قامت الإعلامية منى الشاذلي، بالاعتراف بحقيقة الأمر والاعتذار لأصحاب اللوحات.
ونشرت منى الشاذلي صورة لإحدى اللوحات المعروضة بالحلقة، وعلقت قائلة: «اللوحة من إبداع الفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون، نحترم المبدعين الحقيقيين ونقدر إبداعاتهم الأصلية في كل المجالات».
ونشرت الفنانة لويسا كيركلوف عبر حسابها الرسمي على «إنستجرام» منشورًا قالت فيه إن إحدى لوحاتها الأصلية ظهرت في خلفية برنامج «It’s Show Time» الذي تقدمه مها الصغير، دون إذن منها، ودون مقابل، ودون الإشارة إلى اسمها أو مصدر اللوحة.
وقالت الفنانة: «تم استخدام عملي الفني دون أي تصريح أو تواصل معي، لقد تم عرضه على شاشة قناة مصرية وطنية دون إذن، وهذا انتهاك واضح لحقوقي».
وأرفقت مع منشورها صورة للمشهد المأخوذ من البرنامج، مؤكدة أن العمل المذكور مُسجل وموثق باسمها في الدنمارك وتحت حماية قانون الملكية الفكرية الأوروبي.
وسرعان ما انقلب السحر على الساحر، لتتحول في لمح البصر حملة «تلميع» مها الصغير إلى أزمة كبيرة ما اضطر قناة «ON» خلال الساعات الماضية، حذف برومو برنامج «كلام كبير» الذي كان من المقرر أن تقدمه «الصغير».
وقدمت مها الصغير اعتذارا للفنانة الدنماركية ليزا، وكتبت عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك» منشورا قائلة: «أنا غلطت.. غلطت فى حق الفنانة الدنماركية ليزا وفي حق كل الفنانين وفى حق المنبر اللي اتكلمت منه والأهم غلطت فى حق نفسي.. مروري بأصعب ظروف فى حياتي لا يبرر لي ما حدث.. أنا آسفة وزعلانة من نفسي».
ساحة خصبة للسطو
وحذر عدد من النقاد الفنيين والمهتمين بحفظ حقوق الملكية الفكرية، من انتشار سرقة الأعمال الفنية والإبداعية بعدما أصبح الإنترنت ساحة خصبة للسطو، خاصة مع عرض اللوحات بدقة عالية عبر مواقع التواصل.
ومن جانبه، قال الفنان التشكيلي هاني عبد الكريم، إن ما يتم عرضه من لوحات للترويج للأعمال تتحول إلى مادة خام لمن لا يحترمون الفن.
وأضاف «عبد الكريم»: «بإمكان أي شخص تحميل صورة واستعمالها، دون أي مساءلة قانونية حقيقية».
بينما يرى الناقد الفني عصام بليغ، أن الفن قوة ناعمة لا تستباح، مؤكدا أن العمل الفني ليس مجرد صورة يتم تداولها دون احترام صاحبها، إنما رسالة وهوية وحقوق لا يجب اختزالها في خلفية صامتة.
وأضاف: «احترام الفن يبدأ من احترام تفاصيله، اسمه، توقيعه، قصته، وصاحبه، وأي انتقاص من هذه العناصر، حتى لو كان على سبيل الإهمال، هو اعتداء مباشر على إنسانية الفنان، وعلى الفكرة نفسها التي تجعل من الفن قوةً ناعمة لا تُستباح».
موقف القانون
وفي سياق آخر، قال المستشار القانوني عماد عوض ولسن، إن استخدام أو عرض أي عمل فني دون إذن أو ترخيص من صاحبه يُعد انتهاكًا صريحًا للقانون المصري والدولي، ويستوجب المساءلة القانونية الكاملة.
وأضاف «عوض» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»- أن قانون حماية حقوق الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002 ينص على أن «كل من نشر أو عرض مصنفًا فنيًا مملوكًا للغير دون ترخيص، يُعاقب بالحبس والغرامة والتعويض».
وتابع: «وتشمل العقوبات المقررة في مثل هذه الحالات الحبس لمدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنتين، وغرامة مالية تتراوح بين 5،000 و50،000 جنيه، علاوة على إلزام المعتدي بتعويض مدني كامل عن الأضرار الأدبية والمادية التي لحقت بصاحب العمل».
وأشار إلى أن الحماية القانونية تشمل كل أنواع المصنفات الفنية، سواء كانت مرسومة أو رقمية أو مستخدمة في برامج إعلامية أو حملات دعائية، مضيفًا أن تجاهل هذه الحقوق يعرّض الجهة المستخدمة لمساءلة جنائية ومدنية.
وأوضح المستشار عماد عوض، أن مصر طرف في اتفاقية «برن» لحماية المصنفات الأدبية والفنية، وهي الاتفاقية التي تمنح المؤلفين حماية شاملة لأعمالهم في الدول الأعضاء، وتكفل لهم الحقوق الحصرية التالية حق العرض العلني وحق الأداء والنشر وحق المطالبة بالتعويض حال الاستخدام غير المصرّح به.
وأكد أن الفنانة الدنماركية صاحبة اللوحة محل النزاع في واقعة مها الصغير لها الحق الكامل في المطالبة بتعويض قد يصل إلى مئات الآلاف من الجنيهات، إذا ثبت أن استخدامها تم دون إذن وعلى شاشة تلفزيونية واسعة الانتشار، مما يضاعف الأثر المعنوي والاقتصادي للانتهاك.
من المسؤول؟
وعن الجهة المسؤولة قانونيًا في مثل هذه القضايا، قال المستشار عماد عوض، إن المسؤولية القانونية المباشرة تقع على عاتق الجهة المنتجة للبرنامج بصفتها المالكة لحقوق بث البرنامج والمسؤولة كذلك عن المحتوى بما في ذلك من ديكور وعناصر بصرية يتم عرضها.
لكن في الوقت ذاته، شدد على أن «مقدمة البرنامج، مها الصغير، بصفتها الوجه الإعلامي وصاحبة الاسم البرنامجي، تتحمل مسؤولية معنوية، وتُدرج كطرف في أي دعوى قانونية إذا ثبت علمها أو مشاركتها في اختيار اللوحات أو الموافقة على استخدامها».
وتابع: «ما نحتاجه اليوم هو منظومة حماية رقمية متكاملة داخل المؤسسات الإعلامية، وتدريب مستمر للفنانين على كيفية تأمين أعمالهم وتسجيل حقوقهم في الداخل والخارج، حتى لا تصبح الإبداعات سلعة مستباحة بلا حماية».
المستشار عماد عوض
